د. العرادي: إن أي شخص لديه ذرة من إنسانية لا يمكنه الصمت حيال ما يجري في بلادي
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
احتضن “المجمع الإسلامي الثقافي” في مدينة ديربورن، مساء السبت الماضي، مهرجانا خطابيا بعنوان “مؤتمر نصرة البحرين” بحضور حشد من الجالية العربية الأميركية ونشطائها، وذلك بهدف إلقاء الضوء على الثورة البحرينية التي تعرضت إلى تعتيم إعلامي أثار الكثير من الجدل السياسي والثقافي والطائفي، على هامش الربيع العربي.
وافتتح المؤتمر ناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني مشيرا إلى أن المؤتمر “لا يندرج في السياق الفئوي، فهو كما واضح من عنوانه مؤتمر من أجل “نصرة البحرين”. وانتقد السبلاني ازدواجية المعايير في تغطية وسائل الإعلام العربية، ومنها على وجه الخصوص قناتا “الجزيرة” و”العربية”، في مقاربة الثورة البحرينية، وقال “إنه لمن المستغرب أن يتجاهل الخطاب الإعلامي في هاتين القناتين القضية الفلسطينية، ويركز بدلا من ذلك على تجذير العداء تجاه إيران الذي سيأتي بلا شك لصالح إسرائيل ويخدم دورها وأطماعها في منطقتنا العربية”.
من ناحيته، نوه الشيخ باقر بري إلى المظلومية التي تقع على الشعب البحريني، وقال “إن الحريات وحقوق الإنسان لا تتجزأ، وبالتالي لا يجوز أن تمنح لمجموعة من الناس وأن يتم سحبها من آخرين”. وأكد بري الذي رحب بالمؤتمر والمؤتمرين في المجمع الإسلامي أن الجالية العربية تقف إلى جانب البحرينيين في ثورتهم العادلة والسلمية.
وأشار الناشط أمين سويدان إلى تجاهل العرب للثورة البحرينية، وأدرج ذلك في سياق الاستفراد بالشيعة، مؤكدا أن شيعة البحرين هم عروبيون ووطنيون، وأنهم رفضوا أطماع شاه إيران ومخططه في ضم جزيرة البحرين إلى الدولة الإيرانية.
وانتقد سويدان قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا فيها، واعتبر أن ذلك يأتي ضمن مخطط يستهدف الخط الممانع والمقاوم، وقال: “إنه يتم الاستفراد بالبحرين كما يتم الاستفراد بسوريا وكل ذلك يجري بسيف أميركي وأوروبي وعبراني.. لأن سوريا تقول لا لإسرائيل”.
وتحدث جوشوا برايان من “هيومان رايتس واتش” عما شاهده وعاينه بنفسه من خلال زياراته المتكررة للبحرين لمراقبة الوضع الإنساني والحقوقي لمئات المتظاهرين البحرينيين الذين تعرضوا لصنوف القمع واستبداد النظام البحريني الذي قام بملاحقة النشطاء وسجنهم ومحاكمتهم في المحاكم العسكرية ومعاقبة المتضامنين معهم، إضافة إلى ممارسة القتل المتعمد لعشرات الناشطين، وذلك بهدف إطفاء الانتفاضة الشعبية.
وقال برايان “لقد اطلعت على 285 قضية معروضة أمام المحاكم العسكرية، 17 قضية منها فقط تم رفضها، فيما تمت إدانة الباقين لأسباب سياسية، أو بسبب تعبيرهم عن كراهيتهم للنظام، وهذه القضايا جميعها ليست سجلات جرمية بل سياسية بامتياز، وهي صورة واضحة عن تردي الأوضاع القانونية والإنسانية في البلاد”.
وأكد “أن بعض الأطباء تمت اعتقالهم والزج بهم في السجون لأنهم هتفوا بإقالة وزير الصحة على خلفية إطلاقه لتصريحات تتستر على أوضاع الجرحى والمصابين والقتلى جراء تعسف قوات الأمن والجيش”.
بدورها تحدثت رئيسة “الشؤون الخارجية في مركز البحرين لحقوق الإنسان” مريم الخواجا عن دور النساء البحرينيات في الثورة واستعرضت حجم العنف والانتهاكات الذي وقع عليهن حيث قامت قوى الأمن الجيش بضرب الأعراف والتقاليد بعرض الحائط، وقالت “لقد تعرضت النساء للأذى وبعضهن قتل.. ولكن ذلك من لم يقلل من إصرارهن، وقلن بصوت واضح وعال أنه إذا عاد الرجال إلى البيوت فإنهن سوف يكملن الثورة”.
واستعرض الدكتور قاسم عمران شريط فيديو يظهر مظاهرة سلمية قام بها الأطباء والممرضون البحرينيون في 17 شباط (فبراير) الماضي احتجاجا على ما لاقوه من قمع وترهيب وإهانة من قبل رجال الأمن بسبب معالجتهم للجرحى والمصابين.
وطالب الأطباء المشاركون في تلك المظاهرة وزير الصحة البحريني بالاستقالة بسبب تزييفه للحقائق وتغطيته لهجوم قوات الأمن على مستشفى السليمانية واحتلاله من قبلهم.
وتضمن الشريط صورا لمصابين وقتلى وأطباء يتعرضون للضرب والاعتقال، وقال عمران: “هذه مجرد أمثلة على ما جرى في تلك الفترة التي تم فيها اعتقال أكثر من 80 طبيبا وممرضة، حتى أن أحدهم حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات لأنه كتب في التقرير الطبي الخاص بأحد القتلى أنه توفي بسبب طلق ناري”.
وطالب رئيس منظمة “أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” البحريني الأميركي حسين عبدالله أبناء الجاليات العربية والإسلامية بتفعيل نشاطاتهم داخل الولايات المتحدة والطلب إلى أعضاء الكونغرس الأميركي بالضغط على الحكومة الأميركية لتغيير موقفها الداعم لنظام الملك حمد بن خليفة الحاكم في البحرين، وقال “نحن ليس لدينا القدرة ولا المال لتشكيل هذا الضغط داخل وزارة الخارجية الأميركية، ولكن يمكنكم مراسلة أعضاء الكونغرس، ونحن جاهزون لمساعدتكم في هذا المجال، ولدينا رسائل جاهزة ويمكنكم التوقيع عليها فقط”.
وأضاف “هنالك العديد من المنتخبين والسياسيين الأميركيين الغاضبين على الإدارة الأميركية بسبب تجاهلها للثورة البحرينية، والموالون للنظام الحاكم يتحركون في الدوائر الرسمية ويضخون الكثير من المال”.
وختم “نحن ليس عندنا أموال ولكن قضيتنا عادلة”.
جدير بالذكر أن عريف الاحتفال كان الدكتور أسامة العرادي، وهو طبيب بحريني مقيم في الولايات المتحدة، وكان من المنظمين للفعالية، وقد التقته “صدى الوطن” على هامش المؤتمر، وسألته عن أسباب عقد ذلك اللقاء، فأجاب “إن أي شخص لديه ذرة من إنسانية وعقلانية لا يمكن أن يبقى صامتا حيال ما يجري في البحرين”. وأضاف “إنني ألتقي يوميا الكثير من الناس ويخبرونني بأنهم لا يعرفون ما يجري في بلادي، وهذا طبيعي بسبب التعتيم الإعلامي على الثورة البحرينية ولذلك فإن أحد أهداف المؤتمر كان إعلام الناس بحقيقة الأوضاع المتدهورة إنسانيا وأمنيا، وحجم التجاوزات والجرائم الواقعة بحق البحرينيين”.
وشدد العرادي على أهمية مثل هذه الفعاليات لكي لا ينسى الناس آلام البحرانيين، وأشار إلى أنه شارك في مظاهرة أمام السفارة السعودية في العاصمة واشنطن، في شهر آذار (مارس) الماضي، ضمت ما بين 4-5 آلاف متظاهر، احتجاجا على الدور السعودي ومساندته للنظام الحاكم في قمع الثورة.
Leave a Reply