لانسنغ – محمد الرموني
طغت الخلافات حول مسألة رفع ضريبة البنزين لتمويل إصلاح طرق ميشيغن، على أعمال الجلسة الختامية في كونغرس الولاية التي استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس ١٢ حزيران (يونيو) الماضي، وسط تبادل الإتهامات بين الحزبين بشأن المسؤولية عن الفشل في التوصل الى حل لهذه القضية الملحة بالنسبة لأغلبية سكان ميشيغن لاسيما بعد الشتاء القاسي الذي زاد طين شوارع الولاية بلّة… وحفر وتصدعات…
وبـانتظار عـودة المجلس التشريعي الى الإنعقاد، فإن موضوع إصلاح الطرق سيبقى سيد المواضيع في لانسنغ، خاصة مع اقتراب موعد الإنتخابات العامة المقررة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وازدياد حال طرق الولاية سوءاً بسبب غياب التمويل
إضافة الى الخلافات الحزبية، يرى المراقبون أن السبب وراء فشل الكونغرس بإيجاد حل للمشكلة «رقم ١» هو أن العديد من مشرعي الحزب الجمهوري الذي يسيطر على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب يواجهون منافسة حادة في الإنتخابات التهميدية من قبل مرشحي تيار «الشاي» المحافظ الرافض لزيادة الضرائب، ما يعني أن التصويت لصالح مقترح زعيم الأغلبية السناتور الجمهوري راندي ريتشاردفيل، القاضي بمضاعفة ضريبة البنزين، كان أشبه بـ«إعدام سياسي» لأكثر من سناتور جمهوري.
إلا أن النواب والشيوخ الذين توجهوا الأسبوع الماضي الى دوائرهم الإنتخابية لقضاء عطلتهم الصيفية والاستعداد للإنتخابات الحزبية المقررة في الخامس من آب (أغسطس) القادم، بإمكانهم التباهي أمام ناخبيهم بمجموعة من القوانين التي أقرها المجلسان في دورته التشريعية الماضية.
ولكن قبل الخوض بمنجزات المجلس تبقى الإشارة الى أن مقترح ريتشاردفيل حظي بدعم الحاكم ريك سنايدر وبزخم كبير داخل مجلس الشيوخ، وهو مرجح للعودة الى الأضواء مجدداً مع عودة المجلس التشريعي الى الإنعقاد حيث أن الولاية بحاجة الى مبالغ كبيرة تتراوح بين ١.٢ و٢ مليار دولار سنوياً لإصلاح شبكات الطرق والجسور المتهالكة في أنحاء الولاية، وهذه المبالغ لا يمكن توفيرها إلا من خلال ضرائب إضافية، بحسب المراقبين.
ومن بين تسعة مشرعين جمهوريين وثمانية ديمقراطيين يؤيدون مقترح ريتشاردفيل، اثنان من الجمهوريين فقط يخوضان انتخابات تمهيدية، إضافة الى سناتور جمهوري آخر مرشح في دائرة تميل الى الديمقراطيين. وقال السناتور ريتشاردفيل (عن مونرو) «لم أرغب بالذهاب الى المنزل دون فعل شيء للطرق، أعتقد ان الناخبين في الجولة التمهيدية يريدون إنجاز شيء في هذا الشأن».
الديمقراطيون اتهموا سنايدر بالفشل في القيادة وأنحوا باللائمة على الجمهوريين جراء التنازع فيما بينهم، في المقابل اتهم بعض الجمهوريين المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية مارك شاور بانه ومسؤولي النقابات مارسوا الضغوط على المشرعين الديمقراطيين من اجل تفويت الفرصة على سنايدر لتحقيق الإنتصار، ليتمكنوا من جعل مسألة الطرق قضية انتخابية في الخريف المقبل. وقال زاك بوهل وهو المتحدث الرسمي باسم شاور «السبب الرئيسي في فشل سنايدر، اصراره على رفع الضرائب على المتقاعدين والطبقة الوسطى».
مشاريع أقرت
تمكن سنايدر والجمهوريون من إقرار سلسلة قوانين هامة خلال الدورة التشريعية الماضية وفي مقدمتها الميزانية العامة للولاية والتي من ضمنها أكبر ميزانية تعليم في تاريخ ميشيغن، بحسب وصف الحاكم الذي حرص على زيادة الإنفاق على المدارس (من الحضانة الى الثانوية) والجامعات والحكومات المحلية الى جانب توفير صفوف الحضانة للأطفال المحتاجين في سن الرابعة.
وقال سنايدر إن ميزانية التعليم في ميشيغن اليوم تفوق ما كانت عليه عند توليه لمنصبه بداية عام ٢٠١١، بمليار دولار، معتبراً ذلك إنجازاً كبيراً وصفعة لجهود حملة منافسه شاور والتي رفعت شعار التعليم عنواناً للمعركة الإنتخابية.
وأقر كونغرس الولاية أيضاً زيادة الحد الأدنى للأجور في الولاية ليصل الى ٩,٢٥ دولاراً للساعة بحلول مطلع العام ٢٠١٨، كما صوت الكونغرس لصالح تخصيص مبلغ ١٩٥ مليون دولار لمساعدة مدينة ديترويت للخروج من الإفلاس وحماية كنوز «معهد ديترويت للفنون» (دي آي أي) من البيع في المزاد، وقد وقع سنايدر القانون الأسبوع الماضي.
وكان المشرعون قبيل بدء عطلتهم الصيفية رفعوا الى سنايدر باقة من مشاريع القوانين لتوقيعها من بينها تدابير لإلغاء غرامات إضافية تفرض على أنواع معينة من المخالفات المرورية، إضافة الى مشاريع قوانين لترجمة قرار محكمة ميشيغن العليا القاضي بإعفاء سجلات السلاح من قانون حرية المعلومات (فويا) في خطوة تهدف الى الحفاظ على خصوصية حاملي الأسلحة المرخصة ما يعد انتصاراً للمدافعين عن حق حمل السلاح المكفول بالتعديل الثاني من الدستور الأميركي.
كما صوت المشرعون هذا الربيع على مشروع قانون يسمح للأفراد بالحصول على جلسات العلاج الفيزيائي دون الحاجة الى وصفة طبيب وذلك لعدد محدود من الزيارات.
وأقر المشرعون أيضاً مساعدة المنتسبين للحرس الوطني في ميشيغن بمنح دراسية، الى جانب تشديد مراقبة عمل 470 «صيدلية تركيب» مرخصة في الولاية، وذلك على ضوء تفشي مرض التهاب السحايا القاتل عام 2012 نتيجة استخدام منشطات ملوثة. كما رُفع الى مكتب الحاكم مشروعٌ لحظر بيع السجائر الإلكترونية للقاصرين، لكن سنايدر لوح باستخدام الفيتو ضده.
Leave a Reply