طرابلس – أقرّ حلف شمال الأطلسي والمجلس الوطني الانتقالي، الأسبوع الماضي، بالصعوبات الميدانية التي تواجهها حملتهم لتعقب الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي، والسيطرة على كامل الأراضي الليبية، في وقت تحدثت الولايات المتحدة، التي عاد سفيرها لممارسة مهامه في طرابلس، عن صعوبات من نوع آخر، إذ أشارت إلى أن الصراع المناطقي بين الشرق والغرب في ليبيا، والخلافات السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين، بالإضافة إلى التوترات الإقليمية، قد تشكل عقبات جدية أمام حكام ليبيا الجدد في سعيهم لتمرير المرحلة الانتقالية بهدوء، فيما اضطر الثوار الى وقف هجومهم على جبهة سرت بسبب المقاومة التي واجهوها. وأمام خريطة ليبيا الشاسعة في قاعدة للحلف الأطلسي في نابولي، قفز قائد عمليات الناتو في ليبيا الجنرال شارل بوشار بعصاه بين ثلاث بقع حمراء صغيرة، ليقول إنها كل ما بقي بيد قوات القذافي، مؤكداً أن قوات المجلس الانتقالي سيطرت على مناطق شاسعة من البلاد، ومن بينها هدان وجفرة وسبها، مع بقاء سرت وبن وليد تحت سيطرة قوات القذافي، بالإضافة إلى منطقة الفقهاء في وسط ليبيا، وهي ثلاث نقاط تبدو ضائعة ومعزولة في ليبيا الواسعة، لكنها، بحسب الناتو، لا تزال تهدد 200 ألف مدني.
وكان قائد عملية الناتو يقلب خرائطه ليستعرض للصحافيين في بروكسل، عبر الفيديو، ما اعتبره نجاحا للعملية العسكرية، لكنه كرر مرارا أنه لا يعرف أين هو القذافي. وأقر بوشار بوجود بعض قوات القذافي التي تحاول الفرار عبر الحدود الجنوبية لليبيا، لكنه أكد أن طائرات الحلف لن تعترضها، موضحاً أنه “بحسب تفويضنا، هذه القوات تغادر ليبيا، ولذلك لم تعد تهدد المدنيين، ولذلك فالأمر يعود إلى كل دولة سيفر إليها هؤلاء الجنود كي تتعامل معهم، فالأمر لا يعود للناتو”.
في هذا الوقت، أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه عزز سيطرته على بلدات صحراوية كانت من بين آخر معاقل القذافي، مشدداً على أنه لم يعد أمام العقيد الفار أماكن يختبئ فيها.
Leave a Reply