الكشميري: رعاية الأيتام ليست مسألة عاطفية بل واجب ومسؤولية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت مؤسسة “أيتامي” التي تشرف عليها مؤسسة “إمام” للمرجعية في أميركا الشمالية، الأحد الماضي حفلها السنوي الأول في قاعة “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في ديربورن وسط حضور حوالي ٦٠٠ شخص.
واستهلت المهندسة فاتن فواز الحفل بكلمة عرفت فيها بالمؤسسة وكيفية عملها، وعن سفرها مع وفد من المؤسسة للاستطلاع على احوال الايتام وبعض المؤسسات في لبنان والعراق وعرضت تقريرها مصورا في هذا الخصوص.
ثم ألقى المحاسب القانوني الحاج أحمد الزروة (بارامونت للمحاسبة)، المشرف على الاداء المالي للمؤسسة، كلمة قدم فيها تقريراً عن سير العمليات المالية وكيفية تحويلها الى الخارج بعد التأكد من سلامة وقانونية المؤسسات التي يتم التعامل معها.
ومن جهته تحدث السيد مهدي الأمين، مفتي قضاء بنت جبيل، حول الأيتام في لبنان وضرورة مساعدة أولئك الذين لا زالوا ينتظرون من يهتم بهم ويرعاهم في مناطق متعددة ونائية من القرى والأرياف.
ومن ناحيته قدم السيد رشيد صابري القادم من نيويورك، وهو أحد علماء الدين الافغانيين المهتمين بأمور الأيتام والاغاثة، تقريراً عن أوضاع أفغانستان المأساوية وما خلفته الحروب والارهاب والاقتتال الداخلي. وأشار الى وجود أكثر من مليون يتيماً في أفغانستان بحاجة الى تكفل ورعاية.
وخصصت الكلمة الرئيسية في الحفل لممثل المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني في أميركا والمدير العام لمؤسسة “إمام”، السيد محمد باقر الكشميري. وأشار في كلمته الى ضرورة الاهتمام بالأيتام “من جانب المسؤولية أكثر من الجانب العاطفي”. وقال “هناك دراسات تشير الى أن نسبة كبيرة من الأنبياء ومشاهير العالم والمخترعين كانوا أيتاماً ممن لقيوا رعاية واهتماماً، وإلا فباب التحول الى الفساد والعصابات والبغاء وخلق جيل ناشر للرذيلة مفتوح على مصراعيه”
وأكد السيد الكشميري “أن اليتيم يحتاج الى أمن جسدي يقيه من الامراض والضعف وأمن اجتماعي يقيه من الاستغلال والتحقير والعبودية وأمن نفسي يملأ قلبه حناناً وانتماءً”، وأكد ما ورد على لسان أئمة أهل البيت وصفهم أتباعهم بــ”أيتام آل محمد” قائلاً ”هم أيضا بحاجة الى أمن جسدي وأمن اجتماعي وأمن نفسي”. وأضاف “إن أيتام آل محمد في مناطق من العالم لا تقتصر توقعاتهم على الدولار والسنت الذي نقدمه وهو أمر ضروري ويشكر ويثاب عليه، بل يحتاجون الى أكثر من ذلك. فهم بحاجة الى أمن جسدي وأمن اجتماعي وامن نفسي ايضا. فهناك من يعيش مجتمعا بوليسيا وهناك من يعيش التجويع والاستغلال وهناك من يعيش القمع والعنف على مشهد ومرأى من المجتمع الدولي ولا من حام ولا من نصير”!.
وقال الكشميري “إن وضعنا في الولايات المتحدة واستقرارنا النفسي والاجتماعي والأمني فيها يوجّب علينا تقديم المزيد لتعزيز أدوارنا الاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية”.
وأضاف “علينا أن نهجر “منطق الاقلية” من قاموس مفاهيمنا ونستعيض عنه بـ”منطق المواطنة”. فمفهوم الاقلية مفهوم سلبي يؤدي الى الاقصاء والانزوائية والضعف، بينما مفهوم المواطنة يمنح ويشجع على ممارسة الحقوق الى جانب الواجبات فيفتح مجال العيش المشترك وباب التدرج والتألق على المستوى الوطني العام. ومن ورائه يمكن تحقيق المزيد مما يتمناه مجتمعنا”.
والجدير بالذكر أن مؤسسة “أيتامي” هي مؤسسة خيرية مرخصة قانونياً في الولايات المتحدة تسعى لمساعدة ومساندة مؤسسات الأيتام في كل من لبنان والعراق وأفغانستان حالياً. وهي تحظى برعاية وإشراف واهتمام من مؤسسة الإمام المهدي للمرجعية في أميركا الشمالية (إمام).
وللمؤسسة مكتب قيد الإنشاء في مبنى “أوتريوم” الواقع على 835 مايسون في غرب ديربورن الذي انتقلت اليه مؤخراً مؤسسة “إمام”.
Leave a Reply