لا احد يدري ما الذي فعلته الجمهورية الاسلامية في ايران للعالم العربي، غير انها ناصبت العداء لاسرائيل منذ اليوم الأول لنجاح ثورتها قبل ثلاثين عاما، أغلقت سفارتها واقامت مكانها سفارة لفلسطين، ودخلت في مواجهة مع قوة عظمى هي الولايات المتحدة، التي طالما دعمت عدو العرب بالأموال والاسلحة والقرارات السياسية.
لماذا تناصب الانظمة العربية في مصر والسعودية واليمن والخليج العربي والاردن والضفة الغربية العداء لايران,مع انها شكلت رافعة استراتيجية لأمن هذه الدول القومي على مدى العقود الماضية، من خلال دعمها للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وسوريا، اضافة الى المقاومة العراقية ضد الاحتلال الاميركي، فايران بذلك تشكل توازنا استراتيجيا في المنطقة امام اسرائيل نيابة عن العرب، ذلك لم يكن محض أدبيات سياسية ولا نظريات فلسفية، فالمقاومة اللبنانية صمدت امام الجيش الاسرائيلي 33 يوما في حرب تموز، ولولا همة المقاتلين وقيادتهم الفذة، ولولا الصواريخ الايرانية التي ضربت حيفا وعكا والناصرة، لدخل الاسرائيليون بيروت، مثلما ان الاميركيين كانوا على وشك دخول دمشق في اعقاب سقوط بغداد، لولا خشيتهم من دخول ايران الحرب لو ان الضرر مس حليفتهم سوريا.
ثم ان غزة هذه المدينة المكافحة الصامدة والمحاصرة، التي يتفنن النظام المصري في اطباق الحصار عليها، خدمة لأمن الكيان الصهيوني، وكانت آخر تلك الفنون اقامة جدار فولاذي عليها لمنع تسريب المواد الغذائية والدوائية اليها عبر الانفاق,كانت ايران ولا تزال تدعمها بالأموال والاسلحة تصلها رغما عن الحصار.
بالامس كان هناك مؤتمر في ابو ظبي حول الطاقات البديلة حضره سبعون وفدا,بضمنهم وفد اسرائيلي برئاسة وزير البنى التحتية، عرض في المؤتمر عضلات بلاده التكنولوجية ومن انها قادرة على شق قناة تصل البحر الاحمر بالبحر الميت، ومن فرط سعادة رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريز بهذا التطبيع المجاني مع دولة عربية، قال ان سبب هذه الخطوة من جانب الامارات هو عداء العرب لايران، والتسهيلات الاقتصادية في الضفة الغربية.
قبل ذلك كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صرح في مؤتمر داخلي لحركة “فتح” من انه عاتب على رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل كون هذا الاخير تلقى توبيخا من القيادة الايرانية لاستخدامه لفظة الخليج العربي وكان يفترض به ان يقول الخليج الفارسي، وفي السعودية قام حراس الاماكن المقدسة بالتعرض مؤخرا للمعتمرين الايرانيين في مكة واوسعوهم ضربا وشتما لا لسبب الا لكونهم كان يؤدون مناسكهم الدينية ما دفع الحكومة الايرانية الى اصدار ارشاد بعدم الذهاب للعمرة.
في مصر والسعودية اقيم في السنوات الاخيرة عدد من المحطات الفضائية وظيفتها انتقاد الشيعة ومذهبهم وسلوكياتهم وعباداتهم وصوروهم على انهم فئة خارجة عن الاسلام، وهم في ذلك يعقدون برامج وندوات يتحدثوا فيها شيوخ مأجورون محدثين بذلك بلبلة في اوساط الشعوب المسلمة وهدفهم من وراء ذلك سياسي لا يمت للعقيدة بصلة.
فهل ولى زمن عداء العرب لاسرائيل واصبح العداء بدلا من ذلك لايران ؟
Leave a Reply