بمشاركة “صدى الوطن” ومؤسسات إعلامية أميركية كبرى
ناشفيل – خاص “صدى الوطن”
يعرف المتابعون لقضية بناء مسجد في مدينة مورفريسبورو في ولاية تينيسي في العام 2010، أن مسلمي تلك المنطقة يواجهون صعوبات في السنوات الأخيرة، لناحية أدائهم شعائرهم الدينية.
كما يواجه الصحفيون الذين يغطون هذا النوع من القضايا تحديات مماثلة بسبب عدم درايتهم الكافية ونقص خبرتهم في هذه الشؤون إضافة إلى افتقارهم إلى المصادر الموثوقة، فضلا عن أنهم يتعرضون لضغوط من قبل القراء المتأثرين بالبروباغندا المعادية للإسلام.
وقد استضافت كلية الصحافة في “ميدل تينيسي ستايت سكول”، عبر منحة من مؤسسة “ماك كورميك فاندويشن” مؤتمرا تحت عنوان “تغطية الإسلام في ولايات حزام الإنجيل” في مدينة ناشفيل، أيام 21 و22 و23 آب (أغسطس) لتثقيف الصحفيين وإرشادهم في كيفية مقاربة المواضيع المتعلقة بشؤون المسلمين الأميركيين.
ومنطقة حزام الإنجيل أو “بايبل بيلت” تشمل ولايات ينتمي معظم سكانها الى الكنيسة المعمدانية وأبرزها فلوريدا وجورجيا وألاباما وميسيسبي وتينيسي وساوث ونورث كارولاينا وفيرجينيا وكنساس وميسوري وأوكلاهوما وتكساس وكنتاكي وأركنسو.
وكانت فعاليات المؤتمر قد عقدت في “مركز التعديل الأول” (من الدستور الأميركي) في جامعة “فاندربيلت” بحضور صحفيين من 22 وسيلة إعلامية بينها “ميامي هيرالد” ووكالة “أسوشيتد برس”، حيث قدم مدير “معهد بوينتر” باتش وارد مشاركة بعنوان “كيف تخاطب المتحيزين وتحسن تغطيتك الصحفية” وقدمت مؤسسة الموقع الإلكتروني “آلت مسلمة. كوم” أسماء أودن محاضرة بعنوان: “التعديل الأول: الحرية الدينية والأمن القومي”.
وتميزت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بالعديد من المناقشات حول أسئلة طرحها صحفيون على مقدمي الندوات، وجميعها حول قضايا تتعلق بأوضاع المسلمين الأميركيين وما يرتبط بذلك من قضايا تهمهم وتؤثر عليهم. أما اليوم الثاني فقد طغت عليه مناقشات عصبية، خاصة في الندوة التي عقدها “مركز التعديل الأول” والتي حملت عنوان “هل ستصبح الشريعة الإسلامية جزءا من النظام القانوني في أميركا في يوم من الأيام؟”.
وحضر حوالي 80 شخصا في الندوة التي شارك فيها مؤسس “مركز دراسات الإسلام السياسي” بيل وارنر، الذي تناقش مع خبير الشريعة الإسلامية في “جامعة ميشيغن” أمبرين بهاتي. وارنر الذي ألف وأنتج فيديو يصف الإسلام بأنه حركة عنفية، أثار حماس مؤيديه الذين وصفوا بهاتي ومؤيده صالح سبيناتي بالكذب في سياق توفيقه بين الإسلام والدستور، من خلال تجربته كمسلم يعيش في ولاية تينيسي.
وصاح أحد الحضور بأن “الشرق الأوسط وكذلك أوروبا تحت مرمى النار بسبب الإسلام، وهذا الشيء لن يحصل هنا” وقال أيضا: “الإسلام هو عملية عسكرية ضد الولايات المتحدة”.
وتكشف هذه المداخلة غير المرحب بها عن نوع التمييز الذي تعرض له المسلمون خلال محاولتهم بناء مسجد في مدينة مورفريسبورو.
وعلق سبيناتي أنه كمسلم، كذلك المسلمون الآخرون، عاشوا بسلام لمدة 30 عاما حتى جاءت قضية بناء المسجد التي أثارت الكثير من التمييز والتشكيك بدور المسلمين.
صحفي يعطي لمحة عن الحركات
المعادية للإسلام في جنوب البلاد
وارنر والبعض ممن يشاركونه الرأي ناقشوا الكاتب في موضوع الأديان بوب سميتانا التي قضى عدة شهور في البحث عن قيادات الحركات المناهضة للإسلام في جنوب البلاد، وخاصة في ولاية تينيسي، والذي تكلم مع الحضور حول هذه التجربة. وقال سميتانا: “إن المسيحيين في الجنوب يشعرون وكأنهم يفقدون امتيازاتهم، ويطلقون شبهات حول المسلمين”.
أضاف: لقد كتبوا الكتب وصنعوا الأفلام والبرامج التلفزيونية وأطلقوا المدونات التي تنتقي أقوالا وأحاديث وآيات قرآنية ووضعوها في سياقات العنف لتخويف الناس من تلك المبادئ التي تظهر أن الإسلام عنيف في طبيعته.
وخطتهم، بحسب سميتانا، هي لدفع الناس إلى الاعتقاد بأن الإسلام هو نظام سياسي يجب ألا يُشرع قانونيا، وهذا تفسير وجود حركة “الجهاد الفولاذي” ضد الولايات المتحدة، وهو ما يجعل المسلمين الأميركيين قريبين من الأعداء، فهم قد تعلموا كيف يكونون لطفاء ولكنهم في الحقيقة يخدعون الآخرين وكل ذلك بسبب طبيعتهم.
ومن بين قادة الحركات المناهضة للإسلام أورد أسماء فرانك غافني من حركة “من أجل أميركا” وديفيد غوبتاز مؤلف كتاب “مافيا المسلمين”.
وتطرق النقاش إلى مشروع سن قانون معاد للشريعة (الإسلامية) في ولاية تينيسي، بالرغم من أن كلمة الشريعة قد تم حذفها من مشروع القانون.
ووصف سميتانا المسلمين بالقول: “هؤلاء عندهم أفكار وأموال ومنظمات”. وأضاف إن “ابتعادنا عن مناقشة تلك المشاكل، كما أن عدم استعدادهم لمناقشة هذه الفكرة (فكرة أنهم تعلموا كيف يكذبون)، يجعلنا نتساءل كيف يمكن التعامل مع هذه الإيدولوجيا”.
إمام مسلم يتحدث
ويوم الأربعاء 23 آب وفي ندوة أدراها جو غريم واشترك فيها خمسة محاضرين بينهم ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني والشيخ أسامة بهلول إمام مركز مورفريسبورو الإسلامي، الذي قال “إن معظم الناس هنا لا بأس بهم، ولكن البعض متعصب ووسائل الإعلام تحاول أن تجعل من بعض المسائل قضايا ضخمة”.
ومن ناحيته شرح السبلاني خلال مناقشات المؤتمر عدة حقائق حول الجالية المسلمة في جنوب شرق ميشيغن، لاسيما في ديربورن، التي تعرضت لحملة تشويه من قبل مجموعات يمينية متطرفة. كما أجاب السبلاني عن تساؤلات عديدة حول المسلمين في أميركا مصححاً العديد من المغالطات السائدة.
كما أن إحصاء قدمه جايسون رينيك أظهر أن 70 بالمئة من سكان تينيسي يعتقدون أن مسلمي الولاية ما كان يجب أن يتم تنميطهم، فإحدى النتائج تظهر كيف أن المسلمين نالوا الدعم على الرغم من كل الأصوات والمجموعات التي تحاول أن تدفع بالاتجاه المعاكس المعادي للإسلام.
بهلول أيضا قدم بعض المعلومات عن اندماج المجتعمات الإسلامية، ولكن مع ذلك فإن المسجد مايزال يواجه بعض التحديات.. وهو يتقدم ببطء. أضاف أن المجتمعات الإسلامية يمكن أن تلعب دورا إيجابيا للوصول إلى الأهداف المنشودة، كما أن الكثيرين مازالوا حذرين حول دور وسائل الإعلام في قلب الحقائق.
في النهاية، فإن العديد من الصحفيين عبروا عن امتنانهم لحيازتهم الفرص في التعرف على هذا النوع من القضايا.. التي تعتبر التجارب الأولى بالنسبة للبعض، وقال ميتش ميتشل من “فورث وورث ستار تيليغرام”: “المؤتمر أعطاني فرصة جيدة للتعرف كيف يتم استهداف المسلمين بطريقة غير عادلة، وتقديمهم من قبل البعض على أنهم شر”.
كما قال دوغ دافيس من صحيفة “اخبار مورفريسبورو”: “لقد كان المؤتمر تنويريا، لم يكن لدي أي فكرة عن مقدار المشتركات بين معاناة المسلمين والأفريقيين الأميركيين، خاصة في الجنوب”.
أضاف “كان هناك نقص حاد في التفهم لهذه المسألة، ولدينا الكثير مما يجب فعله
Leave a Reply