حسن عباس – «صدى الوطن»
في عددها الصادر في 6 آذار (مارس) الماضي، اختارت مجلة «بيبول» الأميركية صاحبة مؤسسة «زمان إنترناشيونال» غير الربحية، الناشطة نجاح بزي، ضمن قائمة «عشر نساء يغيّرن العالم» لعام 2020، مشيدة بجهود المنظمة الخيرية ومؤسِستها في تمكين مئات النساء والأطفال في منطقة ديترويت الكبرى من التغلب على ظروفهم المأساوية والتأسيس لحياة جديدة مفعمة بالأمل والطموح والكرامة.
وبالإضافة إلى الناشطة اللبنانية الأصل، ضمت القائمة كلاً من لاعبة الجمباز الأولمبية سيمون بايلز، والممثلات ماريسكا هارغيتاي وإيفا لونغوريا وإميلي بلانت ونورا لام (المعروفة باسم «أوكوافينا»)، والمديرة التنيفذية في عالم الموضة والأزياء جينيفر هايمان، ورائدة الفضاء كريستينا كوك، والناشطة ناديا أوكاموتو، والصحافية الباكستانية شارمين عبيد–تشينوي إضافة إلى المخرجة السينمائية تريش دالتون.
«بروفايل» بزي، جاء تحت عنوان «كسر دورة الفقر»، وسلّط الأضواء على جهود «زمان إنترناشيونال»، التي تُعنى بتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للفقراء والمعوزين من جميع الأعراق والإثنيات والأديان، والتي ساعدت –على نطاق واسع– في تصحيح صورة العرب الأميركيين داخل المجتمع الأميركي بمختلف مكوناته وشرائحه.
وأشار المقال إلى أن «زمان إنترناشيونال» التي يقع مقرها في مدينة إنكستر، أنجزت –خلال عام 2019– أكثر من ثمانية آلاف ساعة عمل من التدريب المهني للنساء، من خلالها برامجها المتعددة، التي تشمل بالإضافة إلى البرامج المهنية، برامج لمحو الأمية وتعليم فنون الطهي.
وكانت «زمان إنترناشيونال» قد انطلقت بمبادرة فردية من الناشطة الديربورنية لجمع التبرعات ومساعدة المحتاجين عام 1996، وبحلول 2014 تمكنت المؤسسة من شراء مبنى كبير في مدينة إنكستر، بمساحة تزيد عن أربعين ألف قدم مربع، لاستيعاب خدماتها المتواصلة والمتنامية للنساء والأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والفاقة.
من جانبها، أعربت بزي عن تقديرها لمجلة «بيبول» الأسبوعية، لاختيارها ضمن القائمة السنوية، وقالت: «يشرفني هذا التقدير، ولكن قوة النساء والأطفال الذين يقصدون «زمان» للتغلب على الفقر المدقع وظروفهم البائسة.. هي التي تستحق هذا التقدير».
وأضافت: «في كثير من الأحيان، يقلل الناس من أهمية الأمل والتعاطف وتمكين الأشخاص من التغلب على ظروفهم القاهرة، لكن هذا ما يركز عليه فريقنا في مؤسسة «زمان» يومياً، وبهذه الطريقة نستمد الإلهام لإحداث الفرق».
وكانت «زمان إنترناشيزنال» ومؤسِستها نجاح بزي، قد استقطبت –العام الماضي– اهتمام شبكة «سي أن أن» الإخبارية التي أعدت برنامجاً مصوراً بعنوان «أبطال سي أن أن» CNN Heroes، للاحتفاء بالشخصيات الأكثر عطاء وتفانياً وتأثيراً في الولايات المتحدة.
وكان برنامج «سي أن أن هيروز» قد رشح بزي لدخول القائمة النهائية وبث مقاطع تعريفية بها وبإنجازاتها التي تؤهلها للفوز بجائزة «بطل العام»، وقيمتها مئة ألف دولار.
وأفادت بزي حينها لـ«صدى الوطن» بأن حضورها في برنامج «أبطال سي أن أن»، كان «مؤثراً للغاية»، لافتة إلى أن الكثير من المشاهدين تواصلوا معها عبر الرسائل النصية والإلكترونية، من جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنها لم تكن تتطلع أبداً إلى نيل جوائز شخصية، وأنها –بدلاً عن ذلك– امتلكت «رؤية مختلفة تماماً». وقالت: «لقد كانت لدي رؤية تتمثل بإطعام العالم، كانت تلك هي رؤيتي التي تعتصر قلبي.. كانت رؤية يومية أستيقظ معها كل صباح وأنا أفكر في كيفية إطعام الناس، وفي كيفية حماية النساء والأطفال».
ونشرت «سي أن أن» شريطاً مصوراً عبر صفحة الشبكة على «فيسبوك» لقصة بزي، حظي بمئات ألاف المشاهدات، وأوصل رسالة مؤثرة لشريحة عريضة من الأميركيين حول المؤسسة الخيرية وبرامجها المصمّمة لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للمحتاجين والمعوزين.
وفي الشريط المصور، عزت بزي حبها لعمل الخير ومساعدة الآخرين إلى عقيدتها الدينية كامرأة مسلمة، وقالت: «في صلب عقيدتي، هنالك قول مأثور يقول: صلّ من أجل جارك قبل أن تصلي من أجل نفسك، وهذا يعني أن الآخرين يجب أن يكونوا ضمن حساباتنا واهتماماتنا».
وأشارت إلى أن الأسباب التي دفعتها إلى تأسيس الجمعية تعود إلى معايشتها مأساة أسرة عراقية مهاجرة فقدت طفلها ابن الثلاثة شهور بسبب المرض، وكانت بزي حينها تقدم المساعدة الطبية والثقافية للأسرة العربية، بوصفها أخصائية في التمريض العابر للثقافات والتشخيص السريري.
ومنذ تأسيسها، قبل نحو ثلاثة عقود، خدمت «زمان إنترناشيونال» ما يزيد عن مليوني شخص، وباتت في جعبتها مشاريع متعددة في أكثر من 25 دولة حول العالم، وينصب تركيزها على خدمة النساء والأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع.
لمعرفة المزيد حول «زمان إنترناشيونال»، وللراغبين بالتبرع للمنظمة الخيرية، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة: ZamanInternational.org
Leave a Reply