واشنطن – أغلقت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع الأميركية “بنك أوف ويومينغ”، ليرتفع عدد البنوك التي تم إغلاقها في العام الجاري إلى 53 بنكا جراء الأزمة المالية، وهو أعلى من ضعف العدد الذي سجل في العام 2008 كله.
ونقلت مجلة “تايم” الأميركية عن المؤسسة الفيدرالية أن البنك الذي أغلقته السلطات المالية الأسبوع الماضي تبلغ قيمة أصوله الثابتة 70 مليون دولار، في حين بلغت قيمة ودائعه في نهاية الشهر الماضي 67 مليونا.
وفي مطلع الشهر الجاري أغلقت المؤسسة ستة بنوك في ولاية إلينوي وواحدا في ولاية تكساس. وتتوقع المؤسسة أن تتحمل خسائر نتيجة إفلاس البنوك تصل إلى 70 مليار دولار بحلول 2013. وقد زاد الكونغرس حجم المبالغ المسموح بأن تقترضها المؤسسة من وزارة الخزانة إلى 100 مليار دولار من 30 مليارا لمواجهة التزاماتها.
موجة الافلاس المستمرة
لفت خبراء اقتصاديون واقعة أنه كل أسبوع يبرز نبأ عن إفلاس أو إغلاق أحد البنوك في أميركا، بحيث بلغ عددها 52 مصرفا منذ بداية عام 2009 حتى الآن، مما دفعهم لرؤية الأسباب الكامنة وراء سلسلة الانهيارات هذه.
وأشار الخبراء إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الكوارث المالية، هو وجود خليط مابين استخدام طرق تمويل غير آمنة، ومنح قروض لشركات ومؤسسات فاشلة، مبينين أن معظم البنوك التي أفلست كانت قد أقرضت بكثافة للعديد من مطوري العقارات التجارية والسكنية الذين أصابتهم نكسة إقتصادية، وهو الأمر الذي أدى إلى هذه الانهيارات.
ويضرب الخبراء مثلا على ذلك، وهو بنك “سيلفر ستيت” بولاية نيفادا، والذي تبين عند إفلاسه في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي أن ثلثي ديونه كانت خاصة بتطوير العقارات ولأعمال البناء التجارية.
وذكر الخبراء أن بعض المصارف، كانت قد أفلست لتعرضها لظروف صعبة خارجة عن إرادتها، مثلما جرى عندما انخفضت أسعار الحليب بدرجة كبيرة مطلع العام الجاري، مما أدى إلى عجز الكثير من منتجي الألبان عن إيفاء ديونهم للبنوك، وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاس بنك “غريلي”.
وعبّر الخبراء عن خشيتهم من أن تفلس بنوك أخرى، خصوصا وأن أسواق العقارات بالولايات المتحدة وقطاعات الأعمال الصغيرة لا تزال تعاني حتى الآن من أزمات اقتصادية.
وتعليقا على هذه المسألة قالت كارين دوروي، مديرة قسم الأبحات بمؤسسة “بوير” المتخصصة بتقييم أداء البنوك الأميركية، “نحن نشهد ضغوطا شديدة على العقارات التجارية تفوق ما كنا نرى العام الماضي”.
أوضح الخبراء أنه إضافة إلى ذلك فإنه من أسباب مسلسل الإفلاس هذا هو استخدام البنوك لما يعرف بإسم “النقود الساخنة”، أي أموال المضاربات، وهي عبارة عن إيداعات تضعها مؤسسات مالية أخرى في المصارف وذلك لجني فوائد، وبالتالي إذا أفلس البنك الذي تمت فيه عملية الإيداع فإن البنوك والمؤسسات ستخسر أموالها.
Leave a Reply