حرام أظلمكن معي.. لا تزعلوا ولا ياخد على خاطركن.. أنا الأهبل لحالي.. وسوف أتقدم لعضوية جمعية المهابيل، لأصبح عضو فاعل بكل جدارة.. لأن مجلس إدارة تلك الجمعية حين يطلع على “الريزومي” تبعي، سيجد أني متفوق على باقي الأعضاء بالهبل.. فأنا أصدق كل ما يقال! وأرى البشعين ملوك جمال! وأقول هذه خيول عربية أصيلة مع أنها من فصيلة البغال.. وحتى تقتنعوا بما أقول.. اسمعوا قصة التلفزيوينات.. أي والله اسمها تلفزيونات!
أول تلفزيون كان اسمو “تلفزيون المصطفى” وضع أصحابه السرّيين صناديق من كرتون في المحلات العامة مكتوب عليها “ساهموا بدعم تلفزيون المصطفى، التلفزيون الذي ينطق بإسمكم في المهجر.. حتى نثبت أننا متحدون في الغربة.. ضع في الصندوق ما تجده فائضا عن حاجتك”. وفي أسفل الصندوق الكرتوني عنوان الإيميل وصورة “فيزا كارد” و”ماستر كارد”.. لمن يريد الدعم بمبالغ كبيرة، حبا بالعروبة والإسلام، واستمر هذا التسول.. وهذه الشحادة أربع سنوات، وفجأة اختفت الصناديق التي كانت تبدل شهريا واختفى التلفزيون المزعوم.. بعد هذا مباشرة، سمعنا بتلفزيون اسمه “البشير” وهل تلاحظون الأسماء: المصطفى والبشير.. وهذا لإعطاء مصداقية للمهابيل مثلي.. وحتى لا ألوّث إسم البشير كما فعل أصحاب ذلك التلفزيون سأعطيه الإسم الذي يناسبه، وبما أن الوضع منفّر فهو “النفّير”.. المهم هذا النفير طلب مقدمي برامج.. بعد أن قام باستئجار بناء.. واستأجر مصور مع كاميرا.. وسكرتيرة وسيدة لتعمل دورة تدريب مذيعات، وهي لا تفرق بين الطيخ والبطيخ.. وقاموا بإجراء لقاءات مع رجال دين وأكثروا منها..
وحين سألنا ما هو توجه هذا النفير؟ قالو إن الممول، مكتب لمرجع ديني مهم في ولاية أخرى، وسيبدأ البث يوم كذا.. وفعلا يوم كذا بثوا على الانترنت نصف ساعة.. ما شافها حدا.. ثم قدموا لمندوبين المرجع كل ما سجلوه، دون مقابل لمن عمل معهم، وادّعوا أنهم دفعوا مئات ألوف الدولارات، فقبضوها ثم اختفوا تماما.. وعادت الكاميرات لأصحابها، ولم يأخذ المصور والسكرتيرة ومعلمة المذيعات أجورهم.. ولم تتخرج أي مذيعة من كلية إعلام “النفّير”..
أما التلفزيون الثالث، فقد استفاد القائمون عليه من تجارب الذين سبقوهم فاختاروا إسم لمّاع وكروت بزنس لمّاعة وجميلة.. وكاميرات.. وكمبيوترات.. وسكرتيرات.. وعاملات لصنع القهوة والشاي.. وكذلك سيدة لتجري دورات تدريب مذيعات، ولا أعرف السبب لماذا تدريب مذيعات فقط؟ طيب وين تدريب المذيعين؟
المهم قاموا كالذين سبقوهم يسجلون برامج ولا يدفعون أجور أحد.. وتبقى الجهة الممولة مجهولة..
أما التلفزيون الأخير وليس الآخر فقد اعتمد صاحبه أسلوب غير شكل! استأجر مكتب مهجور ومعفن فيه أكياس مملوءة زبالة وبسبب الرائحة النتنتة والمقززة فإن الداخل مفقود والخارج مولود.. المهم أن عدة الشغل عنده موجودة: كاميرا ومصور بالأجرة.. لا وجود لاستديو وصاحب الدكان هذا تجده متواجد في كل المناسبات: أفراح.. أعراس.. طلاق.. طهور.. تعازي.. ومناسبات لطم وشتم وشحادة.. يحمل بيده مسبحة ويدعي أنه دكتور وجراح خضراوات.. وكان يداوي البطيخ والبلح في إحدى دول الخليج.. تجده في كل الحفلات العامة.. وكل ما شاف اتنين وقف الى جانبهما، ويطلب من مصور فوتوغرافي أن يصوّره طالباً التأكد من ظهور المسبحة في الصورة.. وهذا أيضا أعلن عن حاجته لمذيعات. سبحان الله.. شو قصة المذيعات؟ ما هذا الذي يجري؟ هل سأبقى الأهبل الوحيد؟
وللحديث بقية.. لأن المساحة الممنوحة للزعل استهلكت في هذا العدد.
ونلتقي..
Leave a Reply