واشنطن – أثار الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية جدلاً كبيراً بين الأطباء في الولايات المتحدة، خاصة بعد إصابة بعض مدخني هذه السجائر بأمراض تنفسية غامضة وخطيرة.
وكشفت اختبارات تجريها الولايات المتحدة على مئات أصيبوا بأمراض في الرئة تهدد حياتهم ومرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية عن شيء غريب، وهو وجود العديد من الجيوب الزيتية في رئة المرضى تسد الخلايا المسؤولة عن إزالة الشوائب في الرئتين.
وتسعى المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، إلى كشف السبب وراء وجود تلك الجيوب الزيتية لتحديد ما إذا كانت تلعب دوراً مهماً في تفاقم الأمراض التي أودت بحياة ١٢ شخصاً وإصابة أكثر من ٨٠٠ أخرين حتى الآن من مدخني السجائر الإلكترونية، كما يمكن لفك لغز الجيوب الزيتية أيضاً أن يحدد ما إذا كانت تتكون دون اكتشافها.
وقد توفي الضحايا بأمراض رئوية حادة، تفاوتت أعراضها بين القيء والغثيان وضيق التنفس والسعال وألم في الصدر.
وحذر مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة، المدخنين من استخدام السجائر الإلكترونية إلى حين تحديد سبب الإصابات بالأمراض التنفسية التي طالت المئات حتى الآن.
وناشدت المسؤولة عن الأبحاث الجارية حالياً في مركز «سي دي سي» بمدينة أتلانتا، الدكتورة دانا ميني–ديلمان، المؤسسات المعنية للمساعدة، حيث قالت: «نتطلع للشراكة مع أي مختبر يمكن أن يساعد في تحديد طبيعة تلك الدهون أو الزيوت».
وفيما يتعلق بتلك الزيوت، هناك بضعة احتمالات تشير إليها مجموعة من الباحثين تعكف على دراسة تأثير التدخين الإلكتروني على المدى البعيد. وبدأت تلك المجموعة في إعادة فحص عينات لخلايا رئة تم سحبها خلال السنوات الأخيرة، في إطار أبحاث حول الخلايا المناعية لدى مدخني السجائر الإلكترونية الذين لم يصابوا بأمراض.
ووجد الباحثون أن أحد الاحتمالات هو كون هذه الرواسب نتاج استنشاق زيوت السجائر الإلكترونية، مثل تلك التي تحتوي على مادة «تي.أتش.سي» (الماريوانا) أو المنكِّهات المختلفة التي تعتبر ضمن مسببات الإصابة بالأمراض الراهنة.
ويعتقد عدد آخر من الباحثين أن الزيوت تتشكل داخل الرئتين كرد فعل طبيعي للجسم على الكيمياويات الموجودة في الكثير من وسائل التدخين الإلكتروني.
كما يشير الباحثون إلى أن من بين النظريات المطروحة احتمال تسبب تدخين تلك المواد الكيمياوية في ضعف الجهاز المناعي بما يجعل مدخني السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي عن غيرهم.
وفي سياق متصل، حثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (أف دي أي) على حظر السجائر الإلكترونية فوراً حتى ثبوت سلامتها على الصحة، وفق ما نقلت «رويترز».
وكانت دراسة دولية حذرت من أن تدخين السجائر الإلكترونية بنكهاتها المختلفة قد يفاقم شدة الإصابة بأمراض الربو والحساسية والتهاب الشعب الهوائية.
الدراسة أجراها باحثون بـ«جامعة سيدني» للتكنولوجيا، ومعهد وولكوك للأبحاث الطبية في أستراليا، بالتعاون مع «جامعة فيرمونت» الأميركية، ونشرت في دورية تقارير علمية Scientific Reports.
وكشفت دراسات أخرى أن المركبات الكيميائية المستخدمة في السجائر الإلكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، كما أن آثار تلك النكهات تمتد إلى الدم، فهي سامة وتتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء.
وارتفعت مبيعات السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة، بنسبة 800 بالمئة، بين عامي 2017 و2018، حيث يرتفع الإقبال عليها بين المراهقين والشبان والمدخنين الذين يبحثون عن بديل للسجائر العادية.
ويقدر عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة بنحو تسعة ملايين بالغ، و3.6 مليون مراهق بينهم 20 بالمئة من طلاب المدارس الثانوية.
Leave a Reply