سامر حجازي – «صدى الوطن»
تعرَّض رجل وامرأة من أصول عربية لكيل من الشتائم والألفاظ العنصرية من دون سابق إنذار، على لسان امرأة بيضاء وقد بدأت بكيل تلك الشتائم والألفاظ المهينة لهما بينما كانا ينتظران دورهما لتحويل الأموال عبر فرع «وسترن يونيون» داخل متجر كروغر في مدينة ديربورن هايتس.
صورة لسيارة المعتدية أمام متجر «كروغر» في ديربورن هايتس |
هذا النوع من الاعتداء اللفظي الذي يستهدف العرب والمسلمين وعادة ما يترك تأثيراً نفسياً على الضحايا، دائماً ما يشهد تصاعداً ملحوظاً عند وقوع أي عمل إرهابي.
جهاد الخرسا، وهو عامل بقسم التوزيع في «صدى الوطن»، كان أحد الضحيتين، وقد صودف انه كان ينتظر دوره في الطابور خلف امرأة محجبة لم يسبق له أن التقى بها من قبل.
وفجأة اقتحمت امرأة بيضاء، المتجر وتوجهت صوب المرأة وبدأت فوراً بسوق الإهانات العنصرية والألفاظ النابية لها.
وصرخت المرأة البيضاء قائلة «لا يحق لك ان تقودي السيارة هنا كما تقودينها في بلدك»، «هذه أميركا، عودي إلى بلدك».
هنا قرر الخرسا التدخل لفض الخلاف الذي تبين أنه نشب في مواقف السيارات وكادت خلاله المرأة البيضاء أن تدهس المرأة المسلمة التي كانت تنتظر دورها للخدمة.
وتابع الخرسا «نظرت في وجهها وسألتها لماذا تتفوهين بهذا الكلام؟ انا أدفع ضرائبي وأنفذ القوانين وأنا مواطن مثلي مثلك. ليس هناك فرق بيننا ولا يجدر بك أن تتكلمي معها بهذا الشكل».
وعن سبب دفاعه عن المرأة المسلمة عزا الخرسا السبب الى انها بالكاد تتحدث اللغة الإنكليزية ولم يكن هناك أحد غيره موجود للدفاع عنها.
ولكن تدخل الخرسا زاد من غضب المرأة المهاجمة التي بدأت بكيل الشتائم للعرب والمسلمين مثيرة اهتمام انتباه بقية الزبائن، مما اضطر مدير المتجر الى التدخل والطلب من المرأة البيضاء مغادرة المكان لأنها تتسبب بالإزعاج.
تخاذل الشرطة
ولسوء حظ الخرسا أنه عندما كان يهم بمغادرة متجر البقالة، التقى مجدَّداً بالمرأة البيضاء التي كانت مازالت خارج المحل وهي في نقاش حاد مع المدير.
«نظرت بحدة الى وجهي وقالت لي الأفضل لك أنْ تستمر بالمشي» وأضاف الخرسا «عندها قلت لها إنني سأتصل بالشرطة».
وذكر الخرسا ان المرأة عندما سمعت بالشرطة هرولت إلى سيارتها، ذات اللون البيج من طراز «كرايسلر ٣٠٠»، وقادتها مسرعة ولكن ليس قبل ان يتمكن من الحصول على رقم لوحتها.
غير انه عندما وصلت دورية من شرطة ديربورن هايتس الى المكان، رفض عناصرها القيام بأي إجراء مدعين عدم وجود ما يستدعي القيام بشيء.
ونسب الخرسا لعناصر الشرطة قولهم «إنها حرية التعبير، ماذا تريد منا أن نفعل حيال ذلك؟».
كذلك رفض الشرطي المدعو ج. روس الأخذ بعين الاعتبار ادعاء المرأة المسلمة بأن المراة البيضاء كادت تدهسها بسيارتها في موقف السيارات.
وقال الخرسا «نظر الشرطي إلينا معاً وقال أوه والآن تدعيان أنها حاولت أن تدهسها؟».
وأعرب الخرسا عن خيبة امله لأنه توقع من الشرطة أن تعالج الأمور لكن الشرطي لم يعرض رقم لوحة السيارة على الكومبيوتر للبحث والاستقصاء عندما تسلمه من الخرسا.
وأكد «أعتقد انه كان يتعين عليه على الأقل التحدث إلى السيدة الأولى أو الاطمئنان على الضحية فالسيدة العربية قالت إن المرأة البيضاء حاولت دهسها ورجعت بالسيارة الى الخلف من أجل هذه الغاية. وانا لم يكن لي علم بالموضوع إلا عندما قالت لي ذلك فقمت بترجمة ما حصل إلى الشرطي».
وقالت المرأة المسلمة انها لا تريد الكشف عن هويتها.
وكانت مشاعر الجالية ملبدة بالخوف والتوتر بعد حادثة اطلاق النار الارهابية في أورلاندو نهاية الأسبوع الماضي، ويخشى السكان العرب الاميركيون كما في كل مرة من ردود فعل عنيفة في أعقاب الهجمات الارهابية.
وقال مؤسس رابطة الحقوق المدنية العربية (ACRL) نبيه عياد في حديث للقناة المحلية السابعة التابعة لشبكة «زي بي سي» إن الجالية الإسلامية لا يفترض لها سماع هذه الشتائم والاعتداءات اللفظية وهي تُمارس أنشطتها وحياتها اليومية المعتادة.
وخلص إلى القول «عندما نسمح للكراهية بالنيل منا لا يمكن لنا جميعاً الجلوس على أعقابنا غافلين عن الوقوع فريسة لما يريد مروجو فكر الكراهية هؤلاء ان يحملونا على اعتناقه. لاننا عندما نسمح بذلك نكون قد جعلناهم أكثر قدرة وقوة».
Leave a Reply