حسن عباس – «صدى الوطن»
ولعه بالسيارات ومثابرته الدؤوبة، مكّناه من تطوير عمله التجاري، من محل متواضع لتصليح السيارات في حي كوركتاون بمدينة ديترويت إلى مركز متكامل في مدينة ديربورن يقدّم جميع خدمات الصيانة والتصليح والإكسسوارات والقطر لأنواع المركبات كافة، سواء كانت سيارات شخصية أو تجارية أو حكومية أو أمنية.
لقد أنشأ سام حسين وشقيقه مجموعة «مترو تك أوتوموتيف» Metrotech Automotive في ديترويت قبل 14 عاماً. وقبل ثمانية أشهر، قرر الشقيقان نقل شركتهما إلى ديربورن المدينة التي ترعرعا فيها، حيث أصبح «مترو تك» مركزاً فريداً من نوعه في المنطقة، بتوفيره لخدمات السيارات من الألف إلى الياء، بدءاً من تغيير الزيت والإطارات، إلى القطر والتصويج والطلاء، إلى تصليح المحركات، وكل ذلك باستخدام أحدث التقنيات وأمهر الفنيين.
المركز الكائن على 15101 شارع ميشيغن أفنيو بالقرب من تقاطع غرينفيلد، تزيد مساحته عن 35 ألف قدم مربع، ويوظف طواقم من الميكانيكيين والأخصائيين الفنيين في كافة المجالات المتعلقة بالسيارات.
ضخامة المركز وتعدد خدماته تجعل إدارة «مترو تك»، أمراً «ليس بالهيّن»، لاسيما وأن المركز ملتزم بالوفاء بالكثير من العقود التجارية المبرمة لتصليح وصيانة أساطيل المركبات في مختلف الوكالات المحلية في عموم ميشيغن، إضافة إلى العديد من الوكالات الأمنية، مثل: «مكتب التحقيقات الفدرالي» (أف بي آي) وجهار الأمن السري وشرطة ولاية ميشيغن وشرطة مقاطعة وين، وغيرها.
وهذه العقود تعكس المكانة المرموقة والسمعة المتميزة لمجموعة «مترو تك»، في منطقة ديترويت»، بحسب مالك ومدير المجموعة سام حسين الذي أكد لـ«صدى الوطن» عدم وجود أية منشأة مماثلة في المنطقة».
وأكد سام أن «المجتمع والأعمال التجارية في مدينة ديربورن بحاجة لمثل هذا المركز المتكامل الخدمات»، لافتاً إلى أن «مترو تك» تتوخى تقديم الاحتياجات الحقيقية لسكان منطقة ديربورن، من خلال خدماتها الموثوقة، وخدماتها المتعددة المتوفرة في مكان واحد.
وعند سرد حكاية المجموعة التي انطلقت من بدايات متواضعة في حي كوركتاون بمدينة ديترويت قبل 14 عاماً، أشار سام إلى أن نشأته كشاب مولع بالسيارات أسوة بالشبان العرب الأميركيين في مدينة ديربورن، ولدت لديه ميولاً جادة لإتقان تصليح المركبات وصيانتها.
وبعد افتتاح المتجر بديترويت، تولى سام مهام الإدارة، وتمكن من إنجاح البيزنس في وقت قياسي، بالتوازي مع حرصه على إكمال تحصيله الأكاديمي في «جامعة ميشيغن–ديربورن»، حيث كان يتطلع إلى دراسة الطب البشري، إلا أن تشخيص والده بمرض السرطان في الدماغ، ورحيله فيما بعد، أجبر سام على العدول عن دراسة الطب، والانكباب على تسيير شؤون الورشة بعدما باتت رعاية الأسرة هي الأولوية القصوى لديه.
وفي هذا السياق، قال سام: «رغم ولعي بالسيارات، إلا أنني كنت أتطلع إلى دراسة الطب البشري، ولكن كنا قد افتتحنا المتجر للتو، وتم تشخيص والدي بورم في الدماغ»، مضيفاً: «بعد مرورنا بتلك التجربة، كان عليّ أن اتخذ قراراً حاسماً، لاسيما وأننا كنا قد حصلنا حينها على عقد حكومي، حيث أصبحنا مرخصين من قبل: إدارة الخدمات الحكومية GSA».
ومع نمو عمله التجاري، قرر سام العدول عن دراسة الطب، ومتابعة دراسته في اختصاص إدارة الأعمال، حيث حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من «جامعة وين ستايت»، واستخدم خبراته الأكاديمية هذه في تطوير «مترو تك» بشكل أكبر.
وقال سام: «بدأت أنا وأخي على نطاق صغير، وبعد وفاة والدنا أيقنا أنه علينا أن نتخذ قراراً من أجل الأسرة»، مضيفاً بأن «مترو تك» في عام 2022، قد أصبحت مركزاً متعدد الخدمات، ويجذب العملاء من جميع أنحاء الولاية.
«مترو تك» تشتمل حالياً على 20 منصة مخصصة للتصليح والتصويج واستبدال الزيت والإطارات والطلاء حيث تضم غرفة للتجفيف الحراري خلال عشر دقائق. ومع فريق كامل من الفنيين والميكانكيين، تقوم المجموعة بإصلاح وصيانة 150 إلى 200 مركبة شهرياً بالمتوسط.
وأوضح سام بأن «مترو تك» تقدّم خدمات بسيطة مثل تغيير الزيت والإطارات، وصولاً إلى الجوانب التقنية في المركبة مثل استبدال المحرك، وترميم جسم السيارة بالكامل بما في ذلك أعمال التصويج والطلاء، وقال: «هذه الخدمات مجرد تفاصيل صغيرة في مجموعة الخدمات الكثيرة التي نقدمها».
ولدى التجوال في أرجاء المنشأة، يمكن بسهولة رصد السيارات بمختلف أنواعها بما فيها سيارات شرطة مقاطعة وين وشرطة الولاية التي تنتظر التصليح أو الصيانة، هذا عدا عن مركبات العديد من المؤسسات المحلية والوطنية الكبيرة، مثل محطة «القناة الرابعة» (أن بي سي)، وشركة تأجير السيارات «إنتربرايز».
وفي هذا الإطار، قال سام: «مع أحدث الآلات وأمهر الموظفين، نوفر للمركبات إصلاحاً سريعاً ومعتمداً (سرتيفايد)، مضيفاً: «قمنا ببناء أوثق العلاقات مع السائقين العاديين ومع الهيئات والمؤسسات الحكومية، وجلبنا هذه العلاقات إلى مدينة ديربورن».
وختم بالقول: «بصفتي عربياً أميركياً، يشرفني أن أجلب عملي إلى هنا… المكان الذي نشأت فيه».
Leave a Reply