لندن – لطالما كان صوت طقطقة المفاصل مصدر فضول للعلماء، إلا أن باحثين يقولون إنهم اكتشفوا الآن مصدره وأسبابه. وفي حين أظهرت الأبحاث السابقة أنه ليست كل المفاصل يمكن أن تصدر الصوت، وأنه لا يمكن حدوث طقطقة المفاصل إلا مرة واحدة كل عشرين دقيقة، غير أن أصوات الطقطقات ظلت محل نقاش ساخن.
ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن البروفيسور عبد بركات المشارك في الدراسة الجديدة قوله إن «التجويف بين المفصلين يمتلئ بسائل يسمى السائل الزلالي، وعندما يحدث تغيير مفاجئ في الضغط بهذا السائل نتيجة لزيادة التباعد بين المفاصل، يمكن لبعض الغازات في هذا السائل أن تتحول لفقاعة».
ويرى بعض الباحثين أن انفجار تلك الفقاعات –التي تتكون من ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى– هو ما يتسبب في صوت الطقطقة المعروف، غير أن علماء آخرين يرون أن تشكل تلك الفقاعات يسبب تغيراً في الضغط هو ما يمكن أن ينتج صوتاً.
وفي عام 2015 قام فريق بحثي في كندا بحل هذا اللغز بعد أن بدأ أحد الباحثين بمراقبة الطقطقة أصابعه عبر جهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي، وكانت النتيجة أن صوت الطقطقة كان ناتجاً عن تشكل الفقاعة وليس انفجارها.
وقال البروفيسور بركات: «إن فكرة التعمق في هذه المسألة جاءت من أحد طلابه –وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة الجديدة– الذي اختار دراسة هذه الظاهرة لمشروع دراسي».
ولاحظ الباحثون في الدراسة الجديدة أن تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لا توفر الدقة الزمنية اللازمة لالتقاط ديناميكية عالية لسرعة فرقعة المفاصل، وطوروا نموذجاً رياضياً لاستكشاف ما إذا كان انفجار الفقاعات وراء صوت الفرقعة.
وقال بركات إن «النموذج يعتمد على ثلاثة مكونات، هي: التغير في ضغط السائل مع تحرك المفاصل، ونمو وانهيار الفقاعة الناتجة، وكيف تتحول التغيرات في الضغط من الفقاعة إلى أصوات».
ووفقاً للدراسة الجديدة فإن الأصوات تنتج عن انفجار الفقاعات وليس تكونها.
Leave a Reply