واشنطن – سعيد عريقات
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين 13 آب (أغسطس) 2018 ميزانية الدفاع الأميركية الجديدة (لعام 2019) التي تبلغ 716 مليار دولار وتعتبر الأكبر في التاريخ الأميركي، حيث تجاوزت ميزانية عام 2018 (690 مليار دولار) بأكثر من 26 مليار دولار، وزادت عن ميزانية عام 2017 (590 مليار دولار)، وهي آخر ميزانية وقعها الرئيس السابق باراك أوباما، بأكثر من 127 مليار دولار.
وتضمنت ميزانية الدفاع الجديدة 550 مليون دولار منحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي «لتحسين القدرات الصاروخية الإسرائيلية في مواجهة «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية الإرهابية»، وفق اللغة التي أضيفت في اللحظة الأخيرة للغة القانون بتأثير من اللوبي الإسرائيلي (آيباك) وأنصار إسرائيل المتفانين في مجلس الشيوخ، حيث لم تحظ الإضافة لإسرائيل بأي اعتراض يذكر.
وصوت لصالح الميزانية 87 عضواً من مجلس الشيوخ، من أصل 100 سناتور في المجلس، مما يدل على أثر وسيطرة ما يسمى بـ«المجمع الصناعي العسكري».
دعم إسرائيل
وكانت وزارة الدفاع الأميركية في نهاية عهد الرئيس السابق باراك أوباما قد وافقت على منح إسرائيل قرابة 40 مليار من الدعم العسكري في شهر أيلول (سبتمبر) 2016، رغم توتر علاقة أوباما مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وقبيل الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات.
يشار إلى أن طائرات «F–35» تعتبر جزءاً من تلك الصفقة (عام 2016) حيث استلمت إسرائيل حتى هذه اللحظة 12 طائرة من أصل 50 مقاتلة هذا العام، وأصبحت الدولة الوحيدة التي استخدمت هذه المقاتلة الشبح التي لا يستطيع الرادار كشفها حين قصفت مواقع مدنية في قطاع غزة المحاصر في شهر أيار (مايو) الماضي، كما قصفت بها الأسبوع الماضي ما أطلقت عليه «مرابض الطائرات الورقية القاتلة» في القطاع.
وتبلغ كلفة طائرة «أف–35» الواحدة (كما سلمت لإسرائيل) 140 مليون دولار قبل التسلح.
وتبجح الجنرال الإسرائيلي أميكام نوركين في شهر أيار الماضي متحدثاً لرؤساء 20 من قادة أسلحة الجو للدول الحليفة للولايات المتحدة في مؤتمر في إسرائيل باستخدام الـ«أف–35» لأول مرة مدعياً «إننا نقوم بالإقلاع في طائرة «أف–35» في جميع أنحاء الشرق الأوسط، واستخدمناها مرتين على جبهتين مختلفتين».
وتفيد معظم التقارير المتعلقة بأن الولايات المتحدة التي تخوض حروب في سبع دول على الأقل في الوقت الراهن، لم تستخدم المقاتلة «أف–35» بعد في أي من هجماتها.
إعادة بناء القوات المسلحة
وتضمنت الميزانية الجديدة لوزارة الدفاع الأميركية زيادات كبيرة في أعداد القوات في مختلف الصفوف، فضلاً عن إضافة أعداد جديدة من الطائرات والدبابات والسفن تقدر بالمئات.
ولفتت صحيفة «واشنطن تايمز» الأربعاء الماضي إلى أنه في أعقاب سنوات عديدة من تخفيض ميزانيات الدفاع الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بدأ الرئيس ترامب توقيعه على الميزانية الجديدة المرتفعة بالقول «نحن نعيد بناء جيشنا كما لم يحدث من قبل، فهو يحارب من أجلنا، وعلينا أيضاً أن نحارب من أجله»، على حد تعبيره.
من جانبه، قال البيت الأبيض في بيان له إن الميزانية الجديدة «ستزيد من حجم القوات الأميركية بإضافة 15600 جندي للجيش وللبحرية وللقوات الجوية ولسلاح مشاة البحرية، حيث سيرفع المجندون الجدد إجمالي قوام الجيش الأميركي إلى 487,500 جندي، والبحرية إلى 335,400 بحار، و186,100 في سلاح مشاة البحرية (المارينز)، و329,100 في سلاح الجو».
وقالت الصحيفة اليمينية «إن هذه الزيادة الضخمة في أعداد القوات والمعدات الأميركية تثير الكثير من التساؤلات بشان السياسة العدوانية الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب في كثير من بلدان العالم، وان مغزى هذا الإنفاق الذي لا يعكس إلا المزيد من الحروب والعدوان ضد العديد من دول العالم».
Leave a Reply