واشنطن تعتزم استغلال تردي العلاقات الإيرانية العربية لإنجاحه
دمشق، رام الله – مع اقتراب العام 2007 من نهايته، تستعد دول المنطقة للمشاركة في مؤتمر سلام مجهول الموعد حتى الآن، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش إلى عقده في مدينة أنابوليس الاميركية في وقت ما من السنة الحالية. وفي موازاة هذا المؤتمر كشف القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار أن مؤتمرا سيعقد في قطاع غزة بالإضافة لمؤتمر دمشق لدعم «المقاومة والحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية» وذلك مناهضةً لمؤتمر أنابوليس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط. وأشار الزهار في تصريحات صحفية في غزة إلى أن سوريا لن ترضخ لمطالب وضغوط الرئيس الفلسطيني محمود عباس بغرض إلغاء مؤتمر دمشق الذي تشارك فيه عدة فصائل فلسطينية بينها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية. وقال إن سوريا «لن تسمع لعباس ولا تسمع لمن يحركون عباس».. وقالت تقارير صحفية أن عباس في زيارته الأخيرة لسوريا طلب من الرئيس السوري بشار الأسد أن يوقف «حماس» عند حدها فقال له الأسد «نحن لا نمارس ضغوطا على أحد، ونحن استضفنا هذه الفصائل لأنها فصائل مقاومة ولا نتاجر فيها».الى ذلك نفى موفد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق أن يكون قد نقل أي رسالة إلى الجانب السوري حول مؤتمر كانت تعتزم الفصائل الفلسطينية في دمشق عقده لمقاطعة مؤتمر أميركي للسلام في الشرق الأوسط وقال نصر يوسف أحد أعضاء الوفد الفلسطيني برئاسة روحي فتوح الذي أوفده عباس الأسبوع الماضي إلى دمشق إنه لم يبحث هذه القضية خلال مباحثات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.وكانت الفصائل الفلسطينية التي مقرها دمشق قد أعلنت الثلاثاء عن تأجيل مؤتمر بدمشق كان يهدف إلى ممانعة ما يمكن أن ينتج عن مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي دعا لعقده الرئيس الأميركي جورج بوش في الخريف إلى أجل غير مسمى.
دور إيرانوقد سرى مؤخراً جدل في الاوساط الدبلوماسية حول عزم واشنطن استغلال العلاقات العربية-الايرانية الحافلة بالاحتقان والالتباس، من أجل إنجاح المؤتمر بشكل ما. وكان مسؤول أميركي كبير في وزارة الخارجية أكد، في منتصف تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، إثر محادثات طويلة أجرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس في الاراضي الفلسطينية وإسرائيل، أنه تم التوصل إلى توحيد مبدأ القبول بقيام دولة فلسطينية، خلافاً لما كان عليه الموقف في مفاوضات السلام السابقة. وتقول مصادر أميركية إن المسؤولين الاسرائيليين الحاليين، الذين لم يشاركوا قبل الآن في مفاوضات سلام كهذه، خلافاً لمفاوضيهم الفلسطينيين، يشتركون مع معظم الانظمة العربية في التوجس من نفوذ إيران على المنطقة، ما يرجح ميل الجانبين إلى إبرام اتفاق قبل نهاية ولاية بوش (في كانون الثاني من العام 2009)، حيث يثق الاسرائيليون بهذا الاخير فيما يجهلون ما ينتظرهم مع الرئيس الاميركي المقبل. ويشدد المسؤولون الاميركيون، من جهتهم، على أن مصلحة بعض القادة العرب الذين يواجهون معارضة إسلامية متنامية داخل دولهم (كالملك الاردني عبد الله الثاني، والسعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري حسني مبارك)، تقتضي بالتوصل إلى اتفاق سلمي، كي يبرهنوا لشعوبهم نجاعة التفاوض على حساب «العنف». بهذا المعنى، يقول الخبير في مؤسسة «فورين بوليسي ريسيرتش» روبرت زيلنيك إن إيران «بإمكانها أن تساعد على وضع حدّ للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني»، حيث إن «القلق العميق جداً (من النفوذ الايراني) ليّن مواقف (عربية) كانت متصلبة في الماضي، وباتت أطراف لم تكن متعاونة كثيراً في الماضي، مستعدة لتسويات الآن». ينسحب هذا الرأي على الاوروبيين، حيث أكد مصدر دبلوماسي أوروبي أن هؤلاء العرب يساعدون رايس بشكل متكتم، معتبرين أن العامل الايراني «من شأنه أن يشجع الاطراف على التوصل إلى شيء ما».
Leave a Reply