القاهرة – ساد الذهول والغضب خلال الأسبوع الماضي الشارع المصري، واجهت السلطات الانتقالية مجموعة من التحديات الناجمة عن غضب الشارع وقلقه وعن الإرباك الذي اتسمت به طريقة معالجتها لتداعيات “مجزرة ماسبيرو” يوم الأحد الماضي، التي أدت الى مقتل ٢٥ شخصاً في تصادمات بين الجيش ومتظاهرين أقباطاً.
وتجلت الأزمة في تكرار سيناريو تسريب أنباء عن استقالة حكومة عصام شرف، ومن ثم رفضها من قبل المجلس العسكري، في وقت أعلن وزير العدل عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ورفض وزير الإعلام الاتهامات التي وجهت للتلفزيون المصري بالتحريض على قتل المتظاهرين. وقدّم نائب رئيس الوزراء المصري ووزير المالية حازم الببلاوي استقالته على خلفية المجزرة التي وقعت أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، والتي أسفرت عن مقتل 25 متظاهراً واصابة العشرات، معظمهم من الأقباط. وقال الببلاوي إنه “تقدم باستقالته فى ضوء خلفيات أحداث ماسبيرو وما ترتب عليها من إخلال شديد بأمن وأمان المجتمع الذي هو من المسؤولية الأساسية للحكومة”.
ويذكر أن تظاهرة ماسبيرو التي قمعها الجيش كانت قد نظمت احتجاجاً على اعتداءات على كنائس قبطية وقعت بعد ثورة “٢٥ يناير”.
لكن الببلاوي سرعان ما بدا أنه تراجع عن قراره، حسبما ذكرت وسائل إعلام مصرية. وقال الببلاوي في وقت لاحق “لم أسحب استقالتي. المجلس الأعلى رفضها… وأنا الآن في موقف صعب. وفي حيرة من أمري”.
وبحسب صحيفة “الأهرام” فإن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي استقبل الببلاوي في مكتبه لمدة نصف ساعة، وأقنعه بالتراجع عنها لأن “الوقت الحالي لا يسمح بقبول استقالته بسبب الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر”.
في المقابل، وبرغم الانتقادات التي طالت التلفزيون المصري بسبب ما قيل إنه تحريض على استخدام العنف ضد المتظاهرين في أحداث ماسبيرو، رفض وزير الإعلام المصري أسامة هيكل اتهام التلفزيون المصري بالتحريض، واصفاً هذه الاتهامات بأنها “باطلة ويقصد بها الإساءة إلى التلفزيون المصري”.
وبعيداً عن الجدل حول مَن المسؤول عن اندلاع مواجهات ماسبيرو، تتعرّض الحكومة والمجلس العسكري، الذي كان حتى الآن يحظى بالاحترام لعدم إطلاقه النار على المتظاهرين خلال “ثورة 25 يناير” لوابل من الانتقادات العنيفة.
وعقد “اتحاد شباب ماسبيرو” القبطي اجتماعاً عقب انتهاء صوم الأيام الثلاثة الذي كان المجمع المقدس قد دعا إليه جموع الأقباط في الداخل والخارج، لبحث تداعيات أحداث ماسبيرو، وخطة لإدارة الأزمة خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن “جميع الخيارات مفتوحة ولن تضيع دماء إخواننا الأبرياء هباء من دون محاسبة”.
Leave a Reply