آخر ما استقر من اخبار في شأن القضية الفلسطينية والفلسطينيين، هو اعلان الرئيس محمود عباس في بيان اعلامي، عن توقعاته بقرب حدوث اشتباكات بين عناصر من “فتح” و”حماس” في قرى ومخيمات ومدن الضفة الغربية، وان هذه التصادمات ستنشأ بسبب محاولات لتعكير صفو الأمن، سوف تقوم بها تشكيلات وخلايا تابعة لمنظمة “حماس” في الاراضي التابعة للسلطة الفلسطينية، وتعهد عباس بمقاومة هذه المحاولات وقمعها.
وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، على المقلب الاخر من الاحداث، شكك في تمثيل عباس للفلسطينيين واعتبره لا يمثلهم في غزة واجزاء من يهودا والسامرة، وبالتالي فان اسرائيل غير مرغمة على دفع ثمن بطاقة دخولها المفاوضات مع زعيم لا يمثل شعبية، ويطالب بتجميد الاستيطان كمقدمة لاستئناف محادثات سلام بالية.
الاعلام الاسرائيلي يرى رئيس السلطة الفلسطينية له قبعتان، واحدة سياسية وأخرى ارهابية، فهو يرأس سلطة رام الله ومنظمة “فتح” و”منظمة التحرير” ويرعى في الوقت ذاته كتائب شهداء الاقصى، التي هي الذراع العسكري لـ”فتح”، وهي التي نفذت مؤخرا عملية اغتيال الحاخام اليهودي مائير حاي، حيث قام الجيش الاسرائيلي على اثر العملية بقتل ثلاثة من منفذيها فيما فر الرابع والقت السلطة عليه القبض وزجت به في احد سجونها، تمهيدا لاطلاق سراحه في مستقبل قريب بحسب صحيفة “هآرتس”، وكان مفروضا بالسلطة في نظر الصحيفة ان تسلمه لاسرائيل.
في القدس اعلن عن انهيار شارع رئيسي جنوب المسجد الاقصى نتيجة الحفريات الاسرائيلية، وتحديدا في حي سلوان الذي يعتبر الحامية الجنوبية للمسجد، وان الموقع الذي حدث فيه الانهيار يبعد 700 مترا جنوب الاقصى، وقد اشتكى اهالي سلوان من ان منازلهم اصبحت معلقة في الهواء نتيجة الانفاق التي اقامتها اسرائيل تحتها باتجاه المسجد الاقصى الذي يعتبره اليهود مقاما على انقاض هيكل سليمان.
في غزة تقيم الحكومة المصرية جدارا فولاذيا على حدودها مع القطاع المحاصر، وذلك بهدف تدمير مئات الانفاق التي اقامها الفلسطينيون لتخفيف الحصار المفروض عليهم منذ عدة سنوات، يمتد الجدار الفولاذي على طول 12 كيلومترا وتنفذه جرافات مصرية بحراسة مدرعات ودبابات، ويبعد 50 مترا عن اراضي غزة، وهذا الجدار هو الثالث بعد جدارين اقامتهما مصر واحد اسمنتي بارتفاع مترين واخر بالاسلاك الشائكة. يتزامن ذلك مع مسيرة في قلب تل ابيب قامت بها الاسبوع الماضي منظمات سلام يهودية بضمنها “ناطوري كارتا”، طالب فيها المتظاهرون الحكومة الصهيونية بفك الحصار عن غزة وفتح المعابر.
أخيرا في دمشق نفى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل ان تكون طهران طلبت منه ارسال عناصر من منظمته لدعم الحوثيين في قتال الجيشين السعودي واليمني في منطقة صعدة، قائلا ان علاقاته المميزة مع ايران لا تؤهله اللعب بأمن انظمة عربية.
تلك كانت لوحات في المشهد السياسي الفلسطيني مع أفول عام واستقبال عام جديد، فهل تشكل هذه اللوحات في مجملها اتجاهات نحو انفراجات محتملة، ام انه الاتجاه ذاته يتجدد دوما نحو المواجهة.
Leave a Reply