تقيم عشاءها السنوي الـ11 في ديربورن
بيروت – خاص “صدى الوطن”
على أعتاب الذكرى الخمسين لتأسيسها توجت “مؤسسات الإمام الصدر”، فعالياتها الاجتماعية والتثقيفية المتعددة، بإطلاق مؤسسة هي الأولى والوحيدة من نوعها في لبنان، تحمل إسم “مركز التدخل المبكر” (أسيل) تشرف عليها كريمة الإمام موسى الصدر السيدة مليحة الصدر شرف الدين.
ويركز “أسيل” اهتمامه على العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، معتمداً أساليب متطورة لتنمية طاقات الأطفال المعوقين قبل تفاقم حالاتهم وتطوير خبراتهم الحركية والتفكيرية والتواصلية والاجتماعية والعاطفية والحياتية، حيث أثبتت الدراسات المختصة أن نفقات تعليم الأطفال الذين يتلقون تدخلا مبكرا هي أقل بكثير من نفقات تعليم الأطفال الذين لم تتح لهم الفرصة لتلقي العلاج الذي يحتاجونه.
وهذه الخدمة الحيوية التي أخذتها “أسيل” على عاتقها، تعتبر حاجة ضرورية ملحة، كان يفترض أن تقدمها الدولة اللبنانية، ولكن “أسيل” فضلت عدم الانتظار، وأخذ زمام المبادرة للاستفادة من تقنيات التدخل المبكر مرتكزاً على “دمج كل من برنامج مؤسسة “أوكوود” الأميركية وخدمة “بورتج” البريطانية”.
ويستقبل مركز “أسيل” الأطفال المعوقين، والمعرضين للإعاقة، حتى عمر الثلاث سنوات، إضافة إلى الأجنة في بطون أمهاتهم الحوامل. ويعمل المركز على دعم ذوي المعوقين نفسيا وخدماتيا وعلميا وحقوقيا، بما يتضمن قيام موظفين متخصصين بزيارة أسبوعية إلى منازل العائلات التي يعاني أولادها من الإعاقات.
ويعتمد المركز على فريق متعدد الاختصاصات يتألف من مدير ومنسق، وعامل اجتماعي، وطبيب صحة نفسية، ومعالج فيزيائي، ومعالج نطق ولغة، ومعالج حسي حركي، واختصاصي في التربية، واختصاصي في علم النفس التربوي، وزائر منزلي، ومختص في العناية، وممرض، ومختص لغوي، وحاضنة للأطفال.
وشددت مديرة المركز والمرشدة النفسية السيدة مليحة الصدر شرف الدين في حديث مع “صدى الوطن” على أن المركز “يرحب بالجميع ومن كل الخلفيات والانتماءات لأن مهمته مساعدة الأطفال على تطوير قدراتهم المعرفية والثقافية”. وأضافت “لن نتوانى عن مساعدة أي طفل، وإذا كانت العائلات غير قادرة على سد نفقات العلاج، سوف يقوم المختص الاجتماعي بدراسة الحالات التي تقصدنا وتقديم المساعدة لهم بأية حال”. وأشارت إلى “إن نفقات هذا النوع من العلاج في العيادات المختصة هي نفقات مكلفة جدا، ونحن نعمل على إيجاد الوسائل المناسبة لتمويل هذا البرنامج الذي تموله حاليا، “مؤسسات الإمام الصدر” ولكننا نضع خطة لطلب الدعم من وزارة الصحة اللبنانية، كما أن المركز يعمل على افتتاح صفوف حضانة، يعمل فيها آباء المرضى، لسد جزء من النفقات”.
في الأثناء، تستعد “مؤسسات الإمام الصدر في أميركا” لإقامة حفلها الخيري السنوي الـ11 في “المركز الإسلامي الأميركي” في مدينة ديربورن، مساء السبت 10 آذار (مارس) الجاري، بحضور رئيسة مؤسسات الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين ونجلها السيد رائد شرف الدين.
جدير بالذكر أن “مؤسسات الإمام الصدر” قد أسست في العام 1963. وتستذكر السيدة رباب في حديث مع “صدى الوطن” تلك البدايات بالقول: “حينها أراد السيد موسى للمؤسسة أن يكون دورها تعليميا، وخاصة في مجال تعليم النساء وتأهليهن ليكن عنصرا فاعلا في المجتمع”.
أضافت: “لقد كنا وقتها عشر فتيات وكان لي الشرف أن أكون مسؤولة عليهن، وقد قامت المؤسسة بتعليم الفتيات الخياطة، لتتطور المؤسسات بعدها وتتعدد مهامها وتشمل صفوف الحضانة والصفوف الابتدائية ومدارس للممرضات ومدارس مهنية وغيرها”.
ونوهت السيدة رباب إلى أن “مؤسسات الإمام الصدر” تغلبت على جميع المشاكل التي واجهتها وخاصة تلك التي أفرزت فترة الحرب الأهلية في لبنان و”ظلت تعمل على نهج الإمام بدون أية حسابات أو اعتبارات طائفية، فلقد كان دوما في معاهدنا طلاب مسيحيون، حتى في أيام الحرب”.
وأكدت “إن طبيعة عملنا تركز بشكل أساسي على أبعاد إنسانية بحتة، مع احترامنا لجميع الأديان، فكل دين له ثقافته الخاصة التي تثري الثقافة الوطنية العامة والعيش المشترك”.
ولفتت إلى “إننا في مؤسسات الصدر نتطلع دوما لإيجاد أفضل الوسائل لتطوير عملنا، وخاصة فيما يتصل بمجال رعاية الأطفال واليتامى وحاجاتهم الشعورية والعاطفية وتعويضهم عن الحرمان الذي قد يلحق بالبعض منهم، تمثلا بالحديث النبوي الشريف: أنا وكافل اليتيم في الجنة”.
Leave a Reply