ماديسون – استيقظت أميركا مطلع الأسبوع الماضي على وقع مجزرة جديدة لكنها حملت هذه المرة طابعاً عنصرياً فاضحاً لا يمكن أن يسمح بإدراجها تحت فصيلة جرائم المرضى النفسيين. فقد قام رجل أميركي أبيض يوم الأحد الماضي بارتكاب مجزرة مريعة سقط فيها ستة من السيخ الأميركيين في معبد لهم في ولاية وسكونسن. وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أن الجاني قضى بعد أن أطلق رصاصة في رأسه.
وأوضحت تيريزا كارلسون المكلفة التحقيق في الشرطة الفدرالية أن ضابط شرطة اطلق النار على الجاني وايد مايكل بايج وإصابه في المعدة و«إثر إصابته يبدو أن بايج قضى بعد أن أطلق رصاصة في رأسه» (انتحار).
وكانت الشرطة أعلنت سابقا أن بايج الجندي السابق القريب من مجموعات عنصرية من النازيين الجدد قتل برصاص الشرطي. وأضافت كارلسون أن المحققين لم يحددوا بعد بوضوح دوافع القاتل لكنهم تحققوا من انه تحرك وحده.
كما ذكرت أنه تم توقيف ميستي كوك وهي صديقة سابقة لبايج في منزلها لحيازة أسلحة نارية بصورة غير مشروعة بسبب ماضيها القضائي وإن لا علاقة لذلك بالتحقيق في حادث معبد أوك كريك.
وقالت إن المحققين استجوبوا 100 شخص بينهم أفراد أسرة بيج واقارب وجيران ولا يزالون يدرسون خيوطاً أخرى. وتابعت «بعد كل هذا العمل تبين لنا ان بايج المسؤول الوحيد عن حادث إطلاق النار. ولم نحدد بعد دوافعه بوضوح».
ويبدو أن القاتل الموسيقي السابق من حليقي الروس الذي كان على صلة بمجموعات عنصرية تؤمن بتفوق العرق الأبيض، تولى عدة وظائف منذ مغادرة الجيش في 1998. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه كان يصف غير البيض بأنهم «قذرون».
وقال زميل سابق له في الجيش إن بايج كان يتحدث عن إقامة منطقة خاصة بالبيض. وذكر فريد ألن لوكاس لصحيفة «ميلووكي جورنال سنتينال» إنه «لم يكن يكترث إذا كان الأشخاص من السود أو الهنود أو غيرهم.. كان يكرههم جميعاً». وخدم بايج في صفوف الجيش بين عامي 1992 و1998. وعوقب في حزيران (يونيو) 1998 لتناوله المسكرات أثناء الخدمة.
وكان عمل بايج كاختصاصي في عمليات الحرب النفسية، يكمن في جمع معلومات لدى السكان والقيام بعمليات ترمي الى التأثير عليهم إيجابا لخدمة المصالح الأميركية. لكنه لم يخدم في اطار عمليات انتشار خارج الولايات المتحدة وخدم خصوصا في قاعدتي فورت بليس (تكساس) وفورت براغ (نورث كارولاينا). وذكرت الشرطة أن ضابط الشرطة المصاب تعرض لإطلاق النار عن كثب ثماني أو تسع مرات في الوجه والأطراف ببندقية يدوية، لكن من المتوقع تعافيه تماما من هذه الإصابات.
وقالت السلطات إن المهاجم استخدم مسدسا شبه آلي من عيار تسعة ملليمترات، تم العثور عليه في موقع الهجوم.
أوباما يعرب عن ألمه
من ناحيته، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشال الأحد عن «حزنهما العميق» لمجزرة معبد للسيخ. وقال الرئيس وزوجته في بيان أصدره البيت الابيض «في الوقت الذي نبكي فيه هذه الخسارة التي وقعت في دار للعبادة، نتذكر ايضاً كم أثرى السيخ بلدنا وهم الذين يشكلون جزءا من عائلتنا الأميركية الكبيرة».
تفاصيل المجزرة
قالت الشرطة إن أربعة أشخاص قتلوا ظهر الأحد الماضي داخل المعبد وثلاثة اشخاص خارجه في هذه المدينة الصغيرة في ضاحية ميلووكي بشمال شيكاغو بيد بايج. وأبدت الشرطة مخاوفها من وجود مسلح آخر داخل المعبد قبل أن تنفي هذا الأمر لاحقاً. الى ذلك، نقل ثلاثة مصابين في وضع حرج الى مستشفى فرودترت في ميلووكي، وفق ما قالت متحدثة باسم المستشفى. وقال الضابط في الشرطة المحلية برادلي ونتلاند في مؤتمر صحافي إن شرطياً أصيب برصاص مطلق النار فـ«قام بالرد عليه فقتل» الأخير.
ووقع الهجوم بينما كان رواد المعبد يقرأون بعض النصوص المقدسة، ويعدون الولائم استعدادا لطقوس مقدسة تعقد يوم الأحد في المعبد، وفقا لما أكده كانوارديب سينغ كاليكا، ابن شقيق رئيس الرعية السيخية.
ونشأت عقيدة السيخ في شمال الهند، وهناك نحو 25 مليونا من أتباعها، بينهم 700 ألف في الولايات المتحدة، وفقا لجمعية الدفاع القانوني عن السيخ الأميركية.
وشهدت الولايات المتحدة الشهر الفائت حادثا مأسويا في ولاية كولورادو (غرب). فقد اطلق الشاب جيمس هولمز (24 عاماً) النار داخل صالة سينما في مدينة أورورا في 20 تموز (يوليو) ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 58 آخرين. وتأتي هاتان المجزرتان لتضعا التعديل الثاني من الدستور الأميركي الذي ينص على حرية حمل السلاح، تحت الضوء في خضم السباق الرئاسي.
ويقول الأميركيون السيخ إنهم مستهدفون منذ هجمات «١١ أيلول»، لأن لحاهم والعمائم التي يعتمرونها توحي للأميركيين العاديين إنهم من المسلمين.
Leave a Reply