يعرض مكتب قاضي القضاة الفيدرالي لمنطقة شرق ميشيغن جيرالد روزين، كجامعة بين أتباع الأديان نسخة من القرآن الكريم جنباً الى جنب مع نسخة من كتاب «العهد القديم» اليهودي، وكلا الكتابان مفتوحان على نصوص دينية تتناول مواضيع العدالة والمحاكم.
رئيس المحكمة الفدرالية جيرالد روزين يستلم نسختين من القرآن الكريم بالانكليزية والعربية من الشيخ مرديني والسيد كشميري. عدسة: محكمة ديترويت الفدرالية |
نسخة القرآن الكريم كانت هدية لروزين من الشيخ محمد مارديني امام المركز الاسلامي الاميركي في ديربورن والذي كان أحد المدعوين للاجتماع مع روزين وعشرة قضاة فيدراليين معينين مدى الحياة من قبل الرئيس ومصادق عليهم من الكونغرس من ضمن وفد يضم قادة المؤسسات الدينية الاسلامية الاميركية في قاعة محكمة ثيودور لفين وبحث اهمية خدمة الناس في هيئة المحلفين.
وعن الكتب المقدسة بادر روزين الى القول «اعطوني نسخة (من القرآن) فوضعتها هنا بجانب كتاب التلمود اليهودي لذا اصبحت املك نسخة من القرآن ونسخة من العهد القديم».
وبحث المجتمعون التعددية داخل هيئة المحلفين التي اصبحت مشكلة بسبب شكاوى عديدة من الكثير من المتهمين الذين حرموا من محاكمات عادلة تخلو هيئة المحلفين ممن يحملون نفس الخلفية الاثنية والثقافية للمتهم. وقد اثيرت شكوك عديدة حول ما اذا بامكان متهم اسود من الحصول على محاكمة عادلة في محاكم ديترويت الفيدرالية بوجود هيئة محلفين مكونة بأكملها من البيض، وحول مسألة الصور السلبية في الاعلام عن العرب والمسلمين والتي قد تؤثر على قرار المحلف اذا كان المتهم أمامه عربيا أو مسلما.
خبراء القانون العدلي الذين قيّموا هذه القضية أصروا على المتهم سوف يحوز على محاكمة عادلة وهذا احتمال موجود حتى ولو لم تكن هيئة المحلفين ممثلة للتنوع الثقافي والفكري الذي ينتمي اليه المُحَاكم وذلك لان المحلفين يتّبعون الارشادات والقوانين الموضوعة، خلال جلسات الاجتماع.
وذكر روزين، بأن لديه سبباً كافياً لدعوة السادة للحضور الى الاجتماع لاننا نحاول ان نمد ايدينا الى جميع الجاليات الاقلية وانا اعتقد ان من الاهمية بمكان مشاركة الجالية في عدد من المستويات والمشكلة الكبيرة التي نعانيها داخل الاقليات ومنها الجالية الشرق اوسطية، هو عدم تجاوبها مع المحلفين عند المثول أمام المحكمة».
ويفترض ان يكون المحلفون من ثقافات متنوعة يقدمون وجهات نظر بديلة عندما يناقشون قضية عدلية ما ويتم التفاهم حول الاقوال والافادات المعطاة في المحكمة التي يدلي بها المتهمون والشهود مما يؤدي بحد ذاته الى قرار اكثر عدلا.
وقد تمحور النقاش بين القضاة والقادة الدينيين خلال الاجتماع حول كيفية اختيار المحاكم للمحلفين واهمية التعدد الاثني لهم ودور القادة الدينيين في تشجيع القضاء على الخدمة داخل هيئات المحلفين وذكّر القاضي روزين ان كل الحاضرين تعهدوا بانهم سوف يسعون الى حث المزيد من ابناء الجالية على المشاركة الفعالة في هيئة المحلفين.
الشيخ محمد علي الهي مدير «دار الحكمة الاسلامية» في ديربورن هايتس والذي كان بين الحاضرين قال: «إنه منذ عقد الاجتماع وحتى اليوم دأب على التحدث عن موضوع التعدد الاثني في هيئة المحلفين، في خطب صلاة الجمعة» وقال (الهي): «حيث تكون الحقوق تأتي المسؤوليات ولا يمكن الحديث فقط عن الحقوق من دون تحقيق واجباتنا المدنية كمواطنين».
وقد جاء هذا الاجتماع في اعقاب اجتماعين اثنين حول أهمية مشاركة الاقليات في هيئات المحلفين الاجتماع الاول الذي كان يهدف لتوعية الجالية الافريقية الاميركية عقد في «كلية وين» العامة في شهر تموز (يوليو) الماضي والثاني ركّز على الجالية العربية الاميركية عقد في النادي اللبناني الاميركي في شهر شباط (فبراير) الماضي.
اللقاء (مع روزين) هو لقاء متابعة بعد اجتماع النادي اللبناني الاميركي كما قال المحامي عبد حمود، مساعد مكتب المدعي العام الاميركي لشرق ميشيغن، والذي كان مقدم الندوة التي اقيمت في النادي اللبناني الاميركي بحضور قضاة وممثلين حكوميين وقادة دينيين ومدنيين واعلاميين من ضمنهم الزميل اسامة السبلاني ناشر «صدى الوطن».
كذلك يجري العمل حاليا على اقامة ندوة مخصصة لمساعدة وتوعية الجالية الاسبانية على المشاركة في هيئة المحلفين.
واكد روزين ان احدى اولوياته كقاضي القضاة هو تحفيز زملائه لكي يخرجوا بانفسهم الى الجاليات لانه «كلما زادت نسبة فهم الجالية لما نقوم به، زادت نسبة فهمهم لدور السلك العدلي الفيدرالي».
وقد ناقش القاضي روزين مع المشايخ حول قضية احدى المحلفات المسلمات التي ادعت مرة بانها غير قادرة على ان تكون في عداد هيئة المحلفين لان هذا الامر «خرق لمعتقدها الديني واضاف: عندما اخبرت المشايخ بهذه القصة قالوا لي جميعا ان هذا غير صحيح اطلاقا.. انها تقدم اعذارا ليس الا. واردف: من الاهمية بمكان ان يمثل المحلفون شريحة عريضة من اطياف الجالية»
لعدة سنوات حافظ القاضي روزين على علاقة ايجابية مع الجالية العربية الاميركية وما زال يبذل المزيد من الجهود لتفهم اوضاعها، وحول ذلك يقول: انها جالية خلّابة، وهي متعددة داخليا الى درجة كبيرة وأفضل ميزة في هذه المنطقة هي التعدد الاثني والنتائج التي تنجم عن ذلك. العديد من الافراد ينظرون الى فرصة الخدمة داخل هيئة المحلفين كامتياز دستوري لان ذلك يمنحهم الفرصة لاحقاق العدل والانصاف وهيئة المحلفين هي احدى اهم دعائم الحكومة الذاتية.
وخلال الغذاء قالت القاضي فيكتوريا روبرتس انها مغتبطة للغاية لهذا اللقاء الهام وانها خلال عملها كقاضية “لم أر اناسا مثلكم بهذا المستوى من الحديث وهذه اللياقة وهذا دليل على اهمية هذا اللقاء وانتم جزء مهم من النسيج الاجتماعي فكيف لا نضمكم الى هكذا لقاءات مصيرية.
وختم القاضي روزين قائلا «ان الافراد الذين خدموا كمحلفين اخبروني بعد انتهاء خدمتهم انهم ولو كانوا في البداية ضد المشاركة الا انهم وجدوا في الاخير ان التجربة كانت مفيدة جداً. وحول الاجتماع نفسه قال الشيخ (الهي) “لقد كانت مبادرة كبيرة ونحن بحاجة الى المزيد من هذه اللقاءات لانها تجارب توعية للطرفين – الجالية وقادة ومسؤولي القطاع العام».
Leave a Reply