احتضنت قاعات “المركز الاسلامي في أميركا” في ديربورن أعمال “مؤتمر التنوع الثقافي” الذي اقامته “الجمعية الاسلامية في أميركا الشمالية” (إسنا) على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وشارك في رعاية المؤتمر كل من إذاعة “دبليو دي إي تي” التي تبث من جامعة “وين ستايت” و“رابطة الشباب المسلم” التابعة “للمركز الاسلامي“.
وفي حديث لـ“صدى الوطن” قال طارق حفيظ المسؤول التنظيمي للمؤتمر ان الهدف من إقامة هذا الحدث الجامع هو توفير أرضية مشتركة لفهم الاختلافات وكيفية توجيهها بشكل إيجابي “لتقوية الوحدة الاسلامية“، وقال “إن الاختلاف في وجهات النظر، لا يعني أن نتناحر فيما بيننا… علينا أن نعتبر من التآخي الذي وفره النبي الأعظم (ص) بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة وبينه وبين الامام علي (ع) وأن نتخذه نموذجاً ومثالا أعلى نحتذي به ونحاول تطبيقه على أرض الواقع“.
واستهل برنامج المؤتمر الذي عرض على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعة “دبليو دي إي تي” بكلمة للشيخ زيد شاكر تمحورت حول “الأهمية القصوى لوحدة المسلمين” و“نبذ الخلافات” و“استيعاب الاختلاف والتباين بين المسلمين مهما اختلفت مذاهبهم وإثنياتهم وخلفياتهم الثقافية” مشجعا المسلمين على “التمسك بالحوار وتفهم الآخر كوسيلة ناجعة للارتقاء” على حد قوله.
يذكر أن الشيخ شاكر هو مدير ومؤسس معهد “الزيتونة” الإسلامي في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا وهو رجل دين مسلم أميركي من أصل إفريقي كان قد اعتنق الاسلام عام 1977 ويعد أول اميركي يتخرج من معهد “أبو النور” لعلوم القرآن والتفسير في دمشق.
كما ألقى الشيخ محمد علي إلهي، امام ومرشد “دار الحكمة الاسلامية” في ديربورن هايتس، كلمة شددت على الوحدة بين المسلمين الذين تجمعهم “الشهادتان بغض النظر عن العرق أو اللون أو اللغة أو الإثنية أو المذهب التعبدي” وأضاف “كلهم يعبدون إلهاً واحداً ويقتدون بنبي واحد ويتبعون كتابا واحدا ويصلون باتجاه قبلة واحدة“، وأكد إلهي أن “لا مبرر لانقسام المسلمين” مشددا على ضرورة الحوار الحضاري البناء الذي يهدف الى التعاون والتعايش والتفاهم.
وفي تصريح لـ“صدى الوطن” أكد إلهي “لقد دعونا وندعو المسلمين كافة وتحديدا المقيمين في أميركا الشمالية الى ضرورة الإلتزام بميثاق الشرف الذي وقعه أكثر من 25 عالماً من علماء المسلمين الشيعة والسنة، والذي نص على عدم تكفير المسلمين وتجنب اإانة رموزهم المقدسة، وابعاد المسلمين في أميركا الشمالية عن التوترات الجارية في الشرق الاوسط وعدم زجهم بها. فهذا الميثاق هو صمام الأمان الذي يضمن وحدتنا و يدرأ عنا خطر الفتنة والتشرذم في المغترب الأميركي“.
وقد شدد محاضرون آخرون على ضرورة متابعة الوعي الديني لدى الشباب للحيلولة دون سقوطهم في براثن مغريات الحياة المادية التي تتميز بها بعض جوانب الثقافة الأميركية. كما أكدت كلمات أخرى على أهمية دور المرأة المسلمة في رفد الجالية بالطاقات.
وشهد المؤتمر حفل عشاء ومعرضاً للصور والتصاميم والمقتنيات والملابس التي تعكس التنوع الثقافي لمسلمي الولايات المتحدة.
Leave a Reply