على عكس مؤتمر الحزب الجمهوري الذي عقد يوم السبت الماضي في لانسنغ، والذي طغى عليه حضور الأميركيين البيض، تميز مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عقد في اليوم نفسه في ديترويت بتنوع عرقي وإثني ضم حضوراً بارزاً للعرب الأميركيين، لاسيما الشباب منهم، حيث حضر المؤتمر أكثر من 35 عضواً في «إتحاد الطلاب العرب» في «جامعة ميشيغن-ديربورن».
جونسون بروير |
انتخب الديمقراطيون في مؤتمرهم رئيساً جديداً هو لون جونسون (41 عاماً) الذي حل مكان مارك بروير الذي احتفظ برئاسة الحزب منذ ١٨ عاماً. وقد شارك الأعضاء العرب في الحزب بفعالية في النقاشات الحزبية حول الرئيس الجديد، وصرحت زهرة دباجة، رئيسة «اتحاد الطلاب العرب» «لقد سجلنا حضوراً لافتاً ومشاركة فعالة في مناقشة أهداف الحزب ومؤهلات المرشحين لون جونسون ومارك بروير».
وقد شهد المؤتمر مشاركة المحاميين طارق بيضون وسوزان دباجة المرشحين لعضوية المجلس البلدي في ديروبرن. وفي حديث لـ«صدى الوطن»، أفاد الناشط في الحزب الديمقراطي، رشيد بيضون (27 عاماً)، بأن جونسون «قائد صاعد يتمتع بأفكار جريئة ومبتكرة للحزب منها افتتاح مكتب للحزب الديمقراطي في ديترويت نظرا للأعداد الهائلة من الناخبين الديمقراطيين هناك».
وقد تم انتخاب إسماعيل أحمد، المسؤول في «جامعة ميشيغن-ديربورن» كنائب ثالث لرئيس الحزب.
كما شارك في المؤتمر عدد كبير من الناشطين العرب في الجالية، من ضمنهم المحامون عبد حمود (مدعي فدرالي) زينة الحسن (في مقاطعة وين)، وفاي بيضون، المديرة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية العربية بالإضافة الى علي بلعيد من «الجمعية الخيرية اليمنية الأميركية» (يابا)، إضافة الى الناشطة الحقوقية رحاب عامر.
وأشارت سوزان دباجة أن بعض أعضاء «اتحاد الطلاب العرب» انتخبوا لتمثيل الأقسام الإدارية. وأضافت أن «السياسة تحيط بجميع جوانب حياتنا، وأن الشباب هم المستقبل.. علينا أن ننخرط في السلك السياسي وذلك لإعداد أنفسنا لقيادة جاليتنا في المستقبل، ولضمان أن يأخذ الصوت العربي الأميركي مكانته».
وقال بروير خلال المؤتمر «أمضيت 18 عاما رئيسا للحزب الديمقراطي في ميشيغن، كان لي الشرف ان اعمل فيه معكم جميعاً لكنني اعلن انسحابي من الترشح لهذا المنصب». على الفور بايع أكثر من 3600 من الوفود الحاضرة في المؤتمر الذي عقد في مركز «كوبو» في ديترويت، وبالاجماع، لون جونسون رئيسا للحزب، وقال جونسون «أعلم إن حملتي كانت حيوية، لكننا دائماً كنا فخورين بما أنجزه برويور للحزب.. علينا ان نكون موحدين فهذا هو السبيل للفوز».
ويمثل انتخاب جونسون لهذا المنصب نقلة نوعية في مسيرة الحزب في ميشيغن، باعتباره يجسد عهداً جديداً، مع الإشارة الى أن جونسون متزوج من جوليانا سموت وهي نائبة مدير الحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما.
ومعروف عن جونسون قدرته المتميزة في جمع التبرعات وبأنه يمثل الجيل الجديد في الحزب، وكاد أن يفوز في انتخابات تشرين ثاني (نوفمبر) بمقعد في مجلس نواب الولاية عن منطقة ذات اغلبية جمهورية في شمال ميشيغن. وقال جونسون «اليوم نبدأ في اعادة تشكيل حزبنا ونجدد اهدافنا واليوم نبدأ عملنا في استعادة ولايتنا العظيمة».
ولقي جونسون التاييد من اتحاد عمال السيارات واتحاد سائقي الشاحنات والوفد الديمقراطي عن ميشيغن في الكونغرس الأميركي ومؤيدي الحزب الديمقراطي في الأوساط الشبابية وأوساط الشاذين جنسياً وعدد من التحالفات في أوساط الأميركيين الأفارقة.
في المقابل كان بروير يلقى دعم اتحاد المعلمين وعدد من الاتحادات العمالية الكبرى، إلا ان ذلك لم يمنع جونسون من التفوق عليه، برغم انه لم يبدأ حملته سوى قبل اسابيع قليلة، لكن مؤيديه بدأوا الحملة قبل عدة شهور، خاصة وإن «اتحاد عمال السيارات» والوفد الديمقراطي في الكونغرس الأميركي لم يكن معجبا بسياسات بروير.
Leave a Reply