يشهد مساء السبت القادم، ٢٠ شباط (فبراير) الجاري، حفل افتتاح قاعة الفنون الإسلامية في متحف ديترويت للفنون بعد أن تم إعداد وتصميم الموقع الجديد الدائم لهده المجموعة المتحفية المهمة. يتضمن المعرض الجديد مجموعة منتقاة من القطع النفيسة العائدة لفترات متنوعة وبمواد وتقنيات مختلفة من المخطوطات وبدائع الخط العربي والفخار والنحت والنحاسيات والقوارير الزجاجية والمنسوجات الحريرية المطرزة بالكتابات والسجاد والسيوف ونماذج الفخار الإسلامي المعروف.
عن تاريخ مجموعة الفنون الإسلامية في متحف ديترويت، تذكر الدكتورة هيذر أكر منظمة ومسؤولة المعرض بان البدء في اقتناء القطع يعود إلى العقد الأخير من القرن التاسع عشر وتكثف بصورة واضحة في النصف الأول من القرن العشرين. ويضم المئات من القطع الفنية المنتجة في أطراف العالم الإسلامي في حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط ووسط آسيا والهند والأناضول. من ضمن القطع النفيسة قرآن مخطوط بخط الثلث كبير الحجم يرجع للفترة التيمورية وقارورة زجاجية تعود لفترة المماليك أنتجت في سوريا وسجادة عثمانية كبيرة- وربما الأكبر من نوعها مصنوعة من خيوط القديفة وسجادة مصنوعة من الحرير ومحلاة برسوم حيوانات مختلفة تعود للفترة الصفوية.
ومن المقتنيات القريبة العهد نماذج لفخار أزنك العثماني الشهير وقرآن يعود لمكتبة القائد الاوزبكي نادر محمد خان وحامل برونزي للشمع كبير من الفترة العثمانية ونجمة فخارية جميلة من الفترة التيمورية وقطع عديدة أخرى.
يعتبر الموقع الجديد للقاعة الإسلامية مكانا مركزيا سهل الارتياد من قبل الزوار ويوفر التصميم الجديد لقاعة العرض سهولة حركة الزوار وعمل الصيانة والدراسات المتحفية في ذات الوقت.
وانطلاقا من سياسة إدارة المتحف في جعل رواد المتحف الأساس في العملية التعليمية فقد تم تعريف القطع وشرحها بالبطاقات التعريفية المرافقة ووسائل الإيضاح الأخرى مما يسهل على الزائر فهم التفاصيل المتعلقة بالقطع والأجنحة الخاصة بها. وعلى هذا الأساس تم ترتيب القاعة ضمن الأجنحة التالية: “درب الحرير” و”نماذج نفيسة من السجاد اليدوي” و”فنون الإمبراطوريات العظمى: العثمانيون والصفويون والمغول في الهند” و”الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى :التنظيم الحضري والبضائع”، و”فنون المماليك في سوريا ومصر” و”تجارة حوض البحر المتوسط ونتاج الفخار الأسباني المتأثر بالأسلوب الأندلسي للفترة 1250-1500” وأخيرا “الجناح الخاص بالكتابة والمخطوطات الدينية و غيرها”.
تتضمن القاعة الجديدة عارضة سجاد زجاجية كبيرة صممت خصيصا لهدا الغرض وتتيح مشاهدة افضل لقطع السجاد المعروضة بكامل مساحة السجادة في اغلب الحالات حافظة في الوقت ذاته تلك القطع النفيسة من الغبار والضوء والمؤثرات المضرة الأخرى. ويمتلك متحف ديترويت مجموعة كبيرة وثمينة و متميزة من السجاد الإسلامي تتراوح بين تلك المحاكة للاستعمالات الملكية والمحاكة في مدن وقرى صغيرة وتلك التي حيكت لأغراض التصدير إلى الدول الأوروبية.
وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر كان العالم الإسلامي تحت إمرة ثلاث قوى إقليمية مؤثرة هي الدولة العثمانية والصفوية والمغولية في الهند وكلها محكومة بسلالات ملكية وراثية متنافسة ومتحاربة. تقدم قاعة الفنون الإسلامية نماذج مهمة ونفيسة أنتجت خلال تلك الفترة وتعود لتلك السلالات المتنوعة.
من المميزات الجديرة بالذكر وجود جدول زمني لعرض الكثير من المخطوطات الدينية وغيرها في الجناح الخاص بالكتابة والمخطوطات الدينية و غيرها. وسيعرض في هذا الجناح مخطوطات وكتب دينية إسلامية ومسيحية ويهودية. فإلى جانب نسخ وصفحات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأدعية الإسلامية ستعرض نسخ من التوراة والإنجيل مكتوبة بالعربية والعبرية والأرمنية واليونانية. وهذه المخطوطات هي نتاج مواطنين توحيديين عاشوا في كنف الدولة الإسلامية في أماكن متنوعة وخصوصا بين العثمانيين. ومن ضمن المعروضات مخطوطة أرمنية محلاة برسوم توضيحية تشرح أصول السلوك في دير للرهبان الأرمن في مدينة القدس في فلسطين. كما يمتلك المتحف مخطوطا فريدا عن “مزامير داوود” باللغة العربية يعرض لاحقا ضمن الجدول الزمني الموضوع.
ومن ضمن المعروضات مخطوط لبناني مسيحي يتضمن صلوات للكنيسة الاورثوذوكسية الملكية. وتشير مسألة عرض المخطوطات الدينية المسيحية واليهودية المنتجة تحت ظل الدولة الإسلامية إلى طبيعة الدين الإسلامي المتسامحة والمتقبلة لغير المسلمين وخصوصا أصحاب الكتاب الموحدين. سيتضمن هدا الجناح أيضا مجموعة من أدوات وأقلام الخط والأحبار مصحوبة بفيلم قصير يبين خطوات تحرير الخط العربي للخطاط الأميركي المعروف محمد ذكريا. وأخيرا فان هذا الجناح سيوفر مناخا تعليميا للباحثين والطلبة والأطفال الذين سيكون بإمكانهم الاتكاء على أماكن مخصصة لمشاهدة وفحص المخطوطات من خلف العارضة الزجاجية، وعن كثب. وطريقة العرض هذه ستيسر للمعوقين ومستعملي الكراسي ذات العجلات سهولة الاطلاع على تفاصيل تلك المخطوطات.
ومن المعروضات الأخرى سيجد الزائر سيوفاً هندية الصنع أنتجت خلال القرون 17-19، سجادة منسوجة من الصوف والقطن للإمبراطور المغولي أكبر وقطع من الفخار وباب قصر صفوي مزين بالخشب الملون. ومن العهد العثماني سيجد الزائر سجادة بلاط نفيسة وقطع من الطابوق المزجج بالأسلوب الازنكي المشهور.
من المعروضات الجديرة بالذكر في القاعة الجديدة الجدار السيراميكي القاجاري بالفخار الملون والمزجج والذي يحتوي على قصة النبي يوسف وزليخا كما وردت في التراث الإسلامي. وهناك أيضا تمثال ملون من الجبس لرجل من البلاط الملكي يعود إلي القرن الثالث عشر من إيران. وهذا التمثال يعد من النفائس في فن النحت الإسلامي النادر. ولا يفوت الزائر فرصة الاستمتاع بالقارورة الزجاجية المذهبة والمنقوشة بالزخارف والكتابات والمصنوعة في سوريا أو مصر أبان العصر المملوكي كهدية “للسلطان الرسولي اليماني الملك المؤيد داوود” كما هو وارد في النص المذكور على القارورة.
تعتبر مجموعة الفنون الإسلامية في متحف ديترويت مصدرا ثقافيا وتاريخيا مهما لكافة أفراد المجتمع حيث يزورها الطلبة على مدار السنة ومن مدارس وكليات وجامعات ولاية ميشيغن وسكان منطقة ديترويت العظمى وخاصة الجالية العربية والإسلامية
سيكون هناك برنامج خاص ليوم الافتتاح السبت العشرين من شباط الجاري في الساعة السادسة مساء. سيتضمن حفل الافتتاح جولة خاصة في القاعة وعشاء رسميا وعرضا موسيقيا يقدمه الفنان العربي الأميركي الشهير سيمون شاهين وفرقته الموسيقية. لمزيد من المعلومات والتذاكر يمكن الاتصال بمسؤولة ومنظمة القاعة الدكتورة هيذر أكر: ٣١٣.٨٣٣.١٧١٨
أو زيارة موقع المتحف: www.dia.org
Leave a Reply