تعتقد إدارة «المركز الإسلامي في أميركا» بديربورن، أن بوسعها التصرف كما تشاء وكما يرغب البعض من «كبار الموظفين» المتنفذين الذين على ما يبدو يسيطرون على مقدرات المركز ويديرونه وفقاً لأهوائهم ومصالحهم الخاصة والضيقة.
«المركز الإسلامي» في ديربورن هو مؤسسة عامة دينية واجتماعية وثقافية، وليست ملكية خاصة لأي كان يديرها كما يحلو له دون التزام بالقواعد الأخلاقية والإنسانية أو على الأقل بالمبادئ الدينية العامة للمركز الإسلامي الذي وضع حجر أساسه في ستينات القرن الماضي، الراحل الكبير الشيخ محمد جواد شري، وبهبة مقدمة من الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، الرمز العربي الأول لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي والذي لم يكن ليتخيل بأن بعض الموتورين فيه سيعمدون إلى استضافة الضباط والجنود الذين اعتدوا على مصر وارتكبوا المجازر بحق الشعب المصري.
ومن يظن في إدارة المركز أن باستطاعته تمرير حدث خطير كاستضافة ضباط إسرائيليين داخل حرم المسجد وفي قاعاته التي شُرعت أمام قتلة الأطفال ومرتكبي المجازر على مدى سبعة عقود من الزمن دون محاسبة ومساءلة فهو واهم ومشتبه.
وما يثير التساؤلات المشروعة هو هذا الاستخفاف والاستهتار الذي تبديه إدارة المركز في مقاربة المسألة وكأنها لا تعنيها، ما يضع الإدارة بمجملها مع أعضاء مجلس الأمناء في مرمى الشكوك عن أدوارٍ مشبوهة يُراد لهم لعبها خاصة بعد أساليب الترهيب التي استخدمها البعض في محاولة لقمع المحتجين وإخماد أصواتهم باستقدام لزوم ما لا يلزم من شرطة المقاطعة يوم الأحد الماضي ومن خلال بث الشائعات الكاذبة والاتصال ببعض المحتجين وترهيبهم كي يتراجعوا ويبلعوا ألسنتهم.
على إدارة المركز الإسلامي أن تتحلى بالمسؤولية والمناقبية والكف عن التصرف كعصابة مافياوية وتتعامل بإيجابية مع حركة الاحتجاج الواسعة التي ستكبر وتكبر ككرة الثلج ولن تتوقف قبل تحقيق المطالب المحقة وأولها الاعتذار من الجالية العربية والإسلامية ومن كل ضحايا الاحتلال الإسرائيلي، وثانيها التعهد بعدم تكرار الأمر، وثالثها –وهو الأهم– تنحية المسؤولين عن هذه الفضيحة وإقالتهم من عضوية مجلس أمناء المركز الإسلامي وإدارته.
وإلا فإن الصوت سيبقى مرتفعاً والتحرك سيبقى مستمراً حتى تحقيق المطالب. وفِي هذا الإطار فإنّ لقاء تشاورياً سوف يعقد يوم السبت ١٢ أيار (مايو) الجاري، الساعة السادسة والنصف، في مسجد «المركز الإسلامي» للنقاش وطرح الأسئلة بشكل حضاري وهادئ، لا داعي معه لاستقدام مجاميع من شرطة المدينة أو المقاطعة، لأن أبناء الجالية المجتمعين هم أحرص من يكون على المركز الإسلامي!
Leave a Reply