واشنطن – في الوقت الذي تتواصل فيه استعدادات الديموقراطيين لعقد مؤتمرهم العام بدءا من 25 الشهر الحالي، حيث سينال اوباما رسميا تسمية الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أظهر استطلاع للرأي للمرة الاولى، ان المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين، يتقدم على منافسه الديموقراطي باراك اوباما، وانه يتمتع بتأييد اكبر في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، التي تشكل حاليا حجر الزاوية في المعركة الانتخابية.
وحصل ماكين في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «زغبي» بالتعاون مع وكالة «رويترز»، على 46 في المئة من اصوات المستطلعين، في مقابل 41 في المئة لصالح اوباما، ما يشكل تحولا جذريا في السباق نحو البيت الابيض، الذي ظل يتقدمه اوباما منذ انسحاب منافسته هيلاري كلينتون من المعركة.
وفي ما يتعلق بالاقتصاد، الموضوع الابرز حاليا لدى الناخبين، أيد 49 في المئة من المستطلعين خطط ماكين، في مقابل 40 في المئة أيدوا خطط اوباما، علما ان استطلاع الشهر الماضي أظهر ان المرشح الديموقراطي يتقدم بفارق 4 نقاط على منافسه في الموضوع الاقتصادي.
وقال رئيس مؤسسة «زغبي» للاستطلاعات جون زغبي، ان الاستطلاع الذي اجري في الفترة بين الخميس والسبت الماضيين، حين كان اوباما في اجازة وماكين يلاحق اخبار الحرب بين جورجيا وروسيا، يثبت «بلا شك ان حملة تشويه صورة اوباما بدأت تعطي مفعولها.. انه تراجع مهم بالنسبة لاوباما».
واعتبر زغبي ان اسباب تراجع اوباما تعود ايضا الى انخفاض التأييد له بين الديموقراطيين تحديدا. وقد ذكر الاستطلاع ان اوباما يتمتع حاليا بدعم 74 في المئة من الناخبين الديموقراطيين، متراجعا 9 نقاط عن الشهر الماضي، بينما يحظى ماكين بتأييد 81 في المئة من الناخبين الجمهوريين.
لكن هذا لم يمنع اوباما من التحدث امام متبرعين لحملته الانتخابية، عن ثقــته بالفوز في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثــاني، في وقت يستعد للاعــلان عن اسم المرشح لمنصــب نائب الرئيس.
وقال السيــناتور الاسود خلال لقاء لجمع اموال في كاليفورنــيا «ســأفوز، لا تقلقوا حيال ذلك».
وقد دخلت الحملة الرئاسية الانتخابية وتيرة جديدة مع اقتراب مؤتمري الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ويبدأ مؤتمر الحزب الديموقراطي في 52 الجارس ويستعد اوباما للاعلان هذا الاسبوع عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس.
في هــذا الوقــت، قال عدد من المسؤولين في الحزب الديموقراطي في عدد من الولايــات الرئيسية ان على أوبامــا بــذل المزيد من الجهود «للتــمكّن» من القضايا الرئيسية وطرحها أمام الناخبين. وذكــرت صحيفة «نيويــورك تايمز» انه مع اقتــراب المؤتمــر الوطني للحزب، يحث مسؤولون ديموقراطيــون كبار أوبامــا علـــى الــتوقــف عـن استــعمال «الأمــل» عصــباً أساسـياً للحملة وطرح القضايا الاقتصادية الكبرى.
المؤتمر الديمقراطي
من جهة اخرى، ذكر منظمو مؤتمر الحزب الديمقراطي العام الذي سيعقد في دنفر يوم الإثنين القادم، ان كلا من الرئيس السابق جيمي كارتر والسيناتور جون كيري وعمدة شيكاغو ريتشارد دالي ونائب الرئيس السابق آل غور سيتحدثون في المؤتمر.
وفي اليوم الأول، ستتحدث عائلة أوباما وبعض الحلفاء السياسيين من مسقط رأسه شيكاغو بمن فيهم القس جيسي جاكسون وكارتر. وفيما ستلقي السيناتور هيلاري كلينتون كلمتها يوم الخميس، سيكون المرشح لمنصب نائب الرئيس هو سيد المنصة يوم الأربعاء، وفي الليلة ذاتها ستكون هناك كلمات للرئيس السابق بيل كلينتون وحاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون ودالي وكيري.
نائب أوباما
ويتوقع المقربون من المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما أن يعلن الأخير قريبا، اختياره السناتور جوزيف بايدن، لمنصب نائب الرئيس، في حملته الانتخابية في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين.
ومن المتوقع أن يعلن أوباما قراره هذا هذا السبت وذلك قبل يومين من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
ويقول المقربون من أوباما الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة إن بايدن من أقوى المرشحين لهذا المنصب، لأنه بإمكانه أن يغطي أبرز نقاط ضعف أوباما الانتخابية التي يستغلها دوما منافسه ماكين، وهي قلة خبرته في السياسة الخارجية.
يشار إلى أن بايدن (65) عاما السناتور عن ديلاور يعمل في حقل السياسة الخارجية منذ نحو 33 عاما.
يذكر أن أوباما كان قد شكل في السابق لجنة لمساعدته على اختيار النائب وتكونت من كارولين ابنة الرئيس الراحل جون كنيدي وإريك هولدر نائب وزير العدل الأسبق وجيم جونسون.
ومن الأسماء التي تم تداولها بالإضافة إلى بايدن السناتور عن ولاية إنديانا إيفان بايه، وحاكم ولاية فرجينيا تيم كاين والسناتور كريس دود والسناتور الجمهوري عن نيبراسكا تشاك هاغل وحاكمة ولاية كنساس كاثلين سيبيليوس.
وكثيرا ما عمد ماكين (72 عاما)، الذي له تاريخ عسكري حافل، إلى الطعن في خبرة أوباما (47 عاما) في الشؤون الخارجية والأمنية، وهاجم إعلان أوباما تأييده لسحب القوات الأميركية من العراق، معتبرا أن ذلك يعكس قلة خبرة المرشح الديمقراطي بتقدير المصالح الأميركية.
Leave a Reply