تعد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي فازت بزعامة حزب «كاديما» خلفا لرئيس الوزراء أيهود أولمرت، في حال فوزها ثاني امرأة تتولى رئاسة الحكومة في إسرائيل بعد غولدا مائير. لكن هذه المرأة التي تعد الأقوى في إسرائيل، هل هي فعلا من نفس طينة «السيدة الحديدية» الشهيرة التي حكمت الدولة العبرية من العام 1969 حتى استقالتها في 1974 بعد أن تولت مثلها حقيبة الخارجية؟. يعتقد منتقدوها الذين لا يستهان بعددهم داخل حزبها، ان الخبرة السياسية تنقصها وان أهليتها في مجال الأمن غير كافية رغم انها كانت ضابطة في جهاز المخابرات (الموساد). لكن ذلك لم يمنع هذه السيدة الأم لولدين والتي ولدت في الثامن من تموز (يوليو) 1958، من أن تكون في عداد ابرز الشخصيات السياسية الأكثر شعبية في إسرائيل. وخلافا لأولمرت لم تواجه ليفني أي متاعب مع القضاء. وتستغل ليفني صورتها كامرأة نزيهة في بلد كثرت فيه قضايا الفساد التي تطال سياسيين خلال السنوات الأخيرة، وقد أكدت أخيرا أنها تريد استعادة ثقة الإسرائيليين بالسياسيين. عملت ليفني مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) بين 1980 و1984، وصعد نجم وزيرة الخارجية الإسرائيلية سريعا منذ دخولها إلى الكنيست في 1999.
إلا أن هذه المحامية التي تتمتع بشخصية قوية والتي تحرص على الظهور باستمرار بمظهر أنيق والتي دفعها إلى الصفوف الأولى في كاديما مؤسس الحزب رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، تفتقر إلى ثقة الكثيرين داخل الحزب. وقال عنها أولمرت مؤخرا «أخشى على مستقبل دولة إسرائيل إذا وصلت ليفني إلى الحكم. فهي عاجزة عن اتخاذ القرارات. تتأثر بمواقف الآخرين ولا تثق بنفسها». كما وصفها بأنها «خائنة» و«كاذبة». وكان العداء بين أولمرت وليفني ظهر إلى العلن في 2007، عندما أعلنت وزيرة الخارجية تأييدها لاستقالة أولمرت بعد نشر تقرير عن إخفاقات الحرب في لبنان في 2006. كما أن صداقتها مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تثير كذلك بعض الشكوك في أوساط الصقور في كاديما. وقد عبرت ليفني مرارا خلال زيارات لرايس إلى إسرائيل عن تأييدها لتحسين ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وإنشاء دولة فلسطينية مع الدعوة إلى مواصلة مكافحة الإرهاب وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وهي تقود حاليا فريق المفاوضات مع الفلسطينيين التي أطلقت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) خلال مؤتمر أنابوليس (الولايات المتحدة) حول الشرق الأوسط الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش. إلا أن هذه العملية لم تحقق أي تقدم بعد.
Leave a Reply