واشنطن – محمد دلبح
كشفت مسؤولون عسكريون أميركيون أن «البنتاغون» أزاد عدد قواته العسكرية في الصومال إلى أكثر من الضعف هذا العام ليصل إلى 500 فرد معظمها من العمليات الخاصة التي تعمل لتقديم المشورة للقوات المحلية في المناطق التي تعتبر ملاذا للجماعات الإسلامية المسلحة. ويتزامن زيادة عدد القوات الأميركية في الصومال مع زيادة التدخل والوجود الأميركي العسكري في منطقة الصحراء والساحل الأفريقي التي يقول المسؤولون إنها تفتقد أيضاً إلى الدعم الكافي في مواجهة التحديات التي تمثلها المنظمات الإرهابية في القارة السمراء.
وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) روبين ماك إن الوجود الأميركي في الصومال ازداد من حوالي 200 إلى أكثر من 500 هذا العام.
وتعد القوات الأميركية الحالية في الصومال، الأكبر منذ معركة عام 1993 التي عرفت باسم «بلاك هوك داون» وأسفرت عن مقتل 18 جندياً أميركياً وسحلهم في شوارع مقديشو. وأيضاً هي مثال أخر على كيفية توسع عمليات «البنتاغون» في عموم القارة السمراء.
وتأتي زيادة القوات في الصومال بعد مقتل أربعة جنود أميركيين في كمين نصب في النيجر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حيث تم بناء مقرَّين عسكريين جديدين في العاصمة مقديشو إلى جانب تكثيف الضربات الجوية.
وقال المسؤولون إن هذا التحول يرجع إلى تغيير كبير في الاستراتيجية، من الاعتماد بشكل أساسي على الضربات الموجهة ضد الجماعات المسلحة، إلى تقديم المشورة والدعم الميداني للقوات الصومالية في هذا المجال.
وتأتي العمليات الجديدة أيضاً في الوقت الذي تتراجع فيه بعثة حفظ السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال. وهذا يضع المزيد من الضغوط على قوات الأمن الصومالية الوليدة بمواجهة «حركة الشباب»، المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي وتلعب دوراً شبه حكومي في أجزاء كبيرة من البلاد.
وقال العميد المتقاعد دون بولدوك الذي قاد قوات العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا حتى حزيران (يونيو) الماضي «كان علينا أن نضع فرقاً صغيرة على الأرض للمشاركة مع الحكومة الصومالية». وأضاف في مقابلة مع موقع بوليتيكو «لذلك قمنا بتغيير استراتيجيتنا وقمنا بتغيير نهجنا العملياتي. هذا هو السبب في زيادة عدد القوات».
ويشمل هذا التوسع –الذي حدده مسؤولون في القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)– نشر أفراد القبعات الخُضر وقوات البحرية الخاصة في المواقع البعيدة لاستهداف «حركة الشباب» ومجموعات أخرى من المسلحين في منطقة بونتلاند الشمالية التي تعهدت في العام الماضي بالولاء لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي مقلب آخر من القارة الأفريقية، كشف مقتل أربعة جنود أميركيين في النيجر في الرابع من أكتوبر الماضي، عن وجود بعثة عسكرية أميركية كانت تعمل في منطقة الساحل في غرب وشمال افريقيا الوسطى. حيث تقوم تلك البعثة بأدوار استشارية في جميع أنحاء أفريقيا لكنها تفتقر إلى مستوى الدعم الذي تتلقاه القوات الأميركية في أفغانستان والعراق وسوريا.
وعلى الرغم من أن البعثة في أفريقيا تركز على التدريب وتقديم المشورة للقوات الشريكة للدول المضيفة، فإن الحادث في النيجر أبرز المخاطر الكبيرة التي تواجهها القوات الأميركية في الميدان الأفريقي.
وقال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية في أكتوبر الماضي إن هناك حالياً 6 آلاف جندي أميركي في أفريقيا موزعين على 53 دولة.
ويشتبه المسؤولون العسكريون في أن داعش في الصحراء الكبرى، هي وراء الكمين المميت، ولكن غرب أفريقيا تتوزعه مجموعات مسلحة مختلفة، من بينها جماعة «بوكو حرام» وجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، و«الشباب» و«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
وعزا الجنرال توماس والدوسر قائد «أفريكوم» افتقاررهم إلى الدعم بسبب افتقار قيادته إلى موجودات مخصصة لدعم العمليات كما سبق أن أشار في بيان له أمام الكونغرس إلى أن «الشركاء الأفارقة يفتقرون القدرة والإمكانية للمساعدة في المهمات الخاصة بانقاذ أفراد البعثات الأميركية».
وأوضح بيان لـ«أفريكوم» في 2017 أن «أفريقيا تفتقر إلى شبكة ميدانية لدعم قواتنا»، وقال البيان «إن هذه الثغرة في الإمكانيات تجبر موظفينا على اللجوء إلى حلول ضيقة ومكلفة وغير فعالة».
وتتركز غالبية القوات الأميركية في النيجر ومعسكر ليمونييه في جيبوتي.
وقالت سمانثا ريهو المتحدثة باسم «أفريكوم» «إننا نحافظ على 15 موقعاً ثابتاً (2 مواقع عملياتية و13 موقعا أمنياً تعاونياً) في القارة الافريقية، الأمر الذي يمنح الولايات المتحدة خيارات في حالة حدوث أزمات ويمكّن من بناء قدرات الشركاء». وتابعت «بالإضافة إلى ذلك، عينت القيادة 31 موقعاً للطوارئ … تركز على الوصول إلى الشركاء ومواجهة التهديدات المضادة وحماية المصالح الأميركية في شرق وشمال وغرب أفريقيا».
انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط
كشف التقرير ربع السنوي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حول عدد القوات الأميركية العاملة في الخارج أن زيادة كبيرة طرأت على عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط بنسبة 33 بالمئة خلال الأشهر الأربعة الماضية.
ويبلغ عدد القوات في الخارج حالياً 54,180 جندي ومدني من وزارة الدفاع مقارنة بـ40,517 في العام السابق.
وحسب الاحصائية التي تعود إلى 30 أيلول (سبتمبر) الماضي فإن الكويت تحظى بالعدد الأكبر من هذه القوات 16,592، يليها العراق (9,122)، فقطر (6,671)، والأردن (2,730)، وسوريا (1,723)، فيما يوجد في السعودية 850 جندياً وأمنياً أميركياً.
أما عدد القوات الأميركية في أفغانستان فيبلغ 16,500.
Leave a Reply