إغلاق مصانع وإلغاء آلاف الوظائف
ديترويت – «صدى الوظن»
في خطوة أثارت استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت شركة «جنرال موتورز» لصناعة السيارات عن تسريح آلاف العمال وإغلاق أربعة مصانع في الولايات المتحدة، اثنان منها في منطقة ديترويت الكبرى، في سياق خططها المستقبلية لإعادة توجيه مواردها نحو الاستثمار في السيارات ذاتية القيادة وتقنيات جديدة أخرى.
وقالت الشركة التي تتخذ من ديترويت مقراً رئيسياً لها، إنها ستخفض إنتاجها من الطرز التي تسجل تباطؤاً في مبيعاتها في ظل تراجع سوق السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين، وتوجيه المزيد من الاستثمارات إلى السيارات الكهربائية وذاتية القيادة.
وستقلص الشركة العملاقة عدد موظفيها في أميركا الشمالية بـ15 بالمئة (١٤ ألف وظيفة) لتوفير ستة مليارات دولار بحلول نهاية 2020، من ضمنهم تسريح حوالي ألفي عامل في مصنعين بمنطقة ديترويت الكبرى.
ولتحقيق هذه الغاية، أعلنت الشركة أنها ستوقف الإنتاج، السنة المقبلة في سبعة مصانع جديدة، بينها أربعة في الولايات المتحدة، إضافة إلى مصنع في كندا واثنين خارج أميركا الشمالية.
وستتوقف الشركة عن إنتاج عدة طرز يجري تجميعها الآن في هذه المصانع، ومن بينها «شيفروليه كروز» و«شيفروليه فولت» الهجينة، و«كاديلاك سي.تي6» و«بويك لاكروس».
وبحسب بيان «جنرال موتورز» سيتم تسريح ١٤,٧٠٠ موظف وعامل في أميركا الشمالية بينهم ١,٥٤٢ عاملاً في مصنع التجميع الحدودي بين مدينتي ديترويت وهامترامك، و٣٣٥ عاملاً في «مصنع المحوّلات» (ترانسميشن) بمدينة وورن.
والشهر الماضي أعلنت الشركة خططاً لخفض قوتها العاملة في أنحاء أميركا الشمالية لتوفير المال عن طريق عرض الاستقالة طوعياً، وقد وافق ٨,١٠٠ موظف على عرض الشركة، في حين من المتوقع أن تخوض نقابة عمال السيارات مفاوضة مع الشركة بشأن العمال الذين سيتم تسريحهم.
من جانبه، قال رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، الاثنين الماضي، إن أخبار مستقبل مصنع التجميع تبدو «مزعجة»، مؤكداً أنه تحدث مع المدير التنفيذي لـ«جنرال موتورز» ماري بارا التي شرحت له الموقف، وتبدو «الأخبار تبدو مثيرة للقلق»، وفق تعبيره.
من جانبها أشارت بارا إلى أن «جنرال موتورز» ستواصل التوظيف في مجال البرمجيات والتكنولوجيا، في حين يؤكد المراقبون أن تزايد استخدام الروباتات في التصنيع يخفّض الحاجة إلى اليد العاملة.
ترامب يهدد
من ناحيته، أعرب الرئيس ترامب عن «استيائه» إزاء قرار الشركة إلغاء آلاف الوظائف، وأكد أنه تحدث هاتفياً مع بارا وأبلغها بأنه «مستاء».
وهدد الرئيس الأميركي، الثلاثاء الماضي، بوقف الدعم الفدرالي لشركة «جنرال موتورز» رداً على قرارها الأخير بإغلاق مصانع أميركية وتسريح آلاف العمال.
وسيؤثر خفض الوظائف بدرجة رئيسية على منطقة الغرب الأوسط، وهي المنطقة ذات الأهمية السياسية، حيث وعد الرئيس ترامب بإعادة إحياء التصنيع فيها.
وغرد ترامب قائلاً: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من جنرال موتورز ومديرتها التنفيذية ماري بارا، لإغلاقها المصانع في أوهايو وميشيغن وماريلاند. ولم يغلق أي شيء في المكسيك والصين».
وقال إن إدارته: «تبحث في خفض جميع أشكال الدعم لـ«جنرال موتورز»، ومن بين ذلك دعم السيارات الكهربائية».
وفي تغريدة لاحقة، ألمح ترامب إلى أنه قد يدعم فرض تعريفات جديدة على واردات السيارات، لدعم تصنيعها في الولايات المتحدة.
وقال عبر حسابه على تويتر: إن التعريفة طويلة الأجل البالغة 25 بالمئة على الشاحنات الخفيفة عززت شركات تصنيع السيارات الأميركية وأن نفس النهج قد يُطبق على السيارات.
وأضاف أنه إذا تم تطبيق ذلك مع واردات السيارات، سيتم إنتاج العديد منها محلياً ولن تغلق «جنرال موتورز» مصانعها في أوهايو وميشيغن وماريلاند.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الدول الرئيسية المُصدرة للسيارات استفادت من الولايات المتحدة لعقود، وحذر من أنه يقف على أرضية ثابتة في هذا الأمر.
Leave a Reply