أجرى مجلس ديربورن التربوي، مساء الثلاثاء الماضي، مقابلات مع ستة مرشحين، بينهم أربعة عرب أميركيين، تقدموا لملء المقعد الشاغر في المجلس بعد استقالة رئيسته السابقة مريم بزي إثر تعيينها قاضية في محكمة مقاطعة وين بقرار من الحاكم ريك سنايدر.
وقام أعضاء المجلس بإجراء مقابلات في لقاء مفتوح مع كل مرشح على حدة، (١٥ دقيقة لكل مرشح) بحضور حشد من أبناء المدينة في مقر المنطقة التعليمية، وقد تمحورت الأسئلة حول مؤهلاتهم وتصورهم لأدوارهم في حال تعيينهم في المجلس التربوي.
وسيعقد المجلس التربوي جلسة مساء الاثنين المقبل، ١٢ حزيران (يونيو) الجاري، لاختيار المرشح الأنسب وهو الذي سينال أكبر عدد من أصوات الأعضاء الحاليين، بحسب قوانين المنطقة التعليمية.
وعلى العضو الذي يعينه المجلس أن يخوض الانتخابات عام 2018 للاحتفاظ بمقعده وإتمام ولاية بزي التي تنتهي عام 2020.
ويضم مجلس ديربورن التربوي سبعة مقاعد، يتبوأها حالياً كل من حسين بري، وفدوى حمود، وماري لاين، ومايكل ميد، وماري بتلشكوف، وجيمس ثورب، في حين يبقى مقعد مريم بزي شاغراً إلى حين البت باسم العضو البديل.
وأمام المجلس مهلة ٣٠ يوماً من تاريخ موعد استقالة بزي، في ٢٢ أيار (مايو) الجاري، لتعيين بديل مؤقت لها بانتظار حلول الانتخابات القادمة.
المرشحون
المقابلات بدأت مع سيليا ناصر، التي قدمت نفسها باعتبارها مالكة لثلاث شركات تجارية في المدينة وأم تخرجت من مدارس ديربورن العامة ولها ثلاثة أطفال يستعدون للانتساب إليها بعد بلوغهم سن الدراسة، على حد قولها.
وعزت ناصر الفضل في اهتمامها بالانخراط في العملية التربوية إلى أولادها والى خبرتها في الإدارة من خلال تنظيم الميزانية والشؤون المالية والعلاقات التجارية ضمن شركاتها، وأضافت «أنا عضو مجلس الادارة الوحيد… وزوجي هو الذي يدير العمليات»، ذكرت ناصر مضيفة انها أيضاً تترأس شركة إعلانية، استقت منها تجربتها في التسويق ووضع استراتيجيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ناصر حائزة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال وعلى شهادة الماجستير في الصحة العامة، ومعلمة متطوعة لملء الشواغر في مدارس ديربورن العامة.
المقابلة الثانية كانت مع روكسان ماكدونالد، العضو السابق في المجلس، التي ردت على أسئلة زملائها السابقين، مؤكدة أنها مؤهلة تماماً لتفعيل المنصب في الفترة المتبقية من ولاية بزي، وهي ١٨ شهراً.
وكانت ماكدونالد قد قررت عدم الترشح في أواخر العام الماضي للاحتفاظ بمنصبها في المجلس التربوي لكي تتفرغ لحملتها الانتخابية بعد ترشحها لعضوية مجلس نواب ميشيغن دون أن يحالفها الحظ.
«التعليم العام هو مدماك عظمة هذا البلد»، أشارت ماكدونالد، متطرقة الى خبرتها الواسعة النطاق في البحوث والتدريب على الأساليب المبتكرة في التعليم والتطوير المهني.
ونوهت ماكدونالد أمام زملائها السابقين بشغفها بالتعليم العام واستمرارها في المشاركة الفعالة في نشاطات المجلس والمنطقة التعليمية حتى بعد مغادرتها المجلس.
وكانت ماكدونالدز قد كتبت على صفحتها بالفيسبوك بعد فشلها في الانتخابات الماضية بأنها ستركز جهدها في تربية اطفالها ولن تترشح لأي منصب آخر. المرشح الثالث، كان عادل معزب الذي أكد للأعضاء أنه سيكرس وقته للمجلس، وأنه الأكثر تأهيلاً.
وكان معزب قد ترشح العام الماضي لعضوية المجلس غير أنه لم يحالفه الحظ.
معزب، الذي أحضر معه ما يشبه «العراضة» إلى قاعة المجلس، قدم نفسه كمهاجر وابن عامل في شركة فورد للسيارات، مشيراً إلى أنه كان ملماً فقط بعدد قليل من الكلمات الإنكليزية عندما بدأ يتعلم في ثانوية فوردسون في عام 2000. وهو بذلك من نتاج مدارس ديربورن العامة كما أنه أب لطالب في مدارس المدينة.
وعن مهمته التي يتطلع إليها، أفصح معزب أنها ستكون عبارة عن البناء على نجاحات المنطقة التعليمية ودعم الأهداف التي حددتها لجنة التخطيط الاستراتيجي التي خدم فيها عام 2015 «من أجل بث روح الإلهام والتثقيف والاحتفال» بمدارس ديربورن العامة.
وهو حائز على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة «وين ستايت» ويدير شركة تجارية، «تعلم من خلالها الخبرات حول إعداد الميزانيات وضبطها» وأردف «أنا أفهم ما يؤدي إلى نجاح المنظمات».
ولفت معزب إلى حصوله على آلاف الأصوات في انتخابات، المجلس، العام الماضي، وتابع أنه كوّن خلال حملته الانتخابية «فهماً خاصاً» لما يقلق الأهالي معترفاً بما يمر به المدرسون من معاناة باعتبار أنه نفسه كان مدرساً بدوام جزئي لمدة ثلاث سنوات في مركز «أكسس».
وبعدما أنهى معزب مقابلته، قوبل بموجة من التصفيق وقوفاً من قبل مناصريه الذين جاؤوا لدعم ترشيحه، وقد غادر معظمهم قاعة الاجتماع بعدما فرغ مرشحهم المفضل من المقابلة.
المرشحة الرابعة، زينب صبح، استهلت كلامها بالقول إن المقعد حاز على اهتمامها من اجل التاكيد على جدية تنمية الهوية الشخصية وتعزيز الصحة العقلية بين الطلاب وهم يخوضون غمار التعليم الأكاديمي الناجح. «هناك حاجة في المجتمع المحلي للأفراد الذين لديهم خلفيات عن أمراض الاكتئاب والقلق والانتحار»، أفادت صبح مشيرة إلى أنها عملت كمرشدة مع طلاب الكليات وكان البعض منهم يعاني من أزمات وجودية اثناء المرحلة الانتقالية من الثانوية، وهذا أدى بهم في نهاية المطاف إلى الفشل في صفوفهم.
وعزت روحها التنافسية المتوثبة في سوق العمل إلى دراستها في جميع المراحل الدراسية في مدارس ديربورن العامة.
وتابعت «إن ما تؤمنه مدارس ديربورن في نهاية المطاف هو هذا النوع من الطمأنينة والراحة التي تشعرك بأنك في أيد أمينة. كنت في أيد أمينة وأطفالي هم في أيد أمينة اليوم».
وتحدثت صبح عن دورها اذا أصبحت عضواً في المجلس بأنها ستعمل على ان تضيف «شعوراً فريداً من الأخلاق والمسؤولية الأدبية إلى المجلس وتقدم مرجعية للطلاب يتطلعون اليها».
آيرين واتس، مدرسة في حضانة سالاينا، لفتت إلى أن خبرة 16 عاماً في الصفوف ستشكل قيمة إضافية للمجلس.
وأوضحت واتس رؤيتها بأنه في حين أن العديد من المدارس تركز على الفحوصات والصفوف وتطبيق المقررات المدرسية بمقاس واحد من المتوقع ان يناسب كل المقامات والاحوال التربوية، اقترحت واتس بدلاً من ذلك خلق نهج جديد وتقنيات تعليمية جديدة تكشف الأسباب الحقيقية وراء تقصير التلاميذ في المنزل، «ومع ذلك يأتون حاملين ابتسامة يومية» إلى الصف.
واتس أم لولدين في مدارس ديربورن وعملت لمدة عشر سنوات كمساعدة مدير، حيث «تعلمت أن التنسيق الانجع للميزانية يقوم على تلبية احتياجات الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين والمسؤولين».
المقابلة الأخيرة كانت مع أليكس الشامي، وهو عضو سابق في المجلس واستاذ متقاعد من كلية مقاطعة وين. وقد عمل سابقاً مدرساً في المراحل المتوسطة والثانوية في ديترويت. الشامي شدد على أهمية مناقشة القضايا التي تواجه الطلاب والتي يصعب التطرق اليها – وهي الإدمان على المخدرات.
«هناك مشكلة كبيرة هي الإدمان على المخدرات، وليس فقط في المدارس، ولكن في المدينة أيضاً»، أسهب الشامي وخلص الى القول «بالاضافة إلى التمسك بالتعليم الجيد في المنطقة يجب أن تكون لنا نظرة ثاقبة تجاه الثقافة والسياسات». وختم قائلاً «واحدة من القضايا التي أودّ معالجتها هي: لماذا لا يرسل موظفو شركة فورد للسيارات أطفالهم إلى مدارس ديربورن العامة»، مؤكداً أنه سيعمل على تصحيح هذا الأمر.
Leave a Reply