لم يمت آخر عربي… لا لم يمت… استفاق من غيبوبته وموته السّريري… استفاق مارداً جباراً… مارداً لن تنجح معه محاولات أطبائه الغربيين وممرضيه (بسكون الميم الثانية) من الحكام العرب في اعادة تخديره واعادته الى الموت.
بل ها هم أولئك الذين تآمروا على قتله يجتمعون ليتداركوا خطر فضيحتهم وليعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع الوضع الجديد.
عبد الناصر الذي رأى فيه العرب فرصة سنحت لوحدتهم لولا أن خذلته المنون، ورأى فيه البعض الآخر مجرّد أسطورة لبطل كم أعداؤه فاه واستغفله أقرب الناس اليه ليسددوا الطعنات الى خاصرته وليدمروا أمجاده، عبدالناصر هذا تقمصه اليوم ملايين الشباب المصريين الذين أبوا الا أن يفلقوا لجج بحار الظلم أفجاجاً ويعبروا بمصر وشعبها الى البر العربي الأبي، وليغرقوا فرعونهم وكل الزبانية المتربعين على العروش في بحر الغضب.
لقد استعادت مصر وجهتها… ووجدت البوصلة التي ستقودها وجميع العرب خارج ما ربا عن أربعين عاماً من التيه. انها فرصة هذه الأمة التي جعلها رب العزة صادقاً خير أمة أخرجت للناس بشرط أن تأمر بالمعروف وتنهى وترفض وتقتلع المنكر. انها فرصتها ان تعود الى قيادة نفسها وقيادة العالم الى عليّين.
فرصة حققتها همة المجاهدين ودماؤهم،
وحدة المستضعفين وتضحياتهم،
دعاء المظلومين وأنينهم،
انين الكادحين وصبرهم
دمع الثكالى وحدادهن،
حققها نبض الشباب المشبع أملاً بأن فجراً جديداً سيبزغ…
وأحلاما طالما راودتهم باسترداد شرف بيع وحق سلب، باستعادة أمجاد الماضي، صنع الحاضر المشرق، وصياغة المستقبل الواعد لأبنائهم.
فرصة يعقد عليها الشيوخ العجز والأمهات الخائفات ورجال قهروا وأجنة لم تر النّور بعد… كل أمل!!
ويرون فيها آخر بصيص في ديجور مطبق…
لا لم ولن يموت آخر عربي حرّ… وغداً سيمحو سيل الحرية آخر فلول الاستعباد…
Leave a Reply