عقب اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني الجنرال قاسم سليماني
حسن عباس – «صدى الوطن»
في مؤتمر صحفي عقد بـ«دار الحكمة الإسلامية» في مدينة ديربورن هايتس –الخميس الماضي– دعا نشطاء حقوقيون ورجال دين مسلمون ومسيحيون من منطقة ديترويت إلى التهدئة وتبريد الأجواء المشحونة بين إيران والولايات المتحدة في أعقاب اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي في العراق، أبو مهدي المهندس، في قصف أميركي استهدف مطار بغد الدولي فجر الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري.
وحض المتحدثون على الحوار واعتماد الدبلوماسية لحل الأزمة المستفحلة بين واشنطن وإيران، التي تصاعدت وتيرتها منذ إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران، لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وأشار إمام «دار الحكمة»، الشيخ محمد علي إلهي، إلى أن الحوار والدبلوماسية بين واشنطن وطهران قد تكللا بالنجاح في السابق، في إشارة إلى الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 بين إيران والدول الست في فيينا، وقال: «المفاوضات النووية وحّدت أميركا مع أكبر القوى في العالم، ووعدت بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ترامب انسحب من الاتفاق النووي نكاية بالرئيس (السابق) أوباما، منتهكاً بذلك اتفاقاً دولياً».
من جانبه، أشار المدير التنفيذي لـ«مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير–ميشيغن)، داود وليد، إلى الإجراءات المشددة التي يواجهها المهاجرون والمواطنون الأميركيون على المنافذ الحدودية الأميركية، موضحاً بأن المسافرين غالباً ما يجدون أنفسهم عرضة لتفتيش وفحص استثنائي عند دخول البلاد، في أعقاب كل مرة تحدث فيها توترات في الشرق الأوسط.
وقال: «نحن قلقون من أن تمنح التوترات المتصاعدة بين إيران وأميركا سلطات إنفاذ القانون، العذر لتكثيف التنميط العرقي والديني للإيرانيين الأميركيين، والمسلمين الأميركيين الذين سافروا –مؤخراً– من إيران إلى أميركا».
وأضاف: «إن استجواب المواطنين الأميركيين خلال عودتهم إلى بلادهم، دون أي دليل على وجود أنشطة جرمية محتملة، يجب ألا يكون مقبولاً تحت أي ظرف من الظروف».
وتحدث رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، ناصر بيضون، عن العلاقة المباشرة بين تطورات الشرق الأوسط وبين السياسة الأميركية والحقوق المدنية للأميركيين، لافتاً إلى أنها تصب –في معظم الأحوال– في مصلحة «شركات الصناعات العسكرية».
وقال: «منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، رأينا ذلك يحدث مراراً وتكراراً في هذا البلد. القضايا التي تحدث هناك، تؤثر علينا هنا. إنها تؤثر على الحقوق المدنية وتعزز التمييز داخل المجتمع».
وأضاف: «إننا –كشعب– لا نستطيع الاعتماد على حكومتنا في واشنطن لإبعادنا عن الحرب.. إذ معظم الموجودين اليوم في الكونغرس هم نفس الأشخاص الذين صوتوا لصالح الحرب على العراق، وما نراه في وسائل الإعلام، هو نفس الأكاذيب، ونفس التلميحات التي أخذتنا إلى شن الحرب على العراق».
وفي كلمته، أشار ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، إلى المخاوف التي يعيشها الأميركيون جراء تهور القادة السياسيين، منتقداً الديمقراطيين على دورهم في الحفاظ على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، بغض النظر عن التكاليف. وقال: «الأمر لا يتعلق باغتيال الجنرال سليماني.. إنه يتعلق بمصداقية هذا البلد، وإلى أين يقود الرئيس الأميركي العالم اليوم.
كما أشار إلى الكلفة الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة للحفاظ على قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن تلك المبالغ الطائلة كان يجب استثمارها في بناء البنى التحتية في البلدان التي دمرتها الحروب الأميركية. وقال: «يُطلب من الأميركيين أن يدفعوا من جيوبهم الخاوية تكاليف بناء المدارس لأطفالهم، بينما تنفق تريليونات الدولارات على أسلحة الدمار الشامل». وأضاف: «الخطر اليوم، هو أن يأخذنا هذا الرئيس إلى الحرب من أجل أن يفوز بولاية ثانية. هذا الرئيس لن يخوض حرباً مع الإيرانيين والعراقيين فحسب، بل سيخوض حرباً مع الأميركيين كذلك».
وتحدثت شيرين سمولي، وهي أميركية من أصول إيرانية، عن القلق الذي يعتري الأميركيين الإيرانيين والخوف على أصدقائهم وأحبائهم في الوطن الأم، لافتة إلى الحاجة إلى تحميل الإدارة الأميركية المسؤولية عن الأزمة. وقالت: «خلال ثلاث أو أربع سنوات قصيرة، انسحب ترامب من الاتفاق النووي، الذي شكّل أفضل أمل للدبلوماسية بين بلدينا».
راعية «الكنيسة الميثودية المتحدة المركزية» بديترويت، القسيسة جيل هاردت–زوندل، أكدت على أن «الحرب تتعارض مع التعاليم المسيحية»، مضيفة «إذا أردنا العيش من أجل تنفيذ مهمتنا المتمثلة في تحويل العالم، فيجب علينا إعطاء الأولوية للتعاون بين الأمم، والعمل على الحد من استخدام الأسلحة والحاجة إليها، وتعزيز الحلول العادلة والدائمة للصراعات».
Leave a Reply