وست بلومفـيلد – «صدى الوطن»
داهم عملاء فدراليون مكاتب «المعهد اليهودي فـي ميشيغن» الذي تنعَّم فـي السابق بملايين الدولارات من المنح الفدرالية المخصصة للطلاب على الرغم من أنَّ ما يقرب من جميع المسجلين فـي المعهد يعيشون فـي إسرائيل ويأخذون صفوفهم عبر الإنترنت ونادراً ما يتخرج أحد منهم من المعهد.
ورفض مسؤولون فدراليون التعقيب على سبب الغارة الأمنية التي وقعت صباح السابع من تموز (يوليو) الماضي واستهدفت مبنى إدارة المعهد اليهودي فـي مدينة ساوثفـيلد. إلا أن شكوك الفساد بدأت تحوم فـي عام ٢٠١٢، بعدما أظهر تحقيق لنشرة «فوروود» الإلكترونية المتخصصة بأخبار اليهود، كيف ارتفعت أصول المعهد بملايين الدولارات مع تسجيل آلاف الطلاب لحضور الصفوف عبر الإنترنت.
وكشف تقرير «فورورد» أنه خلال فترة خمس سنوات، استحصل الطلاب فـي المعهد اليهودي فـي ميشيغن على ٢٥ مليون دولار من المنح الطلابية الفدرالية فـي إطار برنامج منحة «بيل غرانت»، المصمَّم لمساعدة الطلبة الأميركيين المحتاجين. كل هؤلاء الطلاب تقريباً تسجلوا فـي دورات للحصول على شهادات فـي الدراسات اليهودية بالمدارس والمعاهد الدينية فـي إسرائيل إلاَّ أنهم لم يكملوا دراساتهم قط.
وعلى الرغم من ان السجل الأكاديمي للمعهد المذكور كان متدنياً، إلاَّ ان مصادره المالية كانت فـي تصاعد مضطرد، حيث وصلت الأرباح إلى ٤.٦ مليون دولار فـي عام ٢٠١٣، حسب آخر سنة ضريبية متوفرة، بينما كانت تبلغ ١.٢ مليون دولار فقط فـي عام ٢٠٠٨.
وكان حوالي ١٥ من العملاء الفدراليين قد دهموا المكاتب الإدارية للمعهد فـي مدينة ساوثفـيلد. ووفقاً لشاهد عيان على المداهمة، لم يرغب فـي الكشف عن اسمه، جمع الوكلاء كل الموظفـين فـي قاعة المؤتمرات، وأخذوا بياناتهم الشخصية ثم أرسلوهم إلى بيوتهم.
ورأى شاهد عيان آخر وكلاء يحضرون صناديق فارغة إلى المبنى عبر شاحنة.
وأكدت متحدثة باسم مكتب المفتش العام فـي دائرة التربية، كاثرين غرانت، انه فـي ٧ تموز (يوليو) كان وكلاء فدراليون متواجدون فـي مقر المعهد لكنها رفضت الإدلاء بأي معلومات إضافـية.
وكان المعهد اليهودي قد نما من كونه معهداً صغيراً يضم حوالي ٣٠٠ طالب وطالبة فـي عام ٢٠٠٤ إلى معهد فـيه أكثر من ٢٠٠٠ طالب اليوم. ولكن عندما زار مراسل «فورورد» مقر المعهد فـي ضاحية وست بلومفـيلد الفارهة عام ٢٠١٢، كان عدد الموجودين فـي حرم المعهد بضع عشرات من طلاب المدارس الثانوية ممن كانوا يأخذون دروساً بالعبرية من ضمن اختصاص مزدوج. ذلك لأن أكثر طلاب المعهد اليهودي فـي ميشيغن، يعيشون فـي الخارج.
ورغم وجودهم فـي الخارج، فلأنهم مواطنون أميركيون يحق لهم الحصول على المساعدة المالية من ضمن برنامج «بيل غرانت»، الذي تبلغ قيمته حالياً٥٧٣٠ دولار لكل طالب. ويتقاضى المعهد من الطلاب رسوماً إدارية تبلغ أكثر من ٢٥٠٠ دولار لقاء برنامج الدراسة فـي الخارج بالإضافة إلى الرسوم الدراسية فـي المدارس المضيفة هناك.
عندما كتبت نشرة «فورود» تقريراً عن المعهد فـي عام ٢٠١٢، اقتبست من أرقام دائرة التربية ان ١٠ بالمئة فقط من الطلاب انتقلوا من السنة الأولى (فريشمان) الى الثانية (سوفمور). وفـي عام ٢٠١١ منح المعهد درجة البكالوريوس لثلاثة طلاب فقط.
وبعد عام من التركيز الإعلامي لنشرة «فورورد» على مسيرة المعهد المشبوهة، تحسن السجل الأكاديمي للكلية بشكل كبير. ففـي عام ٢٠١٢، وفقاً للأرقام الحكومية التي تستند إلى المعلومات المقدمة من الكليات، انتقل ٤٠ بالمئة من طلاب السنة الأولى الى السنة الثانية ومنح المعهد درجة البكالوريوس إلى ٢٠ طالباً.
وعلى الرغم من عدم وجود طلاب فـي الحرم الجامعي، مضى المعهد قدماً فـي السنوات الأخيرة بخطط التوسع الطموحة.
وحالياً، يتم التدريس فـي عدة صفوف حضورية عبر غرف فـي «كيم شول» وهو كنيس ذو هندسة معتبرة بلغت تكاليف بنائه ستة ملايين دولار. ويقع «كيم شول» فـي قلب حرم المعهد على مساحة ٤٥ أيكر ضمن حرم «المعيشة اليهودية»، التابعة لحركة شباد-لوبافـيتش. ويدير «كيم شول» رئيس المعهد اليهودي شيمتوف نفسه وهو نجل بيريل شيمتوف، زعيم حركة «شباد» اليهودية فـي ميشيغن.
إبنة أخرى لبيريل شيمتوف، باسي شيمتوف، هي المديرة والمؤسسة المشاركة لشركة «دائرة الصداقة» الناجحة بشكل كبير، وهي مجموعة تقدم خدمات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويقع المقر الرئيسي للشركة أيضاً فـي الحرم الجامعي المعروف بـ«المعيشة اليهودية» إلا أن المبنى الإداري يقع فـي مدينة ساوثفـيلد.
فـي شهر كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣، منحت بلدية وست بلومفـيلد إذناً للمعهد لبناء مبنى ثالث فـي الحرم الجامعي «المعيشة اليهودية» وسيصبح المبنى الذي تبلغ مساحته ١٦ الف قدم مربع مركز قيادة المعهد ويتضمن مساحات مكتبية لـ٤٢ موظفاً إدارياً وستة صفوف دراسية.
فـي نفس الوقت الذي بدأت فـيه أعمال البناء، كانت ادارة المعهد تتعثر فـي الحصول على الاعتماد الأكاديمي الذي يخولها الحصول على هبات مالية.
وكان مجلس الاعتماد للكليات والمدارس المستقلة، وهو وكالة الاعتماد الأكاديمي الرسمية، قد أرجأت قرارها بشأن تجديد إجازة المعهد ثلاث مرات -وهذا أمرٌ نادر الحدوث فـي تاريخ المجلس- قبل أنْ يقر أخيراً تجديد الاعتماد التربوي فـي المحاولة الرابعة له، وذلك فـي شهر نيسان (أبريل) ٢٠١٤. وخلال هذه العملية، رفض المجلس التربوي وإدارة المعهد أن يكشفا عن سبب التأجيل. واكتفى متحدث باسم المجلس، أنطوني بيادا، بالقول «قد يعود السبب إلى قضية الامتثال للمعايير وتوقعاتنا للموافقة على التجديد».
Leave a Reply