حسن عباس – «صدى الوطن»
لا تكاد تمر جلسة من جلسات بلدية ديربورن هايتس البلدي دون وقوع سجال أو مواجهة بين فريقين منقسمين حول مجمل القضايا التي تطرح أمام المجلس البلدي.
الفريق الأول يتمثل برئاسة البلدية، بينما يضم الثاني أغلبية أعضاء المجلس البلدي، الذين صوّتوا مؤخراً على إصدار مرسوم بلدي يمنع افتتاح أكثر من سبعة مقاهي أركيلة في المدينة، في خطوة رأى فيها البعض تحدياً لرئيس البلدية دان باليتكو، فيما اعتبرها البعض الآخر استجابة لضغوط أصحاب المقاهي في ديربورن هايتس.
ففي 9 تموز (يوليو) الجاري، تبنى المجلس البلدي بأغلبية خمسة أعضاء مقابل عضوين –وفق الانقسامات القائمة– مقترحاً تقدم به العضو بيل بزي بتحديد عدد مقاهي الأركيلة في المدينة بسبعة فقط، وهو العدد القائم حالياً، مما يحول دون افتتاح المزيد منها، في حين كانت إدارة باليتكو قد منحت موافقتها الأولية لافتتاح فرع لمقهى «سكاي لاونج» في ديربورن هايتس.
المرسوم الجديد، الذي نوقش خلال اجتماع مفتوح أمام العموم، أثار مخاوف لدى باليتكو والعضو وسيم (دايف) عبد الله إضافة إلى محامي البلدية غاري ميوتكي الذي حذر الأعضاء من أن المرسوم الجديد قد يتسبب بعواقب وخيمة على البلدية التي منحت صاحب مقهى «سكاي لاونج» بديربورن، أيمن طالب، ترخيصاً لتجهيز مبنى وافتتاح فرع ثانٍ في ديربورن هايتس.
فقد حذر ميوتكي من أن المرسوم الجديد، قد يجعل البلدية عرضة للمقاضاة أمام المحاكم، في حال قرر طالب اللجوء إلى القضاء لتحدي المرسوم الجديد.
وكان طالب قد اشترى مبنى مطعم «بالما بيسترو» أواخر العام الماضي، واستحصل على رخصة من البلدية للبدء في تجهيز المكان وإعداده لافتتاح فرع ثان لـ«سكاي لاونج». وأكدت «دائرة المباني» لـ«صدى الوطن»، أن طالب مُنح بالفعل، الترخيص المطلوب لافتتاح مقهى أركيلة في الموقع الآنف الذكر.
وفي جلسة عقدت بتاريخ 25 حزيران (يونيو) الماضي، أشار المحامي أمير مقلد –الذي يمثل صاحب مقهى «سكاي لاونج»– إلى أن المرسوم يقيّد أيضاً عمل مقاهي الأركيلة التي تستقطب الزبائن حتى ساعات متأخرة ليلاً، مضيفاً أن المرسوم، الذي حاول باليتكو نقضه، تضمن قيوداً غير قانونية على استخدام العقار، وبالتالي من الممكن تحديه بموجب قانون التصنيف العقاري في ميشيغن.
وأشار باليتكو إلى أن «سكاي لاونج» كان يستكمل إجراءات افتتاح فرعه الجديد بالقرب من تقاطع شارعي تلغراف وفورد.
إلا أن العضو بزي عبر عن معارضته افتتاح مقهى جديد للأركيلة في المدينة، لافتاً إلى قرار اتخذ بالإجماع بتعليق افتتاح مقاهي التدخين في ديربورن هايتس لمدة 180 يوماً. وتساءل: «لا أفهم كيف استطاع ذلك الشخص (صاحب «سكاي لاونج») البدء بالبناء، وبجوار محطة وقود كذلك».
وفي جلسة 9 يوليو، أكد مقلد أن موكله سوف يلجأ للقضاء في حال منعه من افتتاح المقهى، مشيراً إلى أن صاحب «سكاي لاونج» قدّم بالفعل خططاً وافقت عليها البلدية لافتتاح مقهى الأركيلة الجديد. وقال: «هذا شيء سيتم تحديه أمام القضاء».
كذلك شهدت الجلسة شهادات معارضة لإقامة مقهى الأركيلة الجديد، حيث قال صاحب مقهى «لافا لاونج»، عباس خليل: «إن سكاي لاونج سيكون التفاحة السيئة في مدينة تُدار فيها مقاهي الأراكيل بطريقة نظيفة وقانونية»، واصفاً «سكاي لاونج» بأنه «كابوس ديربورن».
وازداد الموضوع تعقيداً مع مزاعم المالك السابق لمبنى «بالما بيسترو»، حسن عون، بأن أخاه –وهو شريكه بملكية المبنى– قد قام ببيع العقار لصاحب مقهى «سكاي لاونج» من دون أن يعلمه بشأن الصفقة.
من جانبه احتج باليتكو على اعتماد المرسوم الجديد، ووصفه بأنه «معيب» بشكل لا لبس فيه، لافتاً إلى أن المقترح كان يجب أن يمر عبر «لجنة التخطيط» في البلدية، قبل تبنيه من قبل المجلس البلدي.
وخلال إصداره حق النقض، أصر باليتكو على أن المرسوم سيقيّد من النشاط الاقتصادي وسيؤدي إلى احتكار مقاهي الأركيلة في ديربورن هايتس.
وتجدر الإشارة إلى أن المرسوم الجديد يشترط توافر مساحات معينة في مقاهي الأراكيل، إضافة إلى تحديد ساعات عملها بين الساعة الثامنة صباحاً والساعة الثانية بعد منتصف الليل. كما ينص على أن الراغبين بالحصول على تراخيص جديدة للتدخين –غير المقاهي السبعة الموجودة حالياً– فعليهم التقدم بطلب استثناء إلى المجلس البلدي للحصول على الموافقة. ولم يوضح المرسوم الشروط المطلوبة لذلك.
يذكر أن العضوين الذين رفضا التصويت لصالح المرسوم هما دايف عبدالله وبوب كونستان.
Leave a Reply