ديربورن – خاص “صدى الوطن”
فيما كانت ولاية ميشيغن واحدة من أكثر الولايات تأثرا بالأزمة العقارية التي ضربت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، الا أن العديد من سكان الولاية كانوا محظوظين بما فيه الكفاية بوجود واحدة من المؤسسات الرائدة في الكفاح من أجل انقاذ المنازل في محيطهم السكني.
وقد نالت “لون مود دوت كوم” الاطراء من الكثيرين بوصفها أول شركة تختص بتعديل القروض في أميركا. فقد تأسست في العام 2006 على يد رئيسها ومديرها التنفيذي موس شعيب، رجل الأعمال المتميز الذي يحمل شهادتين في الاقتصاد والادارة من “معهد آلبيون” في ميشيغن، وشهادة في القانون من “جامعة كولومبيا” في نيويورك. وقد سعى شعيب للحصول على خيار تعديل القروض العقارية منذ العام 2006 وتقوم الشركة التي اسسها لهذه الغاية ونال صلاحية العمل على تعديل القروض كحل لأزمة السكن الوطنية، تقوم بتخفيض الأقساط الشهرية بحيث يظل بمقدور العائلات الاحتفاظ بمنازلها.
وقد أنقذ خيار تعديل القروض حتى اليوم ما يربو على مليوني مالك سكني من الحبس العقاري.
وقد ظهرت فكرة تأسيس الشركة عندما واجه عم شعيب خطر الحبس العقاري على منزله وقام على أثره شعيب بالتفاوض مع المصرف الدائن من أجل اعادة صياغة بنود القرض العقاري لانقاذ المنزل من الحبس العقاري.
وقد ترك شعيب مؤسسة المحاماة المضطربة التي كان يملكها في مدينة نيويورك وشرع بتأسيس شركته العقارية في ولاية ميشيغن، متنقلا من باب الى باب للقاء أصحاب العقارات السكنية المهددين بفقدان منازلهم في ديترويت ومتحدثا معهم وجها لوجه حول مخاوفهم وحول أسباب الضيق الذي كان يحاصرهم.
ومضى شعيب بعد ذلك في عملية بناء فريق عمل من حوله للاستمرار في مساعدة الآخرين في الحصول على تعديلات على قروضهم العقارية.
أحد الزبائن من أتلانتا تمكن بفضل هذا الخيار الذي وفرته الشركة من تخفيض أساس القرض العقاري على منزله من 850 ألف الى 450 ألف دولار. وقد أرسل صاحب المنزل مجسما كبيرا لرأس حيوان “الأيل” الى شعيب تقديرا لخدماته له ولايزال شهيب يضع هذا المجسم فوق مكتبه.
ومع استمرار أزمة السكن مع ما يربو على 10000 معاملة تعديل قرض أنجزتها الشركة، يقوم فريق “لون مود” باستكشاف فرص عمل غير ربحية اضافية وتدريب الناس على التعامل مع مشاكل قروضهم العقارية لضمان حصولهم على فرص انقاذ منازلهم في وجه الخطر الذي يتهددها.
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لفرق عمل “لون مود” بتوسيع امكانية الوصول الى الموارد المالية والمعرفة حول أزمة الحبس العقاري.
وتنتصب ساعات حائط كبيرة تظهر المواقيت المحلية في لوس انجلوس ودنفر وهونولولو على جدران مكتب “لون مود” في مدينة ديربورن ليتسنى لفريق الموظفين فيه التواصل مع الزبائن في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ويقول شعيب ان المصارف على استعداد للتفاوض لكنه يضيف أن “من المهم بالنسبة لأية شركة تريد أن تنخرط في هذه العملية أن تتمتع بخلفية قوية في حقل القوانين بحيث يمكنها استكشاف جميع الخيارات المتاحة لتخفيض الأقساط، وربما لأجل العثور على ثغرات في القروض الأصلية يمكن أن تتيح لأصحاب المنازل اكتساب العوامل المساعدة في عملية التفاوض”.
“لون مود” هي شركة جامعة لمجموعة متنوعة من الخدمات في مبنى واحد لمساعدة أصحاب العقارات السكنية للتعامل مع مشاكلهم العقارية، ومن الخدمات الأخرى التي تقدمها شركة “لون مود” التسويات العقارية وعمليات البيع المختصرة (شورت سيل) التي تسمح لصاحب العقار ببيعه بسعر اقل مما يتوجب عليه للمصرف بموجب الاتفاق الأساسي.
ويتحدث شعيب عن نمو شركته ومشاكل الحبس العقاري المستجدة ويقول “إن نصف (النمو) يعود الى الحظ والنصف الاخر الى الاستعداد. أنا لا أعتقد أن أي شخص توقع مدى الحجم الكبير الذي يمكن أن تبلغه الأزمة. وأنا شاهدت مدى السهولة التي كان يحصل بها الناس على هذه القروض السيئة”. ويضيف “لكنني لم أصدق بأن أي شخص على الاطلاق تصور هذا الحجم من أعداد المنازل التي تعرضت للحبس العقاري”.
المشكلة (الحبس العقاري) سوف تستمر على الأرجح وفق بيانات وصفتها المحللة في الشركة ساما شاهين.
وتقول شاهين: “مع استمرار تلاشي مدرخات الناس بسبب حالة البطالة، سوف نشهد موجات جديدة من الحبس العقاري على المنازل، ستضرب بعمق أحياء الطبقة المتوسطة مما سيؤدي الى انخفاض قيمتها”. وبحسب مؤسسة “كورلوجيك” فإن من بين نحو 48 مليون قرض عقاري في الولايات المتحدة، هنالك أكثر من 11 مليونا أو ما نسبته 23 بالمئة من القروض “الغارقة”، مع مليونين اضافيين بلغوا حدود الرصيد السلبي.
غير أن قصص نجاحات “لون مود” تظهر بأن الأزمة يمكن حلها بالمقاربة الصحيحة، وعلى نطاق واسع.
ويؤمن شعيب بأن العديد من المصارف كانت غير صادقة في سياساتها الاقراضية وبأن القانون هو غالبا الى جانب أصحاب البيوت. ويكمن مفتاح الحلول في وصل هؤلاء بالمعلومات والموارد التي يمكن أن تفيدهم.
ويشرح شعيب “إن تركيزنا الأساسي اليوم هو موجه نحو تمكين أصحاب المنازل لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مالية صلبة فيما يخص وضعهم العقاري، وحتى اولئك الراغبون في التخلص من اعبائهم العقارية يمكنهم القيام بذلك بمسؤلية لضمان مسقبلهم المالي”.
وقد سمي شعيب في العام 2010 “رجل العام العربي الأميركي” من قبل غرفة التجارة الأميركية العربية وفاز بجائزة العشرة الأوائل من الخريجين الشباب من “جامعة آلبيون” كما سمي في لائحة 30/30 لجيل العرب الأميركيين القادم من القادة من قبل مجلة “أرابيان بيزنس ماغازين” متشاركا الأضواء مع اثنين من انجال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
وكعربي أميركي وحيد على اللائحة ظهر اسم شعيب في مجلة “فوربس” وعلى محطة “فوكس نيوز” مع المقدم نيل كافاتو، الى جانب وسائل اعلامية مرموقة اخرى.
“ان العقبة الكبرى بالنسبة لأناس كثيرين تتمثل في تجاوز حواجز خوفهم”. يقول شعيب.
ويضيف “أصحاب المنازل يعتقدون بأن معدل سجلهم الإئتماني يحدد من هم، وبأن قطعة من الورق عليها قرضهم العقاري تتحكم بمصيرهم، لكننا هنا نقول لهؤلاء الناس أنه يجب أن تثقفوا أنفسكم حول خياراتكم وأن تأخذوا الأمور بأيديكم”.
Leave a Reply