يأمل ابناء الجالية اليمنية في ولاية ميشيغن ان تنتهي المسرحية التي بدأت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي 2009 وتحديداً في احدى صالات فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن حيث سلم سيف العماري وكيل وزارة المغتربين لبعض المغتربين اليمنية أوراقاً تحمل قوانين صادرة عن مجلس الوزراء اليمني خاصة بالمغتربين توضح بعض الاجراءات والعلاقات التي تريد ان تنفذها الحكومة اليمنية مع الجاليات في مختلف دول العالم.
ومن ذالك الحين وإلى يومنا هذا لم نرَ أو نسمع أي اهتمام يمني رسمي لتفعيل تلك المبادرة التي تقدم بها مجلس الوزارء وحتى تلك الجهات المختصة بشؤون المغتربين مثل وزارتي المغتربين والخارجية وحتى السفارات والقنصليات لم تحرك ساكناً ولم تباشر في تنفيذ القرارات والتوصيات رغم ان مؤتمر المغتربين الثالث الذي عقد في صنعاء في كانون الأول (ديسمبر) 2009، أوصى برعاية المغتربين وتنفيذ كل ما جاء في برنامج رئيس الجمهورية وقرارات مجلس الوزراء ويومها اكد وزير المغتربين ان مؤتمر المغتربين الثالث يهدف إلى إيجاد آلية لتبني مصالح المغتربين وقضاياهم في الداخل والخارج.
اليوم يتساءل الكثيرون من أبناء الجالية اليمنية في ولاية ميشيغن لماذا نُشرت صحيفة “صدى الوطن” طوال الفترة الماضية من نهاية العام الماضي وحتى بداية الشهر الجاري نيسان (أبريل) أخبار ومقالات وردود عديدة ومتنوعة ومتناقضة ومتضادة الى حد انها كشفت عن خلافات لا نعرف نوعها بالضبط، هل هي خلافات شخصية أم حزبية أم مناطقية أم هي نوع من الصراع على المناصب والوظائف. وهنا لا بد ان المغتربين يدركون ان تلك الخلافات حصلت بين اصحابها وليس بين ابناء الجالية وهذا ما أكدته بعض المقالات والردود التي استخدم فيها البعض كلمات وعبارات وأمثلة شعبية كشفت عن عدم معرفة أصحابها بطبيعة العمل الذي يدعي الجميع النضال من أجله، وليس من المنطق أن يركز أخوك او زميلك على صورة نشرت او على جلسة عقدت هنا او هناك، ولم يكن البعض موفقا في نشر بعض الكلمات الجارحة او غيرها من الكلمات التي عمقت الخلافات أو غيرها من العبارات التي حاول البعض ان يقلل من الاخرين من ابناء جاليته ووطنه.
من الافضل للجالية ان يعيش ابناؤها، اخوانا وزملاء ومتعاونين على الخير والسلام والتفاهم والمصلحة العامة للجميع، لماذا الخلاف وعلى ماذا، والجميع متأكد ان العمل طوعي وإنساني بل ومجاني؟ لماذا يجرح بعضنا البعض والجميع في غنى عن الخلافات والمكائد؟
اخواني المغتربين، الوطن الأم يواجه الإرهاب ودعوات الانفصال والتمزق والفقر والفساد والظروف الحرجة، واليمن الذي ننتمي اليه جميعاً لا يتحمل المزيد من الخلافات والتصادمات، ولماذا لا تكون جالية اليمن في ولاية ميشيغن نموذجاً للعمل الوطني الموحد، فيعمل الجميع بعيداً عن المناطقية والحزبية والاسرية والافكار الضيقة التي لا مكان لها في عالم اليوم.
إخواني المغتربين انها فرصة الجالية لتوجيه رسالة وطنية وإنسانية الى الوطن الام وعلى ابناء وقيادات الجالية ان يصنعوا لانفسهم تاريخا مشرفا ووطنيا ويضعوا المؤتمر الشعبي العام والاصلاح والناصري والاشتراكي والقرية والعزلة والمنطقة والقبيلة جانباً، وينطلق الجميع من منطلق “أنا يمني” “أنا عربي” “أنا مسلم”، لا خلافات مذهبية ولا مناطقية ولا صراع ديانات ولا أعراقا، وتكون رسالة المغتربين للوطن اننا يمانيون وليس فينا مؤتمريين واصلاحيين ولا بيننا صنعانيين وعدنيين.
نعود ونقول ماذا تريد لجان التحضير من الجالية والوطن؟
يرى ابناء الجالية ان وجود لجنتين مختلفتين الاولى في ديربورن والاخرى في ديترويت، تعملان لأجل هدف واحد “خدمة الجالية” أمر لا يقبله جاهل ولا يسكت عليه عاقل. نتمنى ان يعلن اخواننا ابناء الجالية الذين تأثروا بقرارات مجلس الوزارء اليمني وزيارة وفد وزارة المغتربين وسارعوا الى تبني تأسيس كيان موحد يجمع الجالية ويعمل على تحقيق مصالحها ان يعلنوا عن لجنة تحضيرية واحدة في اقرب وقت تعمل من اجل انتخاب إدارة “للهيئة العليا اليمنية الاميركية”.
وعليهم اعضاء اللجنة التحضيرية ان يتموا عملهم ويسارعوا الى تحديد موعد انتخاب قيادة للهيئة المذكورة وهذه الهيئة للعلم لن تلغي أي منظمة أو تمنع من تأسيس منظمة اخرى للجالية، فالجميع معنيون بتقديم العون والمساعدة. ومن لديه القدرة على تقديم خدمات للمجتمع وعمل لمنفعة الناس جزاه الله خيرا. والعمل في الاول والاخير خدمة الجالية ولهذا لا داعي لانتظار تحرك الداخل اليمني أو الاعتماد على وعود وتوصيات مجلس الوزراء والمؤتمر الثالث للمغتربين.
بالتوحد والعمل الجماعي سينتصر الجميع وتتحقق مصالح الكل، وليس شرطا ان يلغي بعضنا الاخر وليس شرط ان يأتوا جميع رؤساء منظمات الجالية وكل فعاليات وابناء الجالية ليعلنوا انضمامهم في المنظمة الجديدة “الهيئة”، وليس من القيم الإنسانية ان يقف ابن الجالية ضد اخوانه المغتربين في الهيئة العليا او غيرها.
Leave a Reply