في الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء المقبل، سيتعين على الناخبين في ديربورن اتخاذ العديد من القرارات المهمة في تشكيل مستقبل المدينة لعدة سنوات قادمة، حيث سيختار المقترعون رئيس بلدية جديداً لأول مرة منذ العام 2007، والذي يصادف أيضاً العام الذي تمت فيه مراجعة وتعديل ميثاق ديربورن لآخر مرة، إضافة إلى انتخاب ثلاثة أعضاء جدد على الأقل في المجلس البلدي.
وإذن، سوف تطرح بطاقة الاقتراع في الانتخابات التمهيدية، استفتاءين على الناخبين، وسيسأل أولهما، وهو «المقترح أي»، فيما إذا كان الناخبون يريدون مراجعة ميثاق المدينة وتعديله أم لا.
وميثاق ديربورن هو بمثابة دستور للمدينة، وهو أهم وثيقة قانونية في حكومة مدينتنا، إذ أنه يشكل كتاب قواعد ودليل تشغيل وإدارة البلدية، كما أنه يحدد صلاحيات رئاسة البلدية والمجلس البلدي، وإطار عمليات جمع الضرائب، وتحديد مهام المسؤولين المنتخبين، وعلى رأسهم رئيس البلدية.
وبناء على ذلك، تتضح أهمية الميثاق وضرورة مراجعته وتعديله بما يتناسب مع المستجدات والتحديات التي تواجه مدينتنا، ومن هذا المنطلق، فإنني أدعو الناخبين إلى التصويت بـ«نعم» كبيرة على «المقترح أي».
وتجدر الإشارة، إلى أنه في حال تم تمرير «المقترح أي»، فسوف يتم اختيار لجنة مؤلفة من تسعة أعضاء لتولي مهمة مراجعة الميثاق وتعديله، وسوف يقوم سكان ديربورن باختيار أعضاء هذه اللجنة، في الانتخابات العامة، في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
إن المشاركة في تشكيل الحكومة المحلية، وكذلك المشاركة في مراجعة الميثاق، عبر العملية الانتخابية، هي أمر بالغ الأهمية لمدينتنا ولمجتمعنا، لضمان معالجة القضايا الحرجة التي تؤثر على حياة السكان ومصالحهم المعيشية والاقتصادية، ومن هنا.. تتعزز أهمية الموافقة على تمرير «المقترح أي».
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن فرصة مراجعة وتعديل الدستور لا تتكرر إلا كل 12 عاماً، وهذا يعني أنه إذا لم يمرر الناخبون «المقترح أي» يوم الثلاثاء القادم، فسوف يتوجب عليهم الانتظار 12 عاماً آخر، حتى تتاح الفرصة أمامهم، لمراجعته وتعديله.
إن هذه الانتخابات هي الوقت الأنسب لمراجعة وتعديل الميثاق، كونها تنطوي على انتخاب رئيس بلدية جديد ونصف أعضاء المجلس البلدي تقريباً، ما يعني أن المدينة تفتتح صفحة جديدة.. سيكون من الملائم والمفيد أن تتضمن مراجعة الميثاق وتعديله، لكي تعكس التغييرات الجديدة في الوضع الحالي للمدينة على أفضل وجه.
إن الاهتمام بميثاق المدينة و مراجعته وتعديله بما يتناسب مع المتغيرات والتحديات المستجدة.. هي استحقاق مستدام أمام الناخبين، لا ينبغي تجاهله أو التخفيف من تأثيراته على المدينة، سكاناً وحكومة، ولذلك فإنني أدعو جميع الناخبين إلى التصويت بـ«نعم» كبيرة، وواثقة، على إقرار «المقترح أي».
حسن عبد الله
محامٍ وناشط اجتماعي
Leave a Reply