خلا اجتماع المجلس التربوي في ديربورن يوم الاثنين الماضي من أية مداخلات من قبل أبناء المجتمع المحلي بشأن الحلول الثلاثة المقترحة لمعالجة أزمة الاكتظاظ الطلابي في ثانويات ديربورن العامة ابتداءً من السنة الدراسية القادمة.
فقد شهدت الجلسة التي عُقدت في 11 أيلول (سبتمبر) الجاري، حضوراً خجولاً للسكان، على الرغم من الآثار الواسعة المترتبة على القرار الذي قد يتخذه المجلس.
وأعربت رئيسة المجلس ماري لاين خلال الجلسة أن يكون الحضور أكثر فعالية واطلاعاً على الخيارات المقترحة، لمساعدة الأعضاء في عملية اتخاذ القرار المناسب، مشيرة إلى أنه سيتم عقد عدة اجتماعات عامة للمجلس التربوي ابتداء من العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وحتى كانون الأول (ديسمبر) القادم، للاستماع إلى اهتمامات وشكاوى السكان بشأن المقترحات الثلاثة تمهيداً لتبنى الخيار الأفضل للمنطقة التعليمية في وقت لاحق من كانون الثاني (يناير) القادم.
وعقد المجلس اجتماعاً الاثنين الفائت، في المركز الإداري للمنطقة التعليمية، لاستمزاج آراء المجتمع المحلي حول الخطوة التي تبناها في جلسته السابقة في 29 آب (أغسطس) الماضي، بالعدول عن مقترح بناء ثانوية جديدة في ديربورن، والسير في خيار تغيير حدود المدارس الثانوية، وإضافة عدد من الصفوف إلى ثانويتي «ديربورن هاي» و«أدسيل فورد» لمعالجة أزمة الاكتظاظ المتفاقمة.
وناقش الأعضاء ، في ظل غياب الأهالي، الخيارات مع مدير الخدمات الطلابية في منطقة ديربورن التعليمية، إبراهيم (آيب) مشهور الذي استعرض أمام المجلس ثلاثة خيارات لإعادة ترسيم حدود المدارس، وتقتضي جميعها بناء صفوف جديدة وضمها إلى ثانويتي «ديربورن هاي» و«أدسيل فورد».
وتعتبر مدارس ديربورن العامة، ثالث أكبر منطقة تعليمية في ولاية ميشيغن، حيث تضم قرابة ٢١ ألف طالب أكثر من ٠٠٥٦ منهم في المرحلة الثانوية.
الخيار الأول
ولفت مشهور إلى أن الخيار الأول لإعادة ترسيم حدود المدارس يتضمن إرسال طلاب «متوسطة ووودورث» إلى مدرستين ثانويتين مختلفتين، في حين أن بقية المدارس المتوسطة سترسل طلابها إلى ثانوية واحدة فقط. وقال «هذا النظام يبقينا منظمين على أوسع شكل، ليس لدينا خيار آخر، علينا أن نقسّم مدرسة واحدة على الأقل، وإلا فإن ثانوية فوردسون سيكون فيها ما بين 3300 إلى 3400 طالب».
وبحسب مشهور، فإنه وفقاً لهذا السيناريو، سيذهب طلاب متوسطتي «براينت» و«سميث» إلى ثانوية «ديربورن هاي» التي سينتهي عدد الطلاب فيها إلى ما مجموعه 1900 طالب، فيما سوف تأخذ ثانوية «أدسيل فورد» طلاب مدرستي «سالاينا» و«ستاوت» المتوسطتين إضافة إلى حصة طفيفة من طلاب مدرسة «وودوورث»، لينتهي عدد الطلاب فيها إلى ١٨٨٠ طالباً، في حين ستأخذ ثانوية «فوردسون» جميع طلاب مدرستي «لاوري» و«يونس» ومعظم طلاب مدرسة «وودورث»، لينتهي عدد الطلاب فيها إلى 2780 طالباً.
وأكد مشهور أن «فوردسون»، وهي أكبر الثانويات الثلاث، ستبقى الأكثر استقبالاً للطلاب بغض النظر عن طريقة التقسيم التي ستتبع.
الخيار الثاني
أما وفقاً للسيناريو الثاني، فإن طلاب مدارس «سميث» و«ستاوت» و«وودوورث» فسوف يتم تقسيمهم بين الثانويات الثلاث.
وسيكون إجمالي الطلاب المسجلين في «أدسيل فورد» أعلى منه في «ديربورن هاي»، بواقع 1980 طالباً مقابل 1800. وبموجب الخيار الثاني المقترح، فسيذهب جميع طلاب «براينت» وقسم من طلاب «سميث» و«ستاوت» إلى ثانوية «ديربورن هاي»، أما ثانوية «أدسيل فورد» فسوف تأخذ جميع طلاب «سالاينا» وبعضاً من طلاب «ستاوت» و«سميث» و«وودوورث». وسوف تأخذ ثانوية «فودرسون» طلاب «لاوري» و«يونس» ومعظم طلاب «وودوورث» لتحتضن 2780 طالباً.
الخيار الثالث
ويقترح الخيار الثالث تقسيم طلاب «ستاوت» على الثانويات الثلاث، وتقسيم طلاب «يونس» على ثانويتين، فتأخذ ثانوية «ديربورن هاي» طلاب «براينت» وقسماً من طلاب «ستاوت» و«يونس» بحيث يبلغ العدد الإجمالي لطلالبها 1820.
وسوف تأخذ «أدسيل فورد» طلاب مدرستي «سميث» و«سالاينا» وقسماً من طلاب «ستاوت» بحيث يكون إجمالي عدد طلابها 1940، وسوف تأخذ ثانوية «فوردسون» طلاب مدرستي «لاوري» و«وودوورث» وقسماً من طلاب مدرسة «يونس» بحيث يكون إجمالي عدد طلابها 2800 طالب.
المفاضلة بين الخيارات
وأشار مشهور إلى أن الخيار الأول يخفف من مشكلات المواصلات التي قد يواجهها الطلاب نتيجة تعديل حدود الأحياء التي تغطيها المدارس، وهو ما أثار استحسان عدد من الأعضاء الذين أعربوا عن دعمهم لهذا الخيار، لاسيما وأنه يحد من عدد المدارس التي سيتقسم طلابها على أكثر من ثانوية، لتنحصر بمدرسة ««وودوورث» فقط.
غير أن جميع الخيارات التي قدمها مشهور تبقى مطروحة أمام المجلس في جلسة الشهر القادم لمناقشتها أمام الأهالي والاستماع إلى شكاويهم المحتملة، ليتم التوصل في النهاية إلى القرار الأفضل.
من ناحيتها، قالت عضو المجلس ماري بيتليشكوف «إذا كنت تقدم خياراً واحداً أو اثنين (للناس)، فسوف يشعرون وكأنك لم تأخذ الآخرين بعين الاعتبار، ولذلك سوف نوضح لهم جميع الخيارات، ونعرضها عليهم جنباً إلى جنب».
كيف ستُموّل الصفوف الإضافية؟
شارك في اجتماع المجلس التربوي أيضاً، المدير التنفيذي للأعمال والعمليات في منطقة ديربورن التعليمية، توماس وول الذي قدم للمجلس سبل التمويل المتوفرة لبناء صفوف إضافية في ثانويتي «ديربورن هاي» و«أدسيل فورد».
وأوضح أن المنطقة التعليمية يمكن لها أن تصدر سندات دين –دون الحاجة إلى التصويت عليها– تصل إلى 24.5 مليون دولار، ويمكن تمويلها من مداخيل الضرائب الخاصة بمدارس ديربورن العامة.
ولفت إلى أن مبلغ 2.4 مليون المتوفر في خزينة المنطقة التعليمية من بيع مدرسة «هاوي» متاح ويمكن استخدامه، موضحاً أن 850 ألف دولار ستذهب كل سنة لسندات دين جديدة بعد أن تسدد المنطقة التعليمية سندات دينها السابقة.
وبحسب وول، فإن إضافة أربعة صفوف في ثانوية «ديربورن هاي» وتوسيع الكافيتريا فيها سيكلف قرابة 3 ملايين دولار فقط، أما تحويل الصالة الرياضية وحمام السباحة في «أدسيل فورد» إلى صفوف دراسية وبناء صالة ومسبح جديدين عوضاً عنهما فسوف يكلف قرابة 18 مليون دولار.
وأشارت رئيسة المجلس التربوي ماري لاين إلى أن سكان ديربورن يشعرون بالقلق إزاء ارتفاع الضرائب، وقالت «أتلقى مثل هذه الرسالة باستمرار»، مضيفة «لدينا قيود مالية وقدرتنا على إقرار ضريبة جديدة محدودة».
ولذلك طالب أعضاء المجلس التربوي، وول، بتقديم سيناريوهات وأرقاماً مختلفة حول مشروع توسيع ثانوية «أدسيل فورد» في الاجتماع القادم، لكي يتسنى للمجلس اعتماده.
وقالت لاين «سيكون هنالك شيء غير مستساغ حول كل خيار، ولكن في النهاية القرار يجب أن يُتخذ».
Leave a Reply