ديربورن – سامر حجازي
خلال جلسته التي عقدها في ٩ أيلول (سبتمبر) الماضي، تفرَّغ مجلس بلدية ديربورن أخيراً للتطرق وبحث الوثيقة الحكومية السرية التي تزعم أن لدى ديربورن ثاني أكبر عدداً من «الإرهابيين المعروفين أو المشتبه بهم» في البلاد والتي سرَّبتْها مجلة «ذي إنترسبت» على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي.
مبنى بلدية ديربورن |
وتسببت الوثيقة إثارة جدل ونقاش حادَّيَن بسبب التهمة الموجَّهَة ضد ديربورن، التي يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة، ووضعها في المرتبة الثانية على «قائمة المشتبَهين بالإرهاب» من بين خمس مدن أوائل في اللائحة. مدينة نيويورك، التي يبلغ عدد سكانها ٨ ملايين نسمة، «نالت» المرتبة الأولى في القائمة بينما احتلَّتْ مدينة هيوستن، والتي يبلغ عدد سكانها ٢,١ مليون نسمة، المرتبة الثالثة.
وحظيت الوثيقة المسرَّبة باهتمام وسائل الإعلام العالمية والوطنية، وقام بعض أفراد الجالية ونشطائها ومنظمات الحقوق المدنية المحليَّة والإعلامية والسياسية، ومن بينها «صدى الوطن»، بإنتقاد مسؤولي البلدية لعدم اتخاذ موقف واضح وحازم من هذا الموضوع الخطير فور معرفتهم به فصمتوا صمت القبور.
سبب هذا السكوت، الذي لم يكن من ذهب، أفصحَتْ عنه في الجلسة رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة بالقول إنها كانت تنوي معالجة هذه المسألة في الإجتماع السابق لمجلس المدينة، ولكن في الليلة التي سبقت الاجتماع المقرَّر، إنشغلت البلدية بالفيضانات التي سببتها الأمطار الغزيرة في ١١ اب (أغسطس) والتي أغرقت شوارع ومنازل ومتاجر المنطقة فوضعت البلدية هذا الموضوع ضمن أولوياتها قبل أي شيء آخر»
وشرحت دباجة قائلةً «كشخص وُلد وترعرع في مدينة ديربورن ما زلت أشعر بأني مجبرة بقوة للتصدي لهذا التقرير. ديربورن هي مدينة ترحب بالتنوع العرقي والثقافي بين سكانها وهذا ما يميزنا ويجعلنا مدينة ممتازة ذات خصوصية وفرادة عن غيرها. أنا نفسي أشكك وأطعن في صحة ومصداقية الوثيقة وأنا لم أسمع أحداً من المسؤولين الحكوميين يصادق ويتثبَّتْ من صحتها».
وشكرت دباجة، باربرا ماكويد، المدعية العامة الأميركية للمنطقة الشرقية من ميشيغن على وقفتها إلى جانب سكان مدينة ديربورن من خلال مؤتمراً صحفي عقدته أمام مبنى البلدية بمشاركة منظمات حقوق مدنية محلية في الشهر الماضي، أدانت فيه «النتائج التي شملتها» القائمة.
وأضافت دباجة «أنها قالت بكلام مسجَّل على الهواء أن لا أحد من ديربورن تمت محاكمته في أي وقت مضى لفعل إرهابي إجرامي. وانا بدوري أردت أن أقول بكلام مسجَّل إنني أحب هذه المدينة، ونحن جميعاً نحب هذه المدينة وهذه هي مدينة الناس الطيبين والأسر الكريمة. نحن نعيش الحلم الأميركي، ونفعل ما بوسعنا لنربي أولادنا ونعيش حياتنا بشكل طبيعي».
ثم تحدث عضو المجلس البلدي مايك سرعيني«كثيرٌ من الناس المتواجدين اليوم هنا هاجروا إلى مدينتنا لأنها تحتضن شركة فورد للسيارات، ومن أجل إيجاد فرص لتربية أسرهم»، مضيفاً «أنا حقاً أثني على مواطنينا، لأننا على مر السنين، شاهدنا الكثير من الناس الذين يستغلون مدينتنا العظيمة لأمور الدعاية والمنفعة الذاتية. وأنا أحيي مواطنينا، لأنه عندما جاء بعض الناس هنا للقيام بمظاهرات «ضد المدينة»، قاموا بتجاهلهم. مرة أخرى أهنيء الشعب العظيم في ديربورن ونحن في طريقنا لتحقيق المزيد من النجاح».
من جانبه، شكك رئيس البلدية جاك أورايلي بصحة الوثيقة حيث قال åإنه من المهم ملاحظة أن كلاً من مكتب ديترويت التابع لشعبة التحقيقات الفدرالية «أف بي اي» وفرع الأمن الداخلي قد ذكرا أيضاً أنهما لم يعلما بوجود هكذا قائمةò.
وأردف أورايلي «لم نسمع أياً من الوكالات الأمنية، التي من المفترض أن تكون على بينة من هذه الوثائق، بوجود أي دليل على ذلك مضيفاً لم تر الوكالات الوثيقة فقط ولم تستطع تعقُّب الأصل، لذا لم يتسنَّ لها حتى التحقق من مصداقية هكذا وثيقة وهذا أمرٌ مؤسف جداً، ولكن علينا أن نتعايش مع هذا الوضع. وإن من المهم للجميع أن يعرفوا أنه لا توجد أي صدقية في هذا المجال وان الأمر هو مجرد شيء خرج كتقرير من قبل كيان لديه أجندته الخاصة، وهو يستخدم ذلك مدعياً أن لديه نوع من الأساس والسلطة..»
Leave a Reply