اختار مجلس ديربورن التربوي –الأربعاء الماضي– راسل كافالونا رئيساً جديداً لكلية هنري فورد بعد عملية بحث طويلة ومتعددة المراحل انتهت بتصويت ستة أعضاء لصالح التعاقد مع نائب عميد كلية الطيران في «جامعة وسترن ميشيغن» ومساعد الادعاء العام الفدرالي السابق في غرب ميشيغن.
وسيتولى كافالونا رئاسة الكلية العامة خلفاً للرئيس المؤقت جون ساتكوسكي الذي عُيّن في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في أعقاب استقالة الرئيس السابق للكلية ستانلي جنسن في 15 كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٧.
ونال رئيس الكلية الجديد –الذي كان من بين خمسة مرشحين تأهلوا للمرحلة النهائية من عملية الاختيار– تأييد جميع الأعضاء باستثناء ماري بيلتشكوف التي صوتت لصالح مايكل نيلون.
وعزا رئيس المجلس التربوي مايكل ميد، اختيار كافالونا، إلى مؤهلاته البارزة ومزاياه القيادية، وقال لـ«صدى الوطن»: «بعد البحث المكثف على المستوى الوطني، يسرّ المجلس التربوي أن يعلن أن راسل كافالونا قد تم اختياره رئيساً لكلية هنري فورد».
وأضاف ميد الذي ترأس لجنة البحث الاستشارية المكلفة بتعيين رئيس جديد لكلية هنري فورد، إن «كافالونا مؤهل بشكل واضح، وقد أثبت أنه قائد فعال، وهو من نوع القادة الذين نحتاج إليهم مع احتفالنا بمرور 80 عاماً على تأسيس كلية هنري فورد فيما نتطلع إلى مزيد من النجاح في العقود القادمة».
وتعتبر كلية هنري فورد واحدة من أكبر الكليات العامة في ولاية ميشيغن، وهي تقع تحت إشراف مجلس ديربورن التربوي الذي يشرف أيضاً على المدارس العامة في المدينة.
ميد، أكد رضا المجلس عن نتائج عملية البحث، وقال «أعضاء المجلس وأنا، سعداء بجودة المتسابقين النهائيينوبعمق عملية البحث وشفافيتها.. لقد تجاوزت النتائج أعلى توقعاتنا ونعتقد بأن راسل سيكون قائداً استثنائياً وعنصراً فاعلاً في كلية هنري فورد».
من جانبه، أكد كافالونا، الذي يقيم حالياً في مدينة غراند رابيدز، عزمه على التعاون مع الشركاء في المجتمع المحلي لتوفير تعليم عالي الجودة يساهم في تحسين جودة الحياة في المنطقة، وأضاف في حديث مع «صدى الوطن»: «منذ ما يقرب من 80 عاماً كانت كلية هنري فورد جوهرة المجتمع، ويشرفني أن أنضم إلى فريق المعلمين والمختصين الموهوبين الذين يكرسون مواهبهم لخدمة الطلاب والمجتمع».
البحث عن رئيس جديد
وكان أعضاء مجلس ديربورن التربوي قد عيّنوا بالإجماع جون ساتكوسكي رئيساً مؤقتاً لكلية هنري فورد في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، خلفاً للرئيس السابق ستانلي جنسن. وفي وقت لاحق تم تكليف ثلاثة من أعضاء المجلس –وهم مايكل ميد وحسين بري وجيمس ثورب– للإشراف على عملية البحث، حيث تم توظيف شركة «أي جي بي سيرش»، ومقرها واشنطن، للبحث عن مؤهلين للمنصب على المستوى الوطني، ليتقدم 42 شخصاً مؤهلاً للمنصب، من مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وبعد ذلك، شكل الأعضاء لجنة بحث استشارية مؤهلة من 33 عضواً بينهم طلاب وأعضاء في الهيئة التدريسية وموظفون ومسؤولون منتخبون وقادة محليون يمثلون مختلف شرائح المجتمع المحلي.
وبعد أسابيع من المداولة، انتهت لجنة البحث إلى تقليص القائمة إلى 8 مرشحين أجريت مقابلات معهم في 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، رشح عنها خمسة مرشحين هم راسل كافالونا ومايكل نيلون وكريستوفر روبر وكاساندرا أولبريش، إضافة إلى توم واتكينز الذي سحب ترشيحه قبل التصويت.
وأجرى أعضاء المجلس التربوي مقابلات مع المرشحين خلال اجتماعات مفتوحة في الفترة بين 26 و28 آذار (مارس) الجاري.
ويوم الأربعاء الماضي، وعقب الانتهاء من إجراء المقابلات التي كان آخرها مع مايكل نيلون، عقد الأعضاء جلسة للتصويت على اختيار الرئيس الجديد، وجاء التصويت الأولي بأغلبية 5 أصوات لصالح كافالونا مقابل صوتين لنيلون الذي أيد اختياره العضوان ماري بتليشكوف وحسين بري الذي سرعان ما غيّر رأيه لـ«ينضم إلى الأغلبية»، حسب ما قال، لينتهي التصويت بواقع 6–1 لصالح كافالونا.
وشكرت العضو ماري لاين، بري لانضمامه إلى الأغلبية، وقالت «لقد كان من المهم أن يستقبل المجلس الرئيس الجديد، بدون انقسام»، مضيفة «كلنا يعلم بأن كل واحد من هؤلاء الأشخاص (المرشحين) كان من الممكن أن يرأس الكلية، لكن القوة في الوحدة».
المقابلات
وكان مجلس ديربورن التربوي قد أعد 20 سؤالاً لطرحها على المتقدمين للمنصب، وقد تمحورت الأسئلة حول الطرق التي يمكن أن تساهم بها الكلية في المجتمع، وتكوين الشراكات مع المنظمات المحلية، وحول تجارب المرشحين كمعلمين وإداريين، إضافة إلى أسئلة حول التنوع وأفضل ممارسات التدريس وطرق تمكين الطلاب من النجاح.
وقد طُلبَ من المرشحين أن يسوقوا أمثلة محددة حول تجاربهم في عقد الشراكات التي ساهمت بإنجاح المؤسسات أو الأعمال التي أشرفوا على إدراتها، وحول هوية الشركاء المهمين الذين يعتقدون بأن كلية هنري فورد يجب أن تعمل معهم بشكل وثيق.
سؤال آخر تمحور حول الميزانية والإدارة المالية مع ضرب أمثلة محددة عن الحالات التي استوجبت من المرشحين تأمين التمويل الخاص لدعم الكليات وكبح ارتفاع الأقساط الدراسية.
وقد تلا ديفيد شيفرن، منسق عملية الاختيار، معايير المهارات والمزايا التي طلبتها اللجنة المناط بها تعيين الرئيس الجديد، مشيراً إلى أن التعويل سيكون على رئيس يمكنه مواصلة الأهداف الاستراتيجية للكلية، وأن يكون مبتكراً وذا رؤية، وصاحب خبرة في قيادة مؤسسة متنوعة ومعقدة، ولديه الخبرة اللازمة لإدارة الميزانيات وتأمين التمويل، وأن يكون قائداً ملهماً وصاحب كاريزما قادراً على المحافظة على مستوى عال من الرؤية، داخل الكلية وخارجها.
مطالب الأعضاء
شدد رئيس المجلس مايكل ميد على ضرورة أن يكون «رئيس الكلية قادراً على أن يعكس صورة الكلية في المجتمع ولدى مشرعي الولاية ورجال الأعمال.. شخص يصنع لنا اسماً».
وعندما سئلت نائب رئيس المجلس ماري بتليشكوف عمن ستختار رئيساً جديداً، أجابت بأنها أعطت الأولوية «للمرشحين الذين كانوا متوازنين كقادة داخل وخارج المؤسسات التي يديرونها». وأضافت «الشخص الذي يجب اختياره يجب أن يكون لديه شغف بالتعليم العالي وتعزيز دور الجامعات في المجتمع، وتحسين نوعية الحياة للمواطنين».
من ناحيته، العضو جين ثورب قال «من المهم للغاية أن يتمتع رئيس الكلية بدرجة عالية من النزاهة والمعايير الأخلاقية فضلاً عن امتلاكه خبرة التواصل مع الحكومات المحلية والفدرالية، وأن يكون قادراً على تأمين التمويل من الشركات التجارية والأعمال الخاصة». أضاف «دعونا نجد بعض الطرق الإبداعية التي يمكننا من خلالها جمع التمويلات اللازمة لإنجاز المشاريع في الجامعة والمساعدة في خفض التكاليف على طلابنا».
وأعربت العضو سيليا ناصر عن رغبتها في أن «يستمر الرئيس الجديد في التركيز الاستراتيجي للكلية وأن يكون شخصاً لديه الشغف والتحصيل العلمي العالي». أما العضو ماري لاين فقد أكدت أنها تريد «شخصاً لديه رؤية ملهمة وقيادة كاريزمية وأن يكون المستقبل أحد أهم دوافعه«، وقالت «نحن بحاجة لشخص لديه ثروة من الخبرة الحياتية».
العضو فدوى حمود قالت إنها تبحث عن «رؤية وقادة ديناميكيين، شخص يمتلك مهارات تواصل عالية ويقاتل من أجل الطلاب ومن أجل الكلية محلياً وفي العاصمة لانسنغ، وقادر على اكتساب الثقة وإشراك جميع أصحاب المصلحة، واحتضان التنوع، ومعالجة التوتر».
وفي السياق ذاته، قال العضو حسين بري «إن الكلية بحاجة إلى تعزيز جهودها في مجال التوعية مع الحكومة المحلية وحكومة الولاية والحكومة الفدرالية والتحدث مع الشركات وذوي الأعمال الخاصة من أجل جمع الأموال». وتساءل: «لماذا لا نحدد هدفاً.. 10 ملايين دولار خلال خمس سنوات؟». وأضاف «لا يمكننا العودة إلى الوراء والاعتماد على دافعي الضرائب».
نبذة عن كافالونا
كافالونا يشغل حالياً منصب مساعد عميد بجامعة ويسترن ميشيغن، كما شغل سابقاً منصب مساعد الادعاء العام الفدرالي في غرب ميشيغن.
مجاز في القانون من «جامعة وسترن ميشيغن» ويحضر لنيل شهادة الدكتوراه في «إدراة المؤسسات خلال الأزمات» بالجامعة نفسها.
ويشغل كافالونا حالياً منصب المدير التنفيذي لكلية الطيران في «جامعة وسترن ميشيغن»، وهي ثالث أكبر كلية من نوعها في الولايات المتحدة ولها ثلاثة مواقع في ميشيغن وفلوريدا. كما خدم كافالونا كمفوض في الملاحة الجوية بولاية ميشيغن. وتم تعيينه من قبل الحاكم ريك سنايدر للإشراف على إنفاق 100 مليون دولار على البنية التحتية للطيران في الولاية.
وبين عامي 2009 و2015 عمل المحامي كالهونا مساعداً للادعاء العام الفدرالي في غراند رابيدز، حيث يقطن حالياً مع زوجته وطفليه.
Leave a Reply