ديترويت
كشف رئيس بلدية ديترويت، مايك داغن، عن عزمه إنفاق مئات ملايين الدولارات الفدرالية المخصصة للمدينة، على معالجة معضلة الفقر المزمن لدى السكان، معتبراً أن المساعدات الحكومية المنتظرة ستشكل فرصة لإصلاح الكثير من المشاكل والأخطاء التي أثرت سلباً على ديترويت.
وبدأت الحكومة الأميركية خلال الشهر الجاري بصرف أكثر من 350 مليار دولار مخصصة لدعم حكومات الولايات والبلديات والمقاطعات، بموجب حزمة التحفيز الفدرالية التي أقرّها الكونغرس ووقّعها الرئيس جو بايدن في آذار (مارس) الماضي لمواجهة تبعات أزمة وباء كورونا. وتبلغ حصة حكومة ميشيغن من الحزمة حوالي 6.54 مليار دولار، في حين تبلغ مخصصات بلدية ديترويت 826 مليوناً.
وستحصل ديترويت على 413 مليون دولار بحلول حزيران (يونيو) المقبل، على أن تحصل على بقية المبلغ في الربيع القادم. وفي حال لم تتمكن البلدية من صرف كامل المبلغ بحلول العام 2024، فسيترتب عليها إعادة بقيته إلى الحكومة الفدرالية.
واقترح داغن الساعي للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية في انتخابات الخريف المقبل، إنفاق الدفعة الأولى من المساعدات الفدرالية على مكافحة الفقر وتوفير التدريب المهني وتحسين الأحوال المعيشية في الأحياء السكنية المهملة منذ عقود، عبر الاستثمار في تأهيل المنازل والمنتزهات والحدائق العامة والمرافق الترفيهية والثقافية التابعة للبلدية، إضافة إلى تعزيز الأمن وتسهيل الوصول إلى الإنترنت وتخصيص المزيد من المنح المالية للأعمال التجارية في المدينة.
وتضمنت مقترحات داغن إنفاق 50 مليوناً على شراء 100 سيارة جديدة للشرطة و17 مليوناً على تطوير نظام استشعار حوادث إطلاق النار، فضلاً عن إنفاق خمسة ملايين دولار على تنظيف الأزقة وتجديد لافتات الأحياء.
كذلك اقترح داغن تخصيص 30 مليون دولار لتنظيف حوالي 80 ألف عقار مهجور في ديترويت، من خلال توظيف سكان المدينة للقيام بالمهمة.
وجاءت تصريحات داغن خلال ندوة عقدها عبر الإنترنت مساء الثلاثاء الماضي، تخللتها محادثات هاتفية مع حوالي مئة شخص من سكان المدينة قدموا اقتراحاتهم الخاصة حول أفضل السبل لإنفاق الأموال الفدرالية القادمة إلى مدينتهم.
وستعقد بلدية ديترويت ندوات عامة على مدى ثلاثة أسابيع قادمة، للاستماع إلى المزيد من آراء السكان حول المسألة. ويتعين على المجلس البلدي الموافقة على خطة الإنفاق التكميلية في موعد أقصاه 30 يونيو القادم.
وتأتي هذه الأموال الفدرالية لمساعدة الحكومات المحلية على تعويض خسائر الإيرادات الناجمة عن أزمة وباء كورونا. وتقدر خسائر بلدية ديترويت على مدى 16 شهراً من الوباء بحوالي 410 ملايين دولار، وفقاً لمسؤولي المدينة.
وتمنع حزمة الإنعاش الفدرالية إنفاق المساعدات على تمويل الصناديق التقاعدية، وتحدد سبل صرفها في مجالات محددة، مثل الصحة والبنية التحتية وإسكان محدودي الدخل ودعم الأعمال التجارية والمؤسسات غير الربحية، إضافة إلى تحسين الخدمات العامة التي تأثرت بأزمة «كوفيد–19».
Leave a Reply