فجأة، وبعد يومين من لقاء القمة الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين، ظهرت الإثنين الماضي مبادرة روسية نزعت فتيل الحرب المحتملة التي كان يلوح بها البيت الأبيض ضد سوريا، فتأجل تصويت الكونغرس المنتظر وتوجه وزيرا خارجية موسكو وواشنطن الى جنيف لبحث المبادرة الروسية التي تقضي بوضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية.
أوباما كان في موقف محرج بعد الحصار الشعبي والدولي لقرار الضربة، فجاءت المبادرة الروسية التي اتفق عليها الزعيمان، حسب ما تم الكشف عنه لاحقاً، لتخلق الحل الذي يحفظ ماء وجه الرئيس الأميركي الذي «احتفظ بحق» شن العدوان لإجبار النظام السوري على التجاوب مع مقترح موسكو والتخلي عن أسلحته الكيميائية.
وبينما أُثيرت عدة تساؤلات حول «مهندس» الخطة، التي يصفها البعض بـ«الصفقة»، ما إذا كان بوتين نفسه، أو وزير خارجيته سيرغي لافروف، كشفت موسكو الثلاثاء، أن موضوع إخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة دولية، تم بحثه بين الرئيسين الروسي والأميركي، على هامش قمة مجموعة العشرين مؤخراً.
وأكد الرئيس بوتين، في تصريحات للصحفيين الثلاثاء الماضي، أن مسألة وضع السلاح الكيماوي السوري تحت رقابة دولية، تم دراستها مع الرئيس الأميركي أثناء قمة مجموعة العشرين، وقال: «اتفقنا على أن نفعلها ونجعلها ملحة، وأن نطلب من وزيري الخارجية الأميركي والروسي التواصل والعمل معاً، لطرح حل لهذه المسألة».
![]() |
بوتين متوسطا ميركل وكاميرون في ختام قمة العشرين |
ورفض المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، الإفصاح عن مزيد من المعلومات بشأن ما دار خلال الاجتماع المغلق بين الرئيسين، قائلاً: «نحن لن نكشف محتوى الحوار بين بوتين وأوباما»، إلا أنه أكد أن «هذه المسألة بحثت خلال لقاء الزعيمين في سان بطرسبرغ»، وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي» للأنباء.
وبينما كان قادة مجموعة الـ20 يواصلون اجتماعاتهم في مدينة سان بطرسبرغ أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت موسكو، وبشكل مفاجئ، أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يعتزم زيارة روسيا الاثنين، أي في اليوم التالي لنهاية القمة، في وقت كانت تسعى فيه إدارة أوباما لحشد تأييد أعضاء الكونغرس للضربة العسكرية.
وبينما سارعت بعض وسائل الإعلام بتفسير الإعلان عن زيارة المعلم لموسكو في ذلك التوقيت، بوجود «صفقة ما»، لتجنب التدخل العسكري في سوريا، فقد حرص الوزير لافروف، خلال المؤتمر الصحفي مع ضيفه السوري، على نفي الأنباء التي تحدثت عن وجود «صفقة دولية» يجري التحضير لها بشأن سوريا. وبعيداً عن العاصمة الروسية، وقبل ساعات من اجتماع لافروف والمعلم، فاجأ كيري الجميع بإجابته على سؤال عما إذا كانت هناك طريقة ما لتفادي الضربة العسكرية على سوريا، بقوله إنه ينبغي على الأسد تسليم كل ما لديه من أسلحة كيميائية خلال أسبوع، إلا أنه استبعد أن يستجيب مسؤولو دمشق إلى هذه الشرط.
وبعد قليل من تصريحات كيري، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ، في لندن، خرج وزير الخارجية الروسي ليعلن أن موسكو اقترحت على دمشق إخضاع ترسانتها من الأسلحة الكيميائية إلى رقابة دولية، مشدداً على ضرورة أن يرتبط ذلك بعدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وتبلورت الصفقة بتتابع التصريحات الأميركية والروسية والسورية وهكذا ابلغ المعلم حليفه الروسي سيرغي لافروف موافقة دمشق على مبادرة روسية لوضع أسلحتها الكيميائية تحت مراقبة دولية، يمكن الجزم أنها حررت بأيد أميركية روسية خلال قمة سان بطرسبرغ الأسبوع الماضي.
وبمجرد ان اعلن لافروف مبادئ المبادرة، رد المعلم «بترحيب القيادة السورية بالمبادرة، انطلاقا من حرصها على «أرواح مواطنينا وامن بلدنا، ومن ثقتنا بحرص القيادة الروسية على منع العدوان الأميركي على بلدنا».
وقد أثار اعلان النظام السوري وضعه للسلاح الكيماوي تحت رقابة دولية عاصفة من ردود الفعل والتحليلات بين من يرى أنه تراجع سوري وانتصار أميركي وبين من يرى أنه حنكة سياسية سورية أفشلت مخططا لعدوان أميركي.
وعلى رغم من استعداد سوريا وحلفاءها لأي عدوان أميركي، وعلى الرغم من أن المنطقة كانت ستشتعل إلا أن اعلان النظام السوري لوضع سلاحه الكيماوي تحت رقابة دولية يعطي أميركا الحجة التي تبحث عنها للتراجع عن خطوة وجدت نفسها وحيدة في الإقدام عليها, كما أنها خطوة محفوفة بالمخاطر باعتراف خبراء عسكريين أميركيين، لذا كان لا بد من اخراج معين لسيناريو التراجع عن الضربة الاميركية.
وقد سارعت الدول االأوروبية الى اعلان ارتياحها للاقتراح الروسي فورا كما أن قبول الولايات المتحدة بالاتفاق وهي التي كانت تستطيع رفضه أو إضافة شروط تعجيزية عليه لو أرادت شن العدوان، يعطي مؤشرات إيجابية قد تؤدي الى حل الأزمة السورية عبر مؤتمر «جنيف ٢» رغم تمسك المعارضة السورية في الخارج برفض المبادرة.
أوباما يتراجع
مبدئياً، يغادر اوباما خيار الحرب مثلما عبر عن ذلك في الخطاب الذي وجّهه الى الاميركيين مساء الثلاثاء الماضي، حين دعا اعضاء الكونغرس الى تأجيل التصويت على التفويض بالحرب الذي ظل يطالب به على مدى أسبوعين، وذلك من أجل منح الوقت اللازم لدراسة المبادرة الروسية ومعرفة جوانبها التفصيلية، بما في ذلك جداولها الزمنية، مع الحرص على الإعلان أن خيار «الضربة» العسكرية، سيظل على الطاولة، في حال تعثرت «الصفقة الكيميائية» الاولية التي أبرمها مع بوتين.
وبعدما أوصدت موسكو الباب امام خيار «الفصل السابع» الذي لوح به الغربيون أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبول دمشق الضمانات الروسية والتوقيع على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، كان لا بد من موقف روسي اضافي للجم الشهية الغربية التي تصاعدت اعتقاداً أن اللحظة سانحة لانتزاع تنازلات كبيرة واضافية من جانب الحليفين الروسي والسوري، فكان تصريح بوتين المفاجئ عندما أعلن أنه يتحتم ان «يتخلى الجانب الاميركي وجميع من يدعمونه عن اللجوء الى القوة» ضد النظام السوري، حيث إنه «من الصعب إجبار سوريا او بلد آخر على ان ينزع سلاحه في شكل أحادي الجانب، اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد».
لهذا سيجلس لافروف، المتباهي بنجاح ديبلوماسية بلاده في منع الحرب، وكيري المسوّق لفكرة نجاح بلاده في ضغوطها السياسية والعسكرية على دمشق، وجهاً لوجه، وبحضور خبراء عسكريين، لتحويل فرصتهما السانحة، الى لحظة التقاء سياسي قد لا يكون الالتقاء الكيميائي عنوانه الأوحد، وقد يتوسع حتماً ليشمل جوانب متداخلة ومتعددة للأزمة السورية التي باتت على ما يبدو، لحظة التقاء ايضاً، لهواجس متعددة مرتبطة بمصالح روسيا والولايات المتحدة في المنطقة بملفاتها المتشعبة.
وتعاملت الولايات المتحدة بايجابية مع المبادرة الروسية، مع مواصلة الضغط بالحفاظ على عملية التصويت في الكونغرس. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن «العرض الذي قدمته روسيا للعمل مع دمشق لوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية، ينطوي على احتمالات إيجابية، لكن ينبغي التعامل معه بحذر»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيبحث مع روسيا «مدى جدية» هذا العرض.
وفي ثلاث مقابلات مع شبكات تلفزة أميركية، كشف أوباما أنه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء قمة «مجموعة العشرين» التي انعقدت في سان بطرسبرغ في روسيا الأسبوع الماضي، احتمالات مبادرة ديبلوماسية بشأن سوريا. ولفت الرئيس الأميركي إلى أنه يجب إعطاء «ضمانات» بعدم استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي مجدداً، ويجب «سحب» هذا السلاح من سوريا.
لكنه حذر النظام السوري من أية محاولة التفاف، معتبراً أن «تبدل موقف هذا النظام هو نتيجة تهديد الإدارة الأميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق رداً على استخدامها السلاح الكيميائي».
وأكد أوباما أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس الخطة، لافتاً إلى أنه غير واثق بدعم الكونغرس له في الملف السوري.
ويعبر احتجاج «قائد المجلس العسكري الموحد للجيش الحر» اللواء سليم ادريس على المبادرة الروسية عن الصدمة التي اصيبت بها المعارضة السورية، جراء «خيانة» الولايات المتحدة وعودها بتدمير النظام السوري.
وقال ادريس، في مقابلة مسائية متلفزة: «نطالبكم بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعلمه الكذب. نحذركم من الوقوع في شرك الخديعة والتضليل».
واذا ما ذهبت المبادرة الروسية الى نهايتها المنطقية، وتراجعت احتمالات الحرب على سوريا، سيخرج التحالف الخليجي والجامعة العربية والسعودية وقطر والمعارضة السورية في أسوأ حال، وقد تحاول الولايات المتحدة تعويض خساراته، بالسماح بتسليح كثيف ونوعي للمعارضة السورية، من دون ان يؤدي ذلك الى تقدم كبير على الجبهات.
وقد طالب مجلس التعاون الخليجي، بعد صدور المبادرة الروسية، المجتمع الدولي بـ«تدخل فوري» في سوريا بهدف «إنقاذ» الشعب السوري من «بطش» النظام.
لافروف وكيري
وفي لقائه مع كيري، بمدينة جنيف السويسرية، أكد لافروف الخميس الماضي على ضرورة السير بالحل السلمي للأزمة السورية مشيراً الى أن حل ملف السلاح الكيميائي السوري سيجعل من غير الضروري توجيه ضربة الى سوريا. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع كيري قبل بدء لقائهما قال لافروف: «أنا متأكد من أن زملاءنا الأميركيين يفضلون الطريق السلمي لحل الملف. وأكد لافروف أن تطورات الأحداث حول سوريا حاليا تعطي فرصة جديدة لعقد مؤتمر «جنيف – 2» لإخراج التطورات من مجرى المواجهة العسكرية، والقضاء على الخطر الإرهابي الذي لا يزال يتصاعد.
من جانبه صرح كيري أن لسوريا 10 أيام فقط لتقديم مقترحاتها حول وضع سلاحها الكيميائي تحت رقابة دولية. وقال كيري: على كافة المجتمع الدولي أن يعمل كل ما بوسعه لممارسة الضغط على النظام السوري. وأكد كيري أن واشنطن ترى أن الحل الدبلوماسي هو الأنسب لمعالجة الملف السوري، وقال: الدبلوماسية ستمثل دائما الأولوية بالنسبة لإدارة الرئيس أوباما.
وأضاف أن واشنطن سترتاح إذا حُل الملف السوري عن طريق التفاوض دون أي تدخل عسكري. مؤكداً أن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية سيكون خطوة تاريخية بالنسبة للجهود الرامية إلى الحد من انتشار هذا النوع من السلاح في العالم. وقال: حصلنا على دعم المجتمع الدولي في موضوع السلاح الكيميائي السوري الذي ما كان ليكشف لولا الجهود الروسية. وسيكون ذلك لحظة تاريخية بالنسبة للعمل من أجل الحد من انتشار السلاح الكيميائي. نرجو أن يساهم عملنا في تقليص الأخطار القائمة وإنقاذ حياة المدنيين. وقال «:هناك خلافات بين الولايات المتحدة وروسيا حول الوضع السوري، ولذلك وصلنا إلى جنيف. من جانب آخر، لدينا الكثير من نقاط الالتقاء».
سوريا تنضم لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية
وبالتزامن مع لقاء جنيف، قالت الأمم المتحدة انها تسلمت وثيقة من سوريا تتعلق بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين «تسلمنا وثيقة من الحكومة السورية نقوم بترجمتها وستكون وثيقة انضمام تخص معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية».
وقال مندوب سوريا في الامم المتحدة، بشار الجعفري، إن بلاده أصبحت عضوا كامل العضوية في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال الجعفري للصحفيين في نيويورك بعدما قدم الوثائق اللازمة لذلك إلى الأمم المتحدة إن سوريا أصبحت «قانونيا بدءا من اليوم عضوا كامل العضوية في المعاهدة».
الاسد: نستجيب لطلب موسكو لا تهديد واشنطن
في أطار ازمة الكيمياوي وتداعياتها اكد الرئيس بشار الاسد في مقابلة مع قناة «روسيا 24» إن سوريا ستضع أسلحتها الكيميائية تحت إشراف دولي، وإن هذه الخطوة أتت تلبية لطلب موسكو وليس بسبب تهديدات الولايات المتحدة بشن عدوان على سوريا.
وكان الاسد قد حذر في مقابلة تلفزيونية مع قناة «سي بي أس» الأميركية، واشنطن من انه في حال شنت ضربات على سوريا فعندها يجب «عليها توقع كل شيء»، نافيا استخدام السلطات السورية أسلحة كيميائية ضد شعبها.
وقال الاسد «ستدفعون الثمن اذا لم تتصرفوا بحكمة. وستترتب على (الضربة العسكرية) تبعات. ومن الصعب توقع ما سيحدث. فهي منطقة كل شيء فيها على حافة الانفجار. وعليكم توقع اي شيء». واضاف «عليكم ان تتوقعوا كل شيء، فالحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في المنطقة. توجد اطراف مختلفة، وفصائل مختلفة، وايديولوجيات مختلفة. ويوجد كل شيء في هذه المنطقة الان».
وردا على سؤال عن امكانية استخدام الاسلحة الكيميائية كردٍ على هجوم اميركي، قال «كل شيء ممكن. اذا كان يملكها المتمردون او ارهابيون في المنطقة او اي مجموعة اخرى فقد يحدث ذلك. لست منجما ولا استطيع ان اقول لكم ما سيحدث». وأضاف «نناقش مع حلفائنا الروس والإيرانيين الارتدادات والتي قد تكون مدمرة أكثر من الضربة نفسها، ولن تدمر الضربة الأميركية أكثر من ما دمر الإرهابيون في سوريا». واعتبر ان تداعيات الضربات العسكرية التي قد توجهها الولايات المتحدة لبلاده قد تأخذ أشكالا مختلفة، ومنها آثار مباشرة واخرى غير مباشرة. وقال «إضافة إلى الرد المباشر، فان الآثار غير المباشرة قد تشمل زعزعة الاستقرار وانتشار الإرهاب في كل المنطقة، وهو ما سيؤثر على الغرب بشكل مباشر»، معتبرا أنه من الضروري توقع الأسوأ.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الأبيض بن رودس ان «الجيش الاميركي اقوى بكثير بالتاكيد من جيش الاسد او جيوش حلفائه. سنبعث له رسالة شديدة الوضوح. بكل صراحة ليس له اي مصلحة في تصعيد هذا النزاع».
وهذا ما كرره الرئيس الأميركي الذي حاول أن يظهر بموقع القوي رغم التقارير التي تفيد أنه لم يلق التأييد الشعبي ولا موافقة أغلبية أعضاء الكونغرس على قرار الحرب، حيث قال إنه ليس لدى النظام السوري إمكانيات لمواجهة أميركا بل تقتصر قدرته على قتل الأطفال والمدنيين.
ودعا الاسد اعضاء الكونغرس الاميركي، الذين سيصوتون على مشروع القرار، الى «مطالبة الادارة (الاميركية) بتقديم ما لديها من ادلة» على الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق في 21 اب الماضي. وقال «يجب ان تتحلوا بالشفافية. العالم اجمع يشعر بخيبة امل من إدارة» الرئيس باراك اوباما، مؤكدا انها لا تملك «ادنى دليل».
أميركا تسلح المعارضة
وفي سياق آخر، استأنفت الولايات المتحدة بشكل مباشر تزويد جماعات المعارضة السورية المسلحة باسلحة «فتاكة» إلى جانب معدات عسكرية أخرى كان أوباما قد وعد بتقديمها في شهر حزيران (يونيو) الماضي. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) هي التي تتولى حاليا إيصال هذه الأسلحة التي وصفت بأنها «خفيفة» عبر الحدود السورية مع تركيا والأردن، فيما يجري التنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية لإيصال المعدات العسكرية غير الفتاكة بما فيها عربات مدرعة وأجهزة اتصال متطورة إلى جانب مساعدات طبية حربية وانسانية بما فيها وجبات غذائية جاهزة لمقاتلي الجماعات المسلحة في سوريا.
وكشفت مصادر استخباراتية أميركية لشبكة «سي أن أن» أن الولايات المتحدة بدأت منذ أسبوعين بإرسال شحنات من السلاح بتمويل أميركي إلى المعارضة السورية. وقال مسؤول أمني أميركي طلب عدم كشف اسمه، إن شحنات سلاح دفعت الولايات المتحدة ثمنها بدأت تصل إلى مقاتلي المعارضة منذ أسبوعين، مضيفا أن واشنطن لا يمكنها نفي التقارير التي سبق أن نشرتها وسائل إعلام حول ذلك، ولكنها لن تؤكدها علنا.
وبحسب المصدر فإن الشحنات التي بدأت المعارضة السورية بتلقيها منذ أسبوعين تضم أسلحة خفيفة وبعض الأسلحة المضادة للدبابات.
استعادة معلولا
ميدانياً، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في بلدة معلولا التاريخية في الريف الشمالي لمدينة دمشق، بهدف السيطرة عليها وطرد المسلحين الذين دخلوا إليها قبل أيام. وتحدثت الانباء ان الإشتباكات مازالت مستمرة في أطرافها للسيطرة على بعض الجيوب التي لا يزال مسلحو المعارضة يتحصنون فيها، ومنها فندق «السفير» المطل على البلدة. وتشير التقارير الى صعوبة العملية العسكرية في البلدة بسبب الطبيعة الجغرافية والكهوف المنتشرة في الجبال المحيطة بها، إضافة إلى بيوت البلدة القديمة المتموضعة بشكل تراكمي وقربها الشديد من بعضها، ما اضطر الجيش إلى القيام بعمليات نوعية تشبه عمليات الكومندوس.
المصادر العسكرية المشرفة على العملية أكدت السيطرة الكاملة للجيش السوري على معلولا باستثناء بعض الخروقات، بسبب القناصين المنتشرين في محيط البلدة، والذين يتم العمل على القضاء عليهم، كما أكدت المصادر تحضر القوات للقيام بعملية تمكنها من السيطرة على فندق «السفير»؛ الذي يعتبر مركزاً للمسلحين ونقطة إمداد لهم بالذخيرة. الى ذلك، اعترف المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس بأن مقاتلي «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» أقدموا على قتل 16 شخصاً ينتمون للطائفة العلوية و6 آخرين من البدو يوم الثلاثاء الماضي بعد أن هاجموا قرية مكسر الحصان شرقي حمص، قبل أن يستعيد الجيش السيطرة على القرية الأربعاء الماضي وقتل عدد من مسلحي المعارضة وغالبيتهم من الأجانب. ويواصل الجيش السوري اشتباكاته في معظم الاماكن الساخنة وقد اعلن عن العديد من العمليات التي استهدفت اماكن تواجد المسلحين وطرق الامداد لاسيما قرب الحدود التركية المصدر الرئيس لتدفق السلاح والمسلحين الى الداخل السوري، فيما سجل الأسبوع الماضي سيطرة الجيش السوري على بلدة دير سلمان الإستراتيجية، لقربها من مطار دمشق الدولي..
Leave a Reply