ليبيا تحت وصاية تحالف دولي جديد.. برعاية قطر
طرابلس، الدوحة – رحبت دول أوروبية عدة والولايات المتحدة، الاحد الماضي، باعلان “تحرير” ليبيا باعتباره “انتصارا تاريخيا” ونهاية “للديكتاتورية” ودعت السلطات الجديدة الى تشكيل حكومة انتقالية صلبة. وفي الدوحة تم الإعلان عن تحالف دولي جديد منبثق عن الحلف الأطلسي يضم 13 دولة بينها اميركا وفرنسا وبريطانيا وقطر، شكل على هامش اجتماع “أصدقاء ليبيا” العرب والاجانب في العاصمة القطرية لمتابعة العمليات العسكرية الاطلسية، التي طالب المجلس الانتقالي الليبي بتمديدها حتى نهاية العام الحالي على الأقل.
وخلال اجتماع الدوحة، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل “نحن نطمح بأن يستمر (الناتو) في حملته حتى نهاية العام على الأقل خدمة لنا ولدول الجوار ولدول الجنوب”. وقال عبد الجليل إن الهدف من هذا التمديد للمهمة الأطلسية هو “ضمان عدم تسرب الأسلحة إلى تلك الدول، وضمان أمن وأمان الليبيين من بعض فلول القذافي الذين فروا إلى دول الجوار”، بالإضافة إلى “تطوير المنظومة الدفاعية والأمنية الليبية”.
وفي محاولة لتهدئة مخاوف الغربيين، أشار عبد الجليل إلى أن ما قاله، خلال الاحتفال بـ”تحرير ليبيا”، مطلع الأسبوع الماضي، بأن الإسلام سيكون مصدراً للتشريع في الدولة الليبية الجديدة، لا يعني تعديل أو إلغاء أي قانون.
وقال عبد الجليل “أطمئن المجتمع الدولي أننا ليبيين مسلمون ولكننا من المسلمين الوسطيين”. وتساءل “لماذا لم يركزوا على قولي إن أموال ودماء وأعراض البعض محرمة على الآخرين. هذه أساسيات الدين الإسلامي، وهذه سلوكيات المسلم، وإذا التزم المسلمون بهذه المبادئ الثلاثة، فلن يكون هناك خطر على أي تيارات أخرى”.
وأضاف “عندما ضربت مثلا قانون الزواج والطلاق، أردته مثلا فقط، لأن ذلك القانون (الحالي) لا يجيز تعدد الزوجات إلا بإجراءات إذا لم تتوفر لتعذر ذلك الأمر، بينما بنص قرآني الشريعة تجيز التعدد”.
وفي بروكسل، قال قائد عملية حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال الكندي شارل بوشار إن السلطات الليبية الجديدة باتت قادرة على ضمان أمن بلدها حيث لم يعد التهديد الذي كان يشكله أنصار القذافي قائما. وأوضح أن “تهديد الهجمات المنظمة ضد المدنيين لم يعد قائما”. لكنه أشار إلى ان ليبيا “بلد واسع يمكن ان يظل فيه بعض أنصار (القذافي)، غير أن المجلس الوطني الانتقالي قادر على التعامل مع هذا التهديد الذي قد يشكلونه”.
ومن المتوقع ان يعلن مجلس شمال الأطلسي، أعلى سلطة سياسية، قرارا رسميا في الأيام المقبلة بإنهاء العمليات العسكرية في ليبيا.
وحول ظروف مقتل القذافي، قال الجنرال بوشار ان طيران الأطلسي قصف قافلة القذافي “من دون ان يعلم انه كان على متن إحدى السيارات الـ75”. وأضاف “لقد فوجئت عندما تبلغت بأن القذافي كان في منطقة سرت”. وأشار إلى أن القافلة التي استهدفها الحلف الأطلسي “كانت مسلحة وتطرح تهديدا على المدنيين”.
واستبعد الجنرال الكندي أن تصبح ليبيا دولة مضطربة مثل الصومال، قائلاً “البنى التحتية في ليبيا لا تزال قائمة. هناك إمكانات اقتصادية هائلة عدا النفط. يريد الشعب الليبي الاستقرار والازدهار”، رغم وجود كميات كبية من الأسلحة والذخائر غير المضبوطة.
في هذا الوقت كشف رئيس الأركان القطري عن أن مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الأراضي الليبية إلى جانب الثوار، خصوصاً في اطار تحديد الأهداف وتنسيق الاتصالات مع الحلف الأطلسي، فيما قال الرئيس السوداني عمر البشير إن جزءاً من تسليح قوات الثوار التي دخلت طرابلس كان سودانياً.
دفن القذافي في مكان سري
قال مسؤولون ليبيون إن جثمان العقيد معمر القذافي دفن في مكان سري في الصحراء فجر الثلاثاء 25 تشرين الأول (أكتوبر)، إلى جانب نجله المعتصم، ووزير دفاعه السابق أبو بكر يونس. وتردد مسؤولو المجلس الانتقالي الليبي في تحديد مكان دفن القذافي خوفا من أن يتحول قبره إلى ضريح، أو أن يتعرض لهجوم من معارضيه. وأوضح مسؤولون في المجلس الانتقالي أن مراسم الدفن تمت فجر الثلاثاء في مكان غير معلوم. وكانت عائلة القذافي قد طالبت بأن يدفن جثمانه في مدينة سرت، مسقط رأسه، ولكنّ مسؤولي المجلس الانتقالي أصروا على أن يكون مكان دفنه سريا.
Leave a Reply