عائلة جيسيكا مقداد غاضبة بسبب ربط إسمها بمؤتمر سيعقد نهاية الشهر الجاري
مؤتمر “حقوقي” في ديربورن.. للتهجم على الإسلام!
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أعربت عائلة جيسيكا مقداد عن غضبها حول تنظيم مؤتمر يحمل إسم ابنتها الراحلة في 29 نيسان (أبريل) الجاري، في فندق “حياة ريجينسي” في ديربورن، وذلك بعد مرور عام على مقتل الفتاة (٢٠ عاماً) في مدينة وورن على يد زوج أمها رحيم الفتلاوي.
ومع وجود روايتين حول الأسباب التي دفعت المتهم الفتلاوي لارتكاب الجريمة، حسب التحقيقات، إلا أن القائمين على المؤتمر الذي يحمل إسم “حقوق جيسيكا مقداد” أرادوا أن يحولوا الذكرى الأولى لمقتل الشابة العراقية بطلق ناري الى منصة للتهجم على المسلمين في أميركا.
وكان الإدعاء العام في القضية وصّف الفتلاوي بأنه “شخص متحكم ومهووس بجيسيكا”، مع اتهام مقربين من الضحية له بأنه كان يسعى لإقامة علاقة عاطفية معها، حسبما كشفت مصادر خاصة لـ”صدى الوطن”.
وتقول رواية أخرى، يتبناها منظمو المؤتمر، أن مقتل جيسيكا كان نتيجة “جريمة شرف”، تقف خلفها دوافع دينية واجتماعية، بدعوى أن جيسيكا لم تكن تلتزم بالتقاليد والتعاليم الإسلامية، وأنها كانت تعيش أسلوب الحياة الغربية.
ونفت بريديت هاشم، وهي صديقة مقربة من عائلة مقداد، أن تكون الجريمة وقعت في إطار مسمى “جريمة شرف”، كما قال مساعد المدعي العام في مقاطعة ماكومب، بيل كاتلدو، في اتصال هاتفي مع “صدى الوطن” أن “هناك أدلة كافية لاستبعاد الخلفية الدينية عن دوافع الجريمة”. وأضاف: “إن جيسيكا كانت قد اشتكت للشرطة ضد زوج أمها، كما أنها شاطرت صديقة لها بعض المعلومات حول هذا الموضوع، ولكن الشرطة لم تكشف عن تلك المعلومات، لأن عائلة الضحية قد تكون حساسة تجاهها”.
وتشير المعلومات: “إن الفتلاوي كان غاضيا جدا عندما علم بأمر الشكوى التي قدمتها جيسيكا ضده للشرطة، وبعد ذلك بعدة أيام وجدت الفتاة مقتولة”.
ورغم عدم توفر الأدلة على الخلفية الدينية للجريمة أصرت المدونة اليمينية المحافظة باميلا غيللر على تنظيم المؤتمر في قلب ديربورن واتهام الإسلام بقمع حريات النساء وترهيبهن. وغيللر التي تشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة “مبادرة الدفاع عن الحرية الأميركية” وهي أيضاً ناشطة في منظمة “أوقفوا أسلمة أميركا” المعادية للمسلمين، قالت أن المؤتمر يهدف الى إنقاذ “المسلمة القادمة وأخريات من مصير مماثل لمصير جيسيكا”، ورفضت غيللر طلب العديدين وبينهم عائلة مقداد بإزالة إسم جيسيكا من المؤتمر. وأكدت أن “المؤتمر مكرس للكشف عن محن النساء المسلمات في ظل الشريعة الإسلامية في مدينة ديربورن”!.
وسيشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات المعادية للإسلام بينهم الإعلامي مايكل كورن والناشطة الحقوقية المصرية الأميركية نوني درويش التي تخلت عن الدين الإسلامي واعتنقت المسيحية وأسست مجموعة “عرب من أجل إسرائيل” التي تهدف الى دعم الكيان الصهيوني.
كما سيتحدث في المؤتمر الناشط الحقوقي و”المستعبد السابق” في جنوب السودان سيمون دينغ، والمبشر المسيحي المنتمي الى ”مجموعة الـ١٧”، ديفيد وود، وهو أحد الذين أدينوا بتهمة تعكير السلام في “المهرجان العربي الأميركي” في مدينة ديربورن عام ٢٠١٠ بعد دعوتهم لمشاركين في المهرجان للارتداد عن الدين الإسلامي، وجيمس لاتيفرتي من “منظمة فيرجينيا لمناهضة الشريعة”.
من ناحيتها، رفضت والدة جيسيكا، كساندرا مقداد المشاركة في المؤتمر، واتهمت في لقاء مع قناة تلفزيونية محلية غيللر بأنها تريد استغلال قضية مقتل ابنتها “للترويج ضد الإسلام”. وقد اقترح عليها المضيف في البرنامج المشاركة لكي تعرف غيللر بشعورها وموقفها.
ويأتي اختيار مدينة ديربورن “التي تقطنها جالية عربية ومسلمة كبيرة -بحسب المنظمين- لإظهار التضامن مع النساء اللواتي يعشن في منطقة ديربورن واللواتي من الممكن أنهن واقعات تحت خطر وقمع أحكام الدين الإسلامي”.
هاشم، صديقة عائلة مقداد، أكدت أنها تعيش في مدينة ديربورن منذ أكثر من 25 سنة وتشدد على أن هذا النوع من الإدعاءات (التي تثيرها غيللر مع نشطاء آخرين) لا أساس لها من الصحة. وختمت هاشم بالقول: “إن ديربورن هي مدينة قدمت لأميركا ملكة الجمال ريما فقيه.. ونحن لدينا هنا مجتمع منفتح ومتسامح”.
Leave a Reply