فلنت - يعاني الآلاف من سكان فلنت (ميشيغن) من التسمم بمادة الرصاص التي تسربت الى مياه الشرب فـي المدينة بعد تآكل الأنابيب المدهون باطنها بطلاء يحتوي على الرصاص، تماماً كمعظم شبكات المياه فـي المدن الأميركية.
ومع مرور الوقت، تتدهور أحوال البنى التحتية فـي جميع أنحاء الولايات المتحدة فـي ظل غياب خطة واضحة لمعالجة هذه الأزمة الوطنية. وينتج التسمم بالرصاص عن وجود مستويات مرتفعة من معدن الرصاص فـي الدم و أشد مشتقات الرصاص ضرراً (رابع إثيل الرصاص، رابع ميثيل الرصاص)، و«يعتبر نصف كوب من هاتين المادتين على الجلد مباشرة ، قاتـلا»، وقد يؤدي التسمم بالرصاص إلى أضرار على عدة أجهزة عضوية مثل الجهاز العصبي، الجهاز الهضمي، الجهاز التناسلي، الجهاز الدوري الدموي بالإضافة إلى مشاكل فـي الكلية.
والرصاص هو معدن سام يوجد بشكل طبيعي فـي القشرة الأرضية، وقد أسفر استخدامه بكثرة عن تلويث البيئة بشكل واسع النطاق وعن تعرض الإنسان لأضراره وإحداث مشاكل كبيرة فـي الصحة العمومية فـي أصقاع كثيرة من العالم.
وكان الرصاص يستخدم فـي صناعة الكثير من المواد كالدهانات والبنزين، وبه تطلى أنابيب المياه، ويدخل فـي صناعة بطاريات السيارات، وصناعة الأختام، ولتعليب المواد المحفوظة كذلك. كما ويوجد فـي التربة أيضاً، وفـي غبار البيوت القديمة المطلية بأصباغٍ يدخل فـي صناعتها الرصاص. وإن بات التسمم بالرصاص أكثر ندرةً من قبل إلا أنه ما زال موجوداً ويعاني منه الكبار والصغار، والخطورة فـيه تكمن بقدرة الرصاص على التراكم فـي النسيج العصبي وخاصة لدى الأطفال ما يجعله أشد خطرا عليهم.
فهو إن لم يكن قاتلا فإنه يسبب لديهم البلادة وسوء الأداء الدراسي. أما فـي أوساط الكبار فأصحاب بعض المهن كالدهانين وصانعي الأختام وبطاريات السيارات هم الأكثر تعرضا للتسمم بالرصاص. وغالبا ما يكون التسمم مزمنا يمر دون أن يشعر به المرء، الأمر الذي يقتضي فحوصا دورية للعاملين فـي هذه الحقول. وتدخل مادة الرصاص الى جسم الإنسان عبر الإستنشاق لأوكسيد الرصاص، والغبار الملوث به، أو الابتلاع، وأحيانا عن طريق الجلد، ولكن الأخطر هو ما حصل لأهالي فلنت -وقد يتكرر فـي مدن أميركية أخرى- حيث تسرب الرصاص الى مياه الشرب بكثافة عالية، مع العلم أن هذه المادة موجودة بكميات قليلة فـي شبكات المياه بمعظم المدن الأميركية ولكن بمستويات متفاوتة تحت السقف المسموح به فدرالياً.
ممنوع
يشار الى أن طلاء الرصاص مُنع فـي أميركا عام 1978، لكن العديد من المنازل القديمة مازالت تحتوي على هذا الطلاء. ويحذر الخبراء من تناول الأطفال الرصاص المقتطع من الجدار، لذا إن كنتم تملكون منزلاً قديماً، حافظوا على حالة الطلاء. من الممكن أن يحتوي ماء المنزل على الرصاص أيضاً، خصوصاً إذا كان المنزل مبنياً قبل العام 1997 فـي أميركا، بحسب «سي أن أن». أحد الأمور التي بإمكانكم فعلها هي ترك الماء يصب قليلاً قبل شربه، فذلك يساعد على إخراج الرصاص الموجود فـي الشبكة. بإمكانكم أيضاً جلب مختص لرؤية ما إذا كان هناك رصاص فـي ماء الشرب الخاص بكم.
ويُخزن الرصاص فـي العظام، وعندما تكون المرأة حاملاً، فـيمكن أن يتسرب الرصاص من عظامها إلى طفلها. عندما يُصاب الناس بتسمم بالرصاص، قد يقلل ذلك من معدل ذكائهم ويؤثر على سلوكهم.
أعراض التسمم بالرصاص للبالغين
– أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي: بطء فـي الإدراك، ألم وخدر فـي الأطراف، صداع، أرق، تغير فـي المزاج، الإحساس بطعم معدن فـي الفم، فقدان الشهية، وفـي الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى تشنجات عصبية وغيبوبة.
– أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي: غثيان، تقيؤ، آلام فـي البطن ، وأحيانا يظهر طيف أزرق حول اللثة.
– أعراض أخرى: فقر الدم، وانخفاض فـي كمية السائل المنوي لدى الرجال، ومشاكل فـي الكلية.
عواقب وخيمة على الأطفال
يخلّفُ الرصاص عواقب وخيمة على صحة الطفل، وعند التعرض له بمستويات عالية فإنه يهاجم الدماغ والجهاز العصبي المركزي ويسبب الغيبوبة والتشنجات، بل حتى الموت. وقد يُصاب الناجون من الأطفال من التسمم الحاد بالرصاص بتخلف عقلي واضطراب سلوكي. أما التعرض للرصاص بمستويات أدنى لا تسبب أية أعراض واضحة للعيان أو التي كانت تعتبر آمنة فـي السابق، فإن من المعروف عنها اليوم أنها تسفر عن إصابة العديد من أجهزة الجسم برمتها بطائفة واسعة من الأضرار. ويؤثر الرصاص تحديداً على نمو دماغ الطفل مما يؤدي إلى هبوط معدل ذكائه وتغيرات فـي سلوكه، من مثل تقصير مدى الانتباه وزيادة السلوكيات المعادية للمجتمع وانخفاض مستوى التحصيل العلمي.
Leave a Reply