من يا ترى يستحق الشكر فعلاً في يوم عيد الشكر؟
بالطبع، أولا وأخيراً الشكر لله القدير، الذي جعلنا أمة متوسطة، متأرجحة، ضائعة ومحتارة، لا تعرف هل تميل الميل كله إلى الشرق أم إلى الغرب؟ والحمد لله.. الذي خلقنا شعوبا وقبائل لنتناحر ونتفاخر ونحب أعداءنا حباً جماً ونكره أصدقاءنا كرهاً لمّا.
نشكر الله، لأنه بالشكر تدوم النعم، وتنمو وتتضاعف. فبدل العيد، رزقنا بعيدين، وعيد الأضحى صار اثنين، والقمر صار قمرين، وربما يصيروا ثلاثة، كل قمر على كيفه يظهر ويختفي حسب الطلب، ومن يدري بعد كم سنة، ربما ستصير الشمس شمسين، ويا جوز التنتين اسم الله ويخزي العين، كل الناس بعرس ووحدك بعرسين.
الحمد والشكر لله دائما وأبدا مع الامتنان للعلم طبعا الذي زاد متوسط الأعمار من أربعين سنة إلى ثمانين، والذي أطال في بقاء الرؤساء والملوك لسنين ممدودة وغير معدودة.
والشكر للذي جعل البترول ذلولا، بدلاً من البغال والحمير، والذي اخترع الحبة الزرقاء وحولها من دواء يخفض الضغط إلى عقار يرفع المزاج والروح المعنوية والشوارب.. عند من لا يستحقها.
الشكر لله.. مع الامتنان للعلم الذي أنار ظلام الليل، وجعل الكهرباء شمساً ساطعة و ذلّل الصرف الصحي وسلّك قنواته ومجاريره لقضاء الحاجات داخل البيوت بدلاً من الخلاء، والذي ألبس البعض النظارات والذي شرّط العيون وأزال الغشاوة عنها، وجعل أصحابها يتبادلون الصور والمقاطع المصورة بالتلفونات المحمولة مهما بعدت بينهم المسافات، والذي سخّر الشبكة العنكبوتية والفايسبوكية ليتعارفوا ويتبادلوا آخر الأخبار والأغنيات والنكت الجنسية والتفاهات وينسوا ما فات ولا يفكروا بما هو آت، وصار آخر الهموم، نفخ الشفايف وشد الخصور، ولبس الجينز، واستعراض المؤخرات.
فعسى أن يزيد الشكر ويتكاثر ويدرج على ألسنة الناس، لتدوم النعم والأمم والقصص والأخبار.
•••
وقد أفادت دراسة موجودة على النت، أن 40 بالمئة من الأشياء التي تقلق الناس لن تحدث أبدا، لأن 30 بالمئة منها قد حدثت بالفعل، وأن 2 بالمئة تتعلق بأمور مختلفة يتعرض لها كل البشر يوميا وهي لا تفيد بشيء، فلا يبقى سوى 8 بالمئة.. جدية، فعليك أن تقلق أقل وأن تعمل أكثر، لأن القلق مثل الكرسي الهزاز لن يجعلك تتقدم، وإنما ترواح في مكانك!
Leave a Reply