ديربورن
سلّط رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، في مؤتمر صحفي ، الضوء على استراتيجية إدارته المتواصلة للحد من خطر فيضانات الأمطار ومكافحة التلوث البيئي وتعزيز الصحة العامة في المدينة، عبر الاستفادة من مصادر التمويل الفدرالي والمحلي لتحسين البنية التحتية الخضراء بالتعاون مع الشركاء المحليين.
وأكد حمود خلال المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه منظمة «المسؤولين المنتخبين لحماية أميركا» EOPA و«حملة العمل المناخي» CAC، تطلعه إلى جعل ديربورن مدينةً نموذجية في مجال مكافحة التغير المناخي بولاية ميشيغن، من خلال فرض نهج صحي على جميع السياسات البلدية، وذلك عبر إعطاء الأولوية للصحة العامة والعدالة البيئية والعمل المناخي عند اعتماد أيٍّ من قرارات البلدية.
وكانت مقاربة حمود الحثيثة للملفين الصحي والبيئي في ديربورن، قد قوبلت بتكريم وطني رفيع في وقت سابق من العام الجاري، بتلقيه جائزة الحماية المناخية من مؤتمر رؤساء البلديات بالولايات المتحدة، اعترافاً بجهوده الريادية، سواء من خلال مبادرته إلى إنشاء دائرة الصحة العامة في بلدية ديربورن أو لفرضه المعايير الصحية والمناخية على جميع قررات البلدية.
وأوضح حمود أن استراتيجية إدارته تقوم على الربط بين الاستثمار في البنية التحتية وضبط القوانين البلدية والتصنيف العقاري للمناطق، بما يخدم الصحة العامة ومواجهة مخاطر التغير المناخي على المدى الطويل.
وذكر حمود (أبو مريم) خلال المؤتمر الصحفي أن إدارته أجرت دراسة موسعة لسبل الحد من خطر فيضانات الأمطار وتوصلت إلى أنها بحاجة إلى ما يقرب من 800 مليون دولار لمعالجة المشاكل التي أدت إلى غرق أقبية حوالي ثلثي منازل المدينة في فيضانات عام 2021، مشدداً على ضرورة تطوير البنية التحتية «الخضراء» عبر إنشاء المزيد من الحدائق المطرية والمساحات العشبية بدلاً مما أسماه «الصحاري الرمادية» في إشارة إلى مواقف السيارات والطرقات الإسفلتية الواسعة.
وقال: «يواجه الكثير من سكاننا الحرارة الشديدة وتلوث الهواء والماء وفيضانات الأمطار… وكلها عوامل تطال بشكل غير متناسب أحياء معينة، مؤكداً أنه «بفضل نهجنا في سياسات الصحة الشاملة، تمكنا من إجراء تغييرات كبيرة لحماية مدينتنا من الطقس القاسي، مع تحسين بنيتنا التحتية»، مشيداً بإنشاء العديد من المساحات الخضراء التي تم استحداثها لتحسين قدرة التربة على امتصاص مياه الأمطار والحد من الفيضانات، لاسيما في الأحياء المحرومة تاريخياً.
وأضاف: «أنا فخور بأننا نتعامل مع هذه القضايا بشكل عادل. إن البيئة الآمنة والصحية هي عنصر أساسي في مدينة سعيدة وصحية ومنتجة». كذلك، تتطلب رؤية حمود، صيانة وتنظيف مجاري صرف مياه الأمطار وزراعة الأشجار والشجيرات في حوض نهر الروج وحدائق المنازل والمدارس في الأحياء المحيطة به، للحد من أثار ارتفاع منسوب المياه بفعل الأمطار الغزيرة.
ومن ضمن الخطط أيضاً، أضاء حمود على مشروع إعادة تطوير ممر وورن التجاري في شرق المدينة، لتحسين جودة الحياة في المنطقة وتعزيز سلامة التنقل للمشاة والمركبات عبر الشارع الحيوي الذي سيتم تقليص عدد حاراته من أربع إلى حارتين اثنتين فقط (واحدة في كل اتجاه)، مع إنشاء جزر خضراء في وسطه وممرات للدراجات الهوائية على جانبيه.
ونجحت إدارة حمود في الحصول على منحة فدرالية بحوالي 25 مليون دولار لتمويل المشروع الذي من المتوقع بدؤه في العام 2025، وإنهاؤه بحلول أواخر 2026، بحسب التقديرات الأولية.
وفضلاً عن تحسين البيئة والسلامة، يشمل المشروع الذي سيتم رفده بأموال إضافية من حكومة مقاطعة وين وبلدية ديربورن، تجميل واجهات المتاجر والأرصفة على امتداد ميلين من الشارع الحيوي الذي يتمتع بهوية عربية أميركية طاغية.
وفضلاً عن الاستفادة من مصادر التمويل الفدرالي والمحلي، تتعاون بلدية ديربورن أيضاً مع منظمات غير ربحية ونظام المدارس المحلية، للحد من مخاطر فيضانات الأمطار والتلوث البيئي والعمل على تحسين جودة الحياة في المدينة التي تضم زهاء 105 آلاف نسمة، معظمهم من العرب الأميركيين.
وخلال المؤتمر الصحفي، أشاد بجهود حمود كل من كريستين بروك الرئيس التنفيذي لجمعية «مسؤولون منتخبون لحماية أميركا» EOPA، وآشلي فلينتوف المديرة التنفيذية لمنظمة «أصدقاء نهر الروج» التي تتعاون مع بلدية ديربورن لإنشاء حدائق مطرية في عدد من المواقع الإسفلتية المملوكة للبلدية، إضافة إلى المنازل والمدارس بالأحياء التي تعاني من التلوث البيئي وفيضانات الأمطار المتكررة نظراً لقربها من مجرى نهر الروج وروافده، ولاسيما منطقة «الساوث أند».
كذلك، تحدث خلال المؤتمر الصحفي سمير ديشبندي مدير الصحة البيئية في دائرة الصحة العامة التي أنشأها حمود عند توليه منصبه عام 2022، فضلاً عن ديفيد ماستونن، مسؤول العلاقات الإعلامية في مدارس ديربورن العامة، الذي أفاد بأن المنطقة التعليمية ستحصل على 17 حافلة مدرسية كهربائية بالكامل بفضل منحة فدرالية جديدة، ما من شأنه أن يخفّف من انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.
Leave a Reply