في ١٦ آذار (مارس) الجاري، تخرج مدير العمليات في شرطة مقاطعة وين، مايك (ماهر) جعفر، من الأكاديمية الوطنية لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ليصبح أول عربي أميركي من ميشيغن يحقق هذا الإنجاز الرفيع.
ويعتبر التخرج من الأكاديمية المرموقة، دليلاً على التفوق في القيادة الأمنية، بخلاف من يتم توظيفهم في «أف بي آي» بعد خضوعهم لدورة تدريبية مقتضبة.
وتشير الأكاديمية إلى أن الذين يحظون بفرصة التخرج منها هم فقط من ضمن أفضل واحد بالمئة من قياديي الشرطة حول العالم.
وتوفر أكاديمية «أف بي آي» الوطنية برنامجاً مهنياً لقياديي سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة والعالم، الذين يرشحهم رؤساء وكالاتهم نتيجة امتلاكهم لصفات قيادية مثبتة.
ويمتد البرنامج لعشرة أسابيع، ويشمل دورات في: اللياقة البدنية، الذكاء النظري، الإرهاب والعقليات الإرهابية، علوم الإدارة، القيادة في مجال إنفاذ القانون، العلوم السلوكية، الاتصالات الأمنية، وعلم الطب الجنائي.
وتهدف الأكاديمية إلى تحصين العدالة في دوائر الشرطة والوكالات الأمنية، ورفع معايير إنفاذ القانون والمعرفة والتعاون العالمي.
تدريب استثنائي
وتعليقاً على تخرجه، قال جعفر لـ«صدى الوطن» «كان أفضل تدريب على إنفاذ القانون أقوم به في حياتي» مؤكداً اعتزازه «إلى الأبد بهذه الفرصة التي «لا تقدر بثمن».
وأضاف «الرفقاء والشبكة والأشخاص المعنيون .. أصبحوا بمثابة عائلتي»، لافتاً إلى أنه قابل أناساً من جميع أنحاء العالم.
وأكد جعفر أن المنهاج الأكاديمي واختبارات اللياقة «ليس لها مثيل»، كاشفاً أنه قضى حوالي ثلاثة أشهر تحت سقف واحد مع زملائه.
وكان جعفر ضمن دفعة تضم حوالي ٢٠٠ قيادي أمني من مختلف أنحاء الولايات المتحدة إضافة إلى ١٧ قيادياً أجنبياً.
ولفت المسؤول العربي الأميركي إلى أن الأكاديمية تخرج حوالي ٢٠ قيادياً من ولاية ميشيغن سنويا
والجدير بالذكر أن جعفر (٤٥ عاماً) نشأ في مدينة ديربورن وتخرج من ثانوية «فوردسون»، ليبدأ مسيرته المهنية في شرطة ديترويت عام ١٩٩٤.
وبعد ١٥ عاماً من الخدمة في مدينة السيارات، انضم جعفر إلى شرطة شريف مقاطعة وين التي تغطي ٤٣ مدينة وبلدة، حيث ترقى في المناصب ليصبح مدير عمليات الجهاز في تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦.
وجعفر لازال مقيماً في ديربورن وهو أب لخمسة أطفال.
من جانبه، أكد مكتب الشريف بيني نابليون، أن «التخرج من هذا البرنامج الوطني المرموق سوف يعود بالفائدة على عمل الدائرة لمواصلة خدمة مواطنينا».
وقال جعفر إنه خضع لتدريبات بدنية وغذائية استثنائية فقد خلالها عشرة باوندات، وحسّن أداءه بشكل كبير، على حد وصفه.
كما تخلل البرنامج الذي أعدته «جامعة فيرجينيا» إلقاء كلمات من قبل شخصيات أمنية بارزة قدمت للمشاركين النصائح حول مكافحة الجريمة.
شكر
وحول تدريبات الإرهاب، أكد جعفر أنه يشهد على أن الـ«أف بي آي» «بلا جدال.. هنا لحماية جميع المواطنين.. بمن فيهم العرب الأميركيون».
وأضاف أنه بالرغم من أن بعض أبناء الجالية يتحسّسون من التعامل مع الوكالات الفدرالية –خاصة «أف بي آي»– إلا أنه أكد بأنه سيعمل على تطبيق ما تعلمه في الأكاديمية على أفضل وجه لخدمة مجتمعه.
وشدد جعفر على أن «أف بي آي» يقر بوجود آراء متناقضة حول كيفية تحديد المشتبهين بالإرهاب، مؤكداً حرص الوكالة على التمييز بين المختلين عقلياً والإرهابيين.
ولكن في الوقت نفسه، يشير جعفر إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي يركز أكثر على تنويع صفوفه.
وختم بالقول «أنا ممتن وفخور بالدعم الكبير الذي تلقيته من العديد من أبناء الجالية»، متوجها بالشكر إلى الشريف بيني نابليون لرعايته، وفرع الـ«أف بي آي» في ديترويت لتوجيه الدعوة.
ويشار إلى أن نابليون نفسه تخرج من أكاديمة «أف بي آي» الوطنية.
Leave a Reply