سامر حجازي – «صدى الوطن»
بعد تردد أولي من قبل بعض المسؤولين فـي مدينة ديربورن، يتجه مجلس بلدية المدينة، الأسبوع المقبل، الى تأجيل مقترح يصنف ديربورن «مدينة مرحبة» باللاجئين والمهاجرين من جميع أنحاء العالم، وفق مبادرة أطلقها نشطاء طلابيون من «جامعة ميشيغن» فـي ديربورن.
وكان عدد من الطلاب المنتمين لـ«رابطة العدالة الاجتماعية» فـي الجامعة، قد طالبوا المجلس البلدي بإقرار مقترح يعتبر ديربورن «مدينة مرحبة باللاجئين السوريين»، ورغم أن أحداً من أعضاء المجلس لم يبد معارضته العلنية للمقترح آنذاك، إلا أنه تم وضع المقترح جانباً وعدم التصويت عليه، بدعوى أنه «غير ضروري» بحسب رئيس البلدية جاك أورايلي، إذ أن البلدية «ستواصل توفـير الخدمات الضرورية لهؤلاء فـي حال أقرّ المقترح أو لم يقر».
وقد جاء ذلك بعد أيام على إعلان حاكم ولاية ميشيغن، ريك سنايدر، عن قراره بتعليق جهود حكومته فـي استقبال المزيد من اللاجئين السوريين والعراقيين فـي الولاية، بعد هجمات باريس الإرهابية فـي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أودت بحياة ١٣٠ شخصاً فـي أنحاء متفرقة من العاصمة الفرنسية.
لكن طلاب «رابطة العدالة الاجتماعية» لم يستسلموا وواصلوا جهودهم لإقرار المقترح، وقام الطلاب بعقد لقاءات منفردة مع جميع أعضاء المجلس البلدي السبعة، وتناقشوا معهم خلال الأشهر الماضية حول سبل تحسين نص المشروع بما يتناسب مع «معايير المدينة».
وبعد جهود حثيثة استمرت منذ الخريف الماضي، نجح الطلاب أخيراً فـي التوصل الى صيغة «مرضية» لمشروع القرار الذي جاء تحت عنوان «قرار الترحيب» دون الإشارة الى اللاجئين السوريين تحديداً مع الحرص على تأكيد احترام القوانين الفدرالية فـي التواجد على الأراضي الأميركية.
كما يؤكد نص المشروع على تاريخ المدينة الحافل بالترحيب باللاجئين و«أنها ستواصل فعل ذلك.. مع الحرص على عدم تعريض أمن سكان المدينة للخطر».
وجاء فـي مقدمة المشروع، الذي سيطرح للتصويت قريباً، أن «كونها مدينة هنري فورد الذي دعا الناس من جميع أنحاء البلاد والعالم للقدوم الى ديربورن والاستفادة من أجر خمس دولارات فـي الساعة، فإنه من المهم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يواصل قادتنا هذا التقليد من التفاعل مع الآخرين بعطف، للتأكيد على أن أميركا ستبقى أرض الحرية والفرص».
وأورد متن المشروع أن مدينة ديربورن ترحب باللاجئين والمهاجرين الشرعيين من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن وطنهم الأصلي، وأكد المشروع أن مدينة ديربورن «تؤكد رغبتها باستقبال اللاجئين الذين نالوا موافقة السلطات الفدرالية لأن ذلك يتماهى مع القيم الأساسية لمجتمعنا».
وكانت عدة مدن فـي ميشيغن قد سبقت ديربورن فـي التصويت على قرار مماثل، منها مدينة إيست لانسنغ وهامترامك.
وأعرب الطالب جون غافـيا عن سروره من التقدم الذي تحقق فـي ديربورن، مشيراً الى أنه تم تعديل الصيغة الأولى للمشروع والذي كان يشير -حصراً- الى الترحيب باللاجئين السوريين، بعد قرار سنايدر بتعليق جهود استقبالهم فـي الولاية. ولكن مستشاري البلدية القانونيين طالبوا بإزالة هذا التخصيص، كما رأى بعض الأعضاء أن الخوض فـي الشؤون الدولية ليس من صلاحيات المجلس البلدي.
ولكن العضو مايك سرعيني اعتبر أن هذه الحجة واهية، لأن المجلس البلدي سبق وأن أصدر قراراً فـي العام ٢٠٠٩ بإدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق مقترح تقدمت به والدته عضوة المجلس السابقة، سوزان سرعيني، ونال حينها دعم أعضاء لا يزالون يشغلون مناصبهم فـي المجلس.
وكان سرعيني ينوي طرح مشروع القرار على التصويت فـي جلسة تعقد يوم الثلاثاء المقبل، فـي الأول من آذار (مارس) المقبل، ولكن معظم أعضاء المجلس البلدي لم يوافقوا على طرح المشروع للتصويت عليه.
Leave a Reply