بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
توصل مجلس ديربورن هايتس البلدي –الأسبوع الماضي– إلى عدة تسويات أسفرت عن إنهاء حالة الجمود التي سيطرت على حكومة المدينة عقب الانتخابات العامة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي تعززت بشغور رئاسة البلدية إثر وفاة دان باليتكو أواخر كانون الأول (ديسمبر) المنصرم.
ونجح الأعضاء –بالأغلبية– في تعيين عضو المجلس، بيل بزي، رئيساً للبلدية، ورجلي الأعمال مو بيضون وزهير عبد الحق عضوين في المجلس، فضلاً عن تعيين العضو دايف عبدالله نائباً لرئيسة المجلس دينيز مالينوسكي–ماكسويل، التي تولت رئاسة البلدية بشكل مؤقت، بمقتضى دستور المدينة.
وكان مجلس ديربورن هايتس قد عقد –الإثنين الماضي– مقابلات مع المرشحين لمنصب رئيس البلدية، وهم: رئيسة المجلس دينيز مالينوسكي–ماكسويل، ونائبها العضو بيل بزي، ورئيسة الموظفين في البلدية كريستي لاسلو، إضافة إلى مرشح رابع من سكان المدينة، هو أنثوني كاميليري، فيما سحب عضو مفوضية مقاطعة وين، ديفيد كينيزيك، ترشيحه قبل إجراء المقابلات.
وجاءت التعيينات الجديدة بعدما أخفق المجلس لأربع مرات متتالية، في ملء مقعده الشاغر منذ فوز العضو السابقة ليزا هيكس–كلايتون بمنصب أمينة خزانة البلدية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث انقسم الأعضاء بالتساوي، بين تأييد أحد المرشحين العربيين، أمين الخزانة السابق المؤقت زهير عبد الحق، والناشط مو بيضون الذي حلّ أول الخاسرين في انتخابات المجلس الأخيرة.
كسر الجمود
وخلال الاجتماع، الذي عقد الثلاثاء الماضي عبر تطبيق «زووم»، كسر العضوان راي موسكات وتوم وينسل الجمود المسيطر على أعمال المجلس منذ نحو سبعة أسابيع، عندما أعلنا انضمامهما إلى زملائهم المؤيدين لتعيين بيضون، الذي نال تأييد خمسة أعضاء لخلافة هيكس–كلايتون.
وبمجرد تعيينه، رشّح بيضون، العضو موسكات لرئاسة البلدية الشاغرة منذ وفاة باليتكو في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لينافس المرشحين الأربعة، آنفي الذكر. وبعد إجراء عملية تصويت، قرر المجلس تعيين بزي بمنصب رئيس البلدية بأغلبية أربعة أعضاء مقابل ثلاثة، وذلك بعد امتناع موسكات عن التصويت لنفسه مفضلاً منح صوته لبزي الذي حصل أيضاً على تأييد وينسل وعبدالله إضافة إلى صوته. بينما صوّت كل من كونستان وبيضون وماكسويل لصالح موسكات.
وبادر بزي إلى أداء اليمين لتولي مسؤولياته الجديدة، بعد فوزه مباشرة بالمنصب الجديد، ليصبح أول عربي أميركي يترأس بلدية المدينة التي تضم زهاء 56 ألف نسمة ويشكل العرب نسبة كبيرة منهم.
ومع تعيين بزي برئاسة البلدية وشغور مقعده في المجلس، سارع الأعضاء إلى تعيين الناشط زهير عبد الحق لخلافته بأغلبية خمسة أعضاء مقابل معارضة عضو واحد هو كونستان الذي منح صوته للعضو السابق نيد أبيدجيان.
وفي تصويت آخر، أجمع الأعضاء على تعيين العضو دايف عبدالله خلفاً لبزي في منصب نائب رئيسة المجلس.
المضي قدماً
بعد حلحلة المشاكل المتجذرة داخل المجلس البلدي، تعاهد رئيس البلدية الجديد وأعضاء المجلس على تجاوز الانقسامات واستئناف أعمال حكومة ديربورن هايتس، بالمضي قدماً نحو المستقبل ومعالجة التحديات التي تواجه المدينة.
بدوره، أشار العضو عبد الحق إلى أن «المدينة عادت إلى الالتئام مجدداً»، معرباً عن أمله في أن ينجح المسؤولون بفعل كل ما هو ضروري لتحقيق المستقبل الذي تستحقه المدينة. وعن تعيينه في المنصب الجديد، قال عبد الحق: «أعد جميع السكان بأنني سأبذل قصارى جهودي في خدمة ديربورن هايتس».
ومع تولي عبدالحق وبيضون عضوية المجلس البلدي، أصبح عدد الأعضاء العرب في المجلس، ثلاثة، جميعهم من أصول لبنانية.
من جانبه، أكد العضو موسكات أنه يشعر بالارتياح حيال القرارات التي اتخذها المجلس، الثلاثاء الماضي، قائلاً: «أعلم أنني سأنام بشكل عميق جداً هذه الليلة»، لافتاً في حديث مع «صدى الوطن» إلى أن المعيّنين الجدد، في رئاسة البلدية والمجلس البلدي، هم من الأشخاص الأكفاء، وأنهم «الأنسب في المدينة لشغل تلك المناصب».
وقال موسكات إنه يصلي «لكي يساعد الله رئيس بلديتنا الجديد في المهام المناطة به»، متمنياً له «الصحة والقوة في وظيفته الجديدة».
العضو عبد الله، أكد –من جهته– أنه سيواصل العمل الدؤوب مع جميع الأعضاء لما فيه مصلحة المدينة، وقال: «أسأل جميع الأعضاء في مجلسنا، ورئيس بلديتنا الجديد، وكذلك جميع المعنيين.. أن يتفهموا بأن ما فعلناه كان ضرورياً للغاية»، لافتاً إلى أن شرائح واسعة من سكان المدينة واظبت –خلال الفترة السابقة– على «انتقاد طريقة المسؤولين في تناول الأمور».
وناشد عبد الله جميع المسؤولين في البلدية أن يتعاونوا بطريقة مثمرة من أجل إنجاز المسؤوليات الموكلة إليهم، وقال: «دعونا نفعل ذلك بالطريقة الأميركية، بالطريقة الصحيحة، حتى يحصل السكان على ما يطمحون إليه».
في الأثناء، ستستمر ماكسويل برئاسة المجلس البلدي، وذلك بعد تبوئها لمهام رئاسة البلدية مؤقتاً (أقل من أربعة أسابيع) في أعقاب رحيل رئيس البلدية دان باليتكو، بحسب ما ينص عليه ميثاق ديربورن هايتس.
من جانبه، أعرب رئيس البلدية الجديد، بيل بزي، عن شعوره بالتواضع لاختياره لمنصب رئاسة البلدية، وقال: «لقد كان من دواعي سروري أن أخدم في عضوية المجلس البلدي، وأعلم أن قرار تعييني هذا لم يكن سهلاً» مؤكداً التزامه بالتعاون البناء مع المجلس. وأضاف: «أتطلع إلى تزخيم جهودنا الجماعية بينما ندفع بديربورن هايتس قدماً، نحو المستقبل المزهر».
والجدير بالذكر أن بزي، اللبناني الأصل، حائز على بكالوريوس وماجستير في هندسة الطيران من «جامعة إمبري–ريدل للطيران». وقد عمل خلال مسيرته المهنية كمهندس تصميم وإصدارات في شركة «فورد» لصناعة السيارات، ومدقق جودة ومدير سابق في شركة «بوينغ»، فضلاً عن خدمة 21 عاماً في سلاح البحرية الأميركية، وهو متزوج وأب لابنين.
Leave a Reply