ديربورن
عشية انتقاله لرئاسة جامعة «وسترن ميشيغن» بمدينة كالامازو في مطلع تموز (يوليو) المقبل، أقام ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني والناشط السياسي المخضرم علي جواد، حفل وداع تكريمياً لرئيس «كلية هنري فورد» في ديربورن، راسل كالوفا، تقديراً لجهوده في قيادة وتطوير الكلية المجتمعية التي تضمّ 14 ألف طالب، والتي تتميز بكثافة عالية من الطلبة العرب الأميركيين.
وخلال الحفل الذي أقيم الخميس الفائت في مطعم «لا بيتا» بمدينة ديربورن، بحضور عديد الفعاليات التربوية والمجتمعية والسياسية، أشاد المتحدثون بالفارق الحيوي الذي أحدثه كافالونا منذ توليه رئاسة الكلية المجتمعية في عام 2018، معتبرين انتخابه لرئاسة جامعة «وسترن ميشيغن» دليلاً إضافياً على مهاراته القيادية ومؤهلاته الأكاديمية المتميزة.
وكانت «كلية هنري فورد» قد أحرزت تقدماً لافتاً تحت قيادة كافالونا، سواء من حيث معدلات الاحتفاظ بالطلاب أو معدلات التخرج التي ارتفعت خلال عهده من 6 بالمئة، إلى 25 بالمئة في الوقت الحالي، إضافة إلى نجاحها في تأمين 90 مليون دولار لإنشاء مركز طلابي جديد، باسم «مركز نجاح الطلاب في جنوب شرقي ميشيغن» وهو أكبر مشروع بنية تحتية تشهده الكلية منذ تأسيسها في عام 1937.
وفي كلمة مؤثرة، أشاد كافالونا بالعلاقة الوطيدة بين «كلية هنري فورد» والمجتمع المحلي الذي يولي أهمية قصوى للتحصيل الأكاديمي، موضحاً بأن إتاحة الفرص التعليمية هي واحدة من مزايا ديربورن العظيمة. وقال: «إذا واصلنا الحفاظ على هذه العلاقة وتابعنا العمل معاً، ككلية وكمجتمع، فلا أحد يستطيع منافستنا»، مضيفاً: «سوف تبقى هذه الكلية كلية مجتمعكم التي تفخرون بها».
وأردف كافالونا بالقول: «سأظل أقدّر دائماً الفترة التي قضيتها هنا.. لقد كان شرفاً عظيماً لي العمل في مجال التعليم العام في ديربورن، للارتقاء بحياة الناس وتحسينها. وستظل كلية هنري فورد دائماً مميزة بالنسبة لي».
كما تطرق كالوفانا إلى الصلات المجتمعية التي رسّخها مع فعاليات وعائلات المدينة خلال السنوات الثماني الماضية، لافتاً إلى الحرارة والحب الكبير الذي طبع تلك العلاقات، وقال: «لقد عاملتموني دوماً وكأنني جزء من عائلتكم، وأنا أشعر بعظيم الامتنان لذلك».
وأعرب كافالونا عن إيمانه في قدرة الكلية على مواصلة النجاح في المستقبل، وفي قدرة المسؤولين التربويين على اختيار رئيس جديد للكلية التي تتيح مزايا تفضيلية للطلبة المقيمين في ديربورن.
من جانبه، تمنى ناشر «صدى الوطن» أسامة السبلاني حظاً موفّقاً لكافالونا في مهمته الجديدة بمدينة كالامازو التي ولد وترعرع فيها، مستدركاً بالقول: «سوف نفتقدك كثيراً، ونحن على ثقة أيضاً بأنك ستفتقدنا، وسوف تشتاق لهذه المدينة ومأكولاتنا اللذيذة.. سوف تفتقد الشاورما والحمّص والفلافل»، ليقاطعه كافالونا مداعباً، بالقول: «لقد ازداد وزني 12 باوند خلال إقامتي بينكم».
وأردف السبلاني مخاطباً كافالونا: «تذكر دائماً بأنه لديك عائلة هنا، فتعال إلى زيارتنا كلما سنحت لك الفرصة، وسوف نكون باستقبالك».
ولفت عضو مجلس ديربورن التربوي عامر زهر إلى «العبء الكبير» المترتب على كاهل أعضاء مجلس ديربورن التربوي الذي يشرف أيضاً على «كلية هنري فورد»، وقال: «لقد عرفت راسل قبل وبعد أن أصبحت عضواً في مجلس ديربورن التربوي، وأدرك تماماً الفراغ الكبير الذي سيخلفه بانتقاله إلى جامعة أخرى»، مضيفاً: «لكننا سنبذل قصارى جهدنا لاختيار رئيس جديد لكليتنا للحفاظ على التقدم والمكتسبات التي أحرزناها خلال عهدك»، على حد تعبيره.
وكان مجلس ديربورن التربوي قد وافق بالإجماع في أواسط أيار (مايو) المنصرم على تعيين نائبة رئيس كلية هنري فورد لشؤون الاستراتيجيات والموارد البشرية، الدكتورة لوري غونكو، لقيادة المؤسسة مؤقتاً خلفاً لكافالونا.
وفي الإطار، قال عضو المجلس جمال الجمهي: «لقد كنا محظوظين بوجود عدد كبير من أفراد مجتمع الكلية المؤهلين لتولي هذا المنصب المؤقت، ونشكرهم جميعاً على التزامهم وجهودهم»، معرباً عن تطلعه إلى العمل مع كافة الجهات ذات الصلة لتعزيز مسيرة نجاح الطلبة، ريثما تبدأ عملية البحث عن رئيس دائم جديد للكلية في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وفي ختام الحفل، قدّم عضو مجلس مفوضي مقاطعة وين سام بيضون شهادة تقديرية من مجلس مقاطعة وين لكافالونا الذي تسلّم الشهادة بحضور نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة وجواد والسبلاني وعضوي المجلس التربوي زهر وجمال الجهمي، بالإضافة إلى فعاليات أخرى، كما تم تسليمة شهادة تقديرية أخرى من مجلس نواب ميشيغن، بمبادرة من النائب عن ديبرورن، العباس فرحات.
وتجدر الإشارة إلى أن كافالونا يتحدر من أسرة مهاجرة من أوروبا الشرقية، وقد تمكن من تحقيق الحلم الأميركي عبرالتعليم العام، إذ حصل على درجة البكالوريوس في علوم الطيران من جامعة «وسترن ميشيغن» عام 2001، ودرجة الدكتوراه في القانون من كلية كولي للحقوق عام 2007، وهو متزوج من كورتني وله منها طفلان.
وخلال مسيرته المهنية، شغل كافالونا منصب المدير التنفيذي لعمليات الطيران في كلية الطيران بجامعة «وسترن ميشيغن» بين عامي 2015 و2018. كما شغل منصب مساعد المدعي العام الفدرالي في غراند رابيدز بين 2009 و2015، وكاتباً قانونياً في محكمة ميشيغن العليا بين 2007 و2009، وقبل ذلك، كان كابتن طيران يعمل لدى شركة تابعة لـ«يو أس إيروايز» بين 2001 و2006.
Leave a Reply